سمي هذا الشهر محرماً لأن العرب كانت تحرم فيه الحرب والإغارة ، وقيل أنهم أطلقوا عليه هذا الاسم لأنهم تقاتلوا فيه فوقعت بينهم مقتلة
عظيمة، فحرَّموا فيه القتال ، وسموه محرماً . وهو من الأشهر الحرم التي ذكرت في القرآن وهي : المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة .
وفي هذه الأشهر ، كانت تقام الأسواق للتجارة ، والشعر ، وتبادل المنافع في كل من عكاظ والمربد وذي المجاز والمجنة . وكان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه ، فلا يهيجه تعظيماً لحرمة هذا الشهر . وكانت العرب
تنسؤه ( تؤخره ) فتحرمه عاماً وتستحله عاماً قال الشاعر :
أقمنا بها شَهْرَيْ كليْهما وشهْرَي جمادى واستحلوا المحرما
ويحرمون بدله صفراً ؛ لذا نجد أنهم قد أطلقوا عليهما ( الصّفَران ) .
أسماؤه :
كانت للمحرم أسماء عند العرب قبل أن يُسمى باسمه الحالي ، فقد أطلقوا عليه عدة أسماء منها : ناتِق و المُؤْتَمر ؛ أي الذي يؤتمر فيه للتشاور أو طلباً للنصيحة عما إذا كانوا يخوضون الحرب فيه أو يتركونها ،
يقول الشاعر:
لولا ائتماري بكم في المؤْتَمر عزمت أمري للفراق فانتظر
أما في التقويم الثمودي فكان أسمه موجباً . ولم تكن الشهور العربية تُعرف بالأسماء المعروفة اليوم ، فقد عُرفت بأسماء أخرى أجملها الشاعر في قوله :
أردت شـهور العرب في الجاهلية فخذها على سَرْد المُحَرَّم تشترك
فمُـؤْتَرٌ يـأتي ومن بعدُ نـاجر وخَوّان مع صُوان يجمع في شرك
حنـين وزّبـا والأصَمّ وعـادل ونـافِق مع وَغْـل ورنَّة مع بُرك