كردستان منطقة حكم ذاتي بدئت بالتشكل نهاية الثمانينات و استقرت بعد 1991 شمال العراق، و الاكراد هي تسمية لقومية ( الكرد ، كالعرب و الفرس و الروم و الهنود الى
اخره ) و هي ليست دولة او حضارة و لم تكن في يوم من الايام كذلك ، اي دولة قائمة بحد ذاتها و لها مقوماتها و حدودها انما المناطق التي يتواجد فيها الاكراد في العراق و ايران و تركيا و سوريا هي مناطق حكمت
من قبل مختلف الدولو السلطات المسيطرة من دولة كسرى و الى حد الدولة العثمانية.
حياة ابناء القومية الكردية و تاريخهم موضوع مفصل وطويل يمكن تناولهة بالدقة و التحليل و الشواهد في محل آخر، و هو كتاريخ و حياة بقية القوميات فيه الاسود و الابيض، لكن فيما يتعلق بموضوع الانفصال ففي
خلاصة نذكر:
بعد نجاح تجربة الحكم الذاتي لعوامل كثيرة البعض منها نضب و غير متوفر الان ، مثل نظام صدام الحسين و الحصار المفروض على الشعب العراقي الذي كان من اهم مصادر التمويل و المحرك الاكبر لحركة التجارة ( و
التهريب ) في الاقليم و التي اثرت الكثير و اوجدت الارضية المناسبة للنمو الاقتصادي و العمراني الذي شهده الاقليم، و الميدان الحركي لاجهزة مخابرات دول كثيرة كانت على عداءمع نظام صدام حسين، يعتقد الاكراد
بانه بامكانهم فرض سيطرتهم على كركوك للاستفادة من آبار النفط فيها لتشكل اهم مقوم و مورد و سند اقتصادي للدولة في حال الانفصال ، و تحسين العلاقات مع تركيا للتمكن من تصدير ذلك النفط في حال الحصول عليه،
هذه الاسس العملية للانفصال.
اما الاسباب النفسية و الثقافية و الاجتماعية لذلك فهي معقدة و ليس لها اهمية غير التحشيد النفسي و تجييش عواطف ابناء القومية الكردية و تحريك فكرهم ورغبتهم بذلك الاتجاه، (من قبيل ان علم العراق عو العلم
الي ذبح الاكراد في حلبجة و غيرها كأن هذا العلم لم يذبح العرب الشيعة في كل مدن العراق من الشمال الى الجنوب)، لكن اكثر تلك الاسباب اهمية و اكثرها فاعلية ( بالنسبة لكل العراقيين و ليس الاكراد فحسب ) انه
خلال 13 سنة من الانعزال التام و العيش حياة مختلفة و مستقلة اقتصاديا و سياسيا تلاشت تقريبا الروابط الاقتصادية و الاجتماعية التي كانت تربط الاكراد في كردستان ببقية العراقيين في باقي ارجاء العراق،
فاصبحت مسألة الانفصال معدومة التأثير على الصعيدين الاقتصادي و الاجتماعي و هما من اهم الاصعدة في اي مسألة او جانب من جوانب الحياة ، فالمعيشة و الحياة في بقية انحاء العراق غير معتمدة على كردستان باي
شكل من الاشكال ، خلاف ما عليه الحال في العلاقة بين بقية اجزاء العراق من الناحية الاقتصادية فلا يمكن لاحدها الاستغناء عن الاخر من الناحية الاقتصادية بالرغم من كل الخلافات و الاختلافات ، و كذلك الحال
بالنسبة للناحية الاجتماعية فبسبب اختلاف اللغة و العادات و التقاليد و درجة الالتزام بين العرب و الاكراد فاننا لا نجد هناك تداخلا في الانساب بنحو كبير او مؤثر اصلا فالقومية الكردية في شبه عزلة اجتماعية
عن العرب، ثم ان كردستان لا تمتلك ثقل ديني ، اي ليس فيها مدن مقدسة لدى المسلمين و لا تحتوي على حواضر و شواهد او مصادر اشعاع ديني كما الحال مثلا في صلاح الدين و سامراء خصوصا او بغداد و الاعظمية خصوصا،
مما يقلل جدا من تاثيرها من الناحية الاجتماعية في حالة الانفصال، قد يؤثر الانفصال في حال حدوثه على القليل من العاملين في الاقليم في السنوات التي تلت 2003 فقط ، اما غير ذلك فالعراقيين لا يقصدون كردستان
الا للاصطياف.
اما المناطق المتنازع عليها، ففي حال الانفصال سيتم رفع الملف الى الامم المتحدة و لا اتوقع ان تحدث حالة حرب او مواجهات عسكرية على تلك المناطق، لان الاكراد لن يستطيعوا ان يبيدوا سكان تلك المناطق من غير
الكرد ، و الحكومة المركزية لا تستطيع و لن تفعل حتى لو استطاعت ان تشن حرب مع حلفاء الامس ، و سيبقى الموضوع في المحاكم و الحال متوقف فيها الى ما شاء الله، الى ان يجد الاكراد ان مصلحتهم تقتضي خلاف ذلك (
كما حصل مع الاتراك و تخلي الكرد عن قضيتهم التاريخية مع الاتراك ) و تدخل تلك المناطق وفق تسوية جديدة