بصراحة ، إن الإجابة عن هذا السؤال تستحق التبحر ، غير أنني سأجيبك قدر إستطاعتي ومن وجهة نظري .
أولاً : بالنسبة لمن أجاب بأن إدارة القمر الصناعي تعلم الأرقام ، فأنا أرى أن نظريته مرفوضة لأن الرسيفر يستقبل و لا يرسل
ثانياً : نظرية أن مسؤلي القناة فقط يعرفون بذلك ، قد لاتكون نظرية صائبة دائماً فالأمر يعتمد على مدى إنفاق القناة على البحوث التسويقية و أضن بأننا نتفق بأن الكثير من القنوات لاتجري بحوث تسويقية معتبرة
لضعف موازنات القناة .
ثالثاً : نظريتي التي تقول بأن الحدس فقط هو السائد لمعرفة نسبة المشاهدة ، و مسألة الحدس هذه قد قننت في نظريات الإقتصاد الجزئي وتم التنظير لها و هي معنونة بإسم تفضيلات المستهلك و منحنيات السواء ، و
الشرح يطول في الموضوع لكون أن التطبيقات كثيرة لتلك النضريات كما أن العوامل المؤثرة أيضاً كثيرة . ومن بعض تلك المؤثرات هي :
1- أن المحتوى المعروض ضروري ، فعندما يكون المحتوى شديد الأهمية فإن نسبة المشاهدة تكون مرتفعة ، وطبعاً ضمن شريحة محددة . مثلاً : مشهد قصف البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية ، كان المشهد الأعلى
مشاهدة في العالم وذلك لعدة أسباب منها أهمية المحتوى ، فأهمية المحتوى جعلت العشرات من القنوات الفضائية تنقل خطبة السيد حسن ، فالسيد حسن هدف من أهداف الحرب ، فإن كنت عدو أو صديق ، يجب أن تعلم أنه حي ،
غير أن السيد حسن حول الإنتباه نحو البارجة و هو مالم يكن في حسبان أحد ، ليرد بذلك المشهد على مسائل كثيرة منها من أن الخطبة مباشرة فالبارجة أمامكم تحترق الآن و ليس بالأمس أو في المستقبل سيحصل الأمر ، و
أيضاً في المشهد إثبات للقدرة ، وكأنه يقول أنا القائد و أنا المسيطر و أن الإتصالات مع الجبهه متصلة و لم تنقطع ، و ما لا تعلمه أنت كمشاهد عادي هو أن الأمر شديد الخطورة جداً ، لأن التاريخ يثبت بأن
أسبوعين فقط كافيان إلى إسقاط قوة عسكرية قوامها 250 ألف مقاتل غير أن لبنان أستحقت لقب الصامدة فقد صدت قول بقوة القذائف الصاروخية ، و أضف إلى ذلك قدرة لبنان على إعادة الحياة و ترميم ماتهدم .
و عذرني على الإنحراف في الشرح نحو تمجيد لبنان غير أن المقصد هو أن المشاهدة كانت ضرورة فالنسب كانت الأعلى كما أن الشرائح فقد كانت كل العالم ، فمعبر السويس في خطر و أمن حوظ الأبيض المتوسط في خطر و كل
العالم يستخدم ذلك الحوض للتصدير لأروبا .
و في بعض الأحيان تكون المشاهدات ليست بضرورة لدى شريحة بينما هي كذلك لشريحة أخرى ، فمثلاً كوريا غرقت لهم بارجة ! ، طيب أنا وش دخلني ! ، إذاً تضل المشاهدة ضرورة غير أن البعض قد لا يعدها كذلك ، و أنسب
مثال كان آيسلندا ، فالبركان شل نسبة كبيرة من حركة الطيرآن و بموجب الإحصاءات التاريخية فتلك الكارثة كانت الأكبر إعاقة لحركة الطيران في تاريخ الطيران قاطبة ، غير أن المشاهدات و التغطية لم تكن بحجم
الحدث .
2- أن المحتوى روتيني : أي ان المشاهد قد إعتاد على المشاهدة فأصبح من المتوقع أن يكون حاظراً وقت العرض ، مثلاً ، ماهو إحتمال أن يشاهد الجمهور السعودي طاش ما طاش بعد الإفطار في رمضان ، الجواب هو أن
الإحتمالية عالية فقد تعود الجمهور السعودي على الأمر منذ أكثر من عقد من الزمن ، ومن الأمثلة أيضاً الأدعية و الأذكار و القرآن في أوقات إنخفاض الاذروة ، فالمشاهد المسلم قد تعود على أن يشاهد تلك البرامج
في حال توفرها و في حال كان مزاجه مؤاتياً لها .
3- المحتوى التنافسي : أي أن المعروض من الممكن أن يجذب المشاهدات غير أن هناك منافسة متوقعة مع محتوى آخر ، و من هنا فإن التفضيلات هي على أساس الجودة بالنسبة للمشاهد ، فأنت قد افضل أن تشاهد مسلسل ليلى
مراد و أنا أفضل أن أشاهد مسلسل إسماعيل ياسين ، غير أن الباحث عن النسب قد يضع معايير محددة ليقرر من الأكثر شعبية ، فمثلاً أنا الآن بحثت عن ردود الأفعال عن مسلسل إسماعيل ياسين فوجدتها 395,000 تفاعل
بينما مسلسل ليلى مراد حقق 813,000 و هي أرقام مثبته ويمكن التحقق منها كأنها إنتخابات الله يكفيك الشر !! ، و طبعاً من الممكن أن تشكك في تلك الأرقام لأنك من عشاق مسلسل إسماعيل ياسين غير أن مالا يمكن
نكرانه هو تقدم مسلسل باب الحارة في النتائج لأنه حقق 9,000,000 تفاعل ، أي أن كلا المسلسلين يبلط البحر من حيث الشعبية .
و طبعاً المستوعب لكيفية إستجلاب الرقم هو من يقدر على إصدار الحكم على صحة الأرقام و مدى دقتها . و لكن الرد مني هو إذا كانت نتائج البحث في المحركات هي المقياس فإن باب الحارة لا ينافس من ضمن فئته . و
البحث يطول جداً في الأمر إن كان الإنترنت هو الحكم فمثلاً حملة دعائية صغيرة بـ 20 ألف دولار تقلب النتيجة بشكل مؤكد ، غير أن في الأمر غش و خداع و تحايل ، فمن تخدع و على من تتحايل سوى على نفسك !!
و سلامتكم
الخلاصة :
أن البحوث التسويقية هي التي تقرر نسب المشاهدات ، و أن تلك البحوث تعتمد على الأسس الإقتصادية المتعارف عليها في القتصاد الجزئي ، كبحوث الإنقياد و تفضيلات المستهلك و أهمية المنتج