المفردات :
شغفاً : حُباً .
الفطرة : الطبع . بسوق فطرتهم : يسوقهم طبعهم .
نجيهم : من يناجونه ، يتحدثون إليه بلطف .
شطوا : ابتعدوا .
خلدي : نفسي .
جلداً : صبراً .
يجب : يضطرب والماضي وجب .
ألفيت : وجدتُ .
العذال : الذين يلومون .
شابه ، خالطه ، امتزج به .
اشتاق الشاعر في هذه الأبيات إلى أبنائه فأخذ يسأل عن غياب الضجة التي كانوا يُحدثونها وعن أصواتهم العالية غير الجادة ـ أحياناً في الدراسة ـ وعن غياب الأطفال الصغار الذين كانوا يلقون ألعابهم على أرض
البيت ، وعن غياب تلك الأصوات التي ترتفع بين أبنائه تنذر بخلاف طارئ لا يلبث أن يختفي ، وعن الأصوات التي تحمل الشكوى المتبادلة والتظاهر بالبكاء ، والضحك ، وعن تزاحمهم في الحصول على مكان قريب من الأب
يجلسون فيه .
تذكر الشاعر أن أولاده كانوا يصرون على الجلوس بقربه ، وأنهم يتوجهون إليه بسبب طبعهم ـ غريزتهم ـ في حالتي النصر والهزيمة ، وأنهم يذكرون اسم أبيهم في حالة طربهم وفرحهم ، ويذكرون اسمه في حالة غضبهم
مستنجدين به ، وكذلك يذكرون اسمه في بعده عنهم وقربه منهم .
بالرغم من أن أبناء الشاعر قد ابتعدوا عنه ، فهو يشعر بأنهم يسكنون قلبه ، وأن قلبه يراهم ويراقب هدوءهم وحركتهم ، ولعبهم ، وفرحتهم عند النصر ودموعهم عند الهزيمة ، ويشاهد آثارهم ـ غير الموجودة أمامه ـ في
الطعام والشراب وفي كل مسالكهم .
بينما كان الأب يكتم دمعة حقيقية كانت تترقرق في محجريه كان أبناؤه يتظاهرون بالحزن على فراقه !
ويشبه ابتعادهم عنه ، بانتزاع قلبه الخفاق من بين ضلوعه .
ويستغرب من لوم من يلومه على حزنه وبكائه على فراق صغاره ، ويقرر أنه يستحق اللوم لو لم يفعل ذلك . ويخبر اللائمين أن البكاء لا يدل على الضعف دوماً ، وبخاصة إذا صدر عن أب يحب أبناءه .