^~*¤©[£] لا احتمل بوح الكلام …ولا أطيق سجون الصمت***مأسينا نطقت [£]©¤*~^




آه.. آه.. آه..

زفرات قلب ….

تنهيدات روح….

هواجس وأفكار عقل منهار….

رويداً ..رويداً…

ترفقوا بدماء قلبي المجروح…

لا احتمل … لا احتمل…

لا بل أن مآبي لا يحتمل….

قالوا.. بكيت !

وما دروا عن حزن قلب صامتً

قالوا خفقان قلبك يحزنُنا

وارتعاش أناملكِ يوترنا

ما بال نظرات الحزن تستوطن الأجفان


!!!!

أولم تكوني للتو تلهي ضاحكه

فأدرت ظهري

لا احتمل بوح الكلام

ولا أطيق سجون الصمت

قالوا

قفي

كفكفي دمعك الذي قد انحدر

نحن هنا منارات للخير

فبثي لنا عما علق بذاكره

واستنطقي الألم حروفاً

وأحكي لنا

هنا

في


مآسينا نطقت

أخذت نفساً عميقاً

سكت لوهلة ليست بطويلة

ثم تنهدت

واسترخيت على الجدار

لعل مآبي من بركان ثائر

يصطدم بجدران منزلي العتيق

فتخمد نيرانها

………..

………..

دعوني اروي لكم قصتها

وأدعو معي بأن يلهمها الله الصبر والسلوان

تلك الأم المكلومة

هي أم لعشرة أطفال

خمسة من البنين وخمسة من البنات

تركها زوجها

وهي في ريعان الشباب

أنجبت الأطفال ولم يكن هناك


فارق كبير في السن بين أبناءها

عانت الأمرين في تربيتهم

فزوج انشغل مع زوجته الأخرى

وتركها لتعاني شغف العيش لوحدها

بداء مشوار الألم في حياتها

من احد أيام شهر رمضان المبارك

حيت توارت الشمس للمغيب

وبدئت خيوطها الذهبية

بتسلل خلف الأفق

معلنةً بهذا رحيل احد أيام شهر رمضان المبارك


فخلعت السماء ثوبها الأزرق


واستبدلته


بثوبً جميل أختلط لونه البرتقالي بحمرةً

لتتباه بيه للحظات

وليعرف الصائمون بأن موعد الإفطار قد حان

ركب شاب سيارته على عجل

فهو يريد الإسراع لكي لا يتأخر على موعد الإفطار

ولو انه تأنى لكان خيرً له

فأن يصل متأخرً خيرً من أن لا يصل

لكن الأقدار قد كتبت وليس لنا


سوى الرضا بما كتب

أدار محرك السيارة

وتحركت للخلف

استوقفه مطب أثناء ذلك

فحاول تجاوزه

ولكنه

شعر بشي غريب حينها

أجبره على إيقاف سيارته

والترجل عنها

فهناك كانت الصدمة

إن ما ظنه مطب اعترض طريقه

كان رأس طفل

هو اصغر أبناء تلك الأم المكلومه

لم يتجاوز سنته الأولى

بل انه لم يخطو خطواته الأولى

مازال يحبو

نعم يحبو

ولكنه حبا وحبا ليلقى المصير

لم يكن منزله بعيداً فكما أخبرتك هو

يحبو

هرعت أمه المصدومة إليه

ضمته إلى صدرها

وقد ضمه قلبها قبل اكفها

أخذ الشاب الأم وصغيرها

إلى المشفى

ليسعف ضحية سيارته

ولكن الصغير فارق الحياة

وهو بين ذراعيها

قالت لشاب

مات

مات

مات ابني

أذهب وليسامحك رب البرية


على ما قطعت من أوردة قلبي

دفن الصغير

ودفن معه نبض تلك الأم المفجوعه

وأدارت أصابع الاتهام إلى نفسها

طفلي صغير لا يمشي

أنا من تركه يحبو إلى مقتله

صامت شهرين

بعد انتهاء رمضان


مضت سنه و الألم مازال يعتصر قلبها


على ما فقدت

صبرت واحتسبت ولكن الحزن


بنا لهُ قصور في قلبها

فأستوطنه

فبانت معالمه في نظراتها للوجود



ومازال طيف الصغير يزورها

و في احد الأيام

أستأذنها أبنها الكبير

هو اكبر أبناءها الذكور

وهو الذي عوضها عن ما حرمها منه زوجها

ظهر كالنجم في حياتها

للتو بداء يضيء لها العالم

أستأذنها

ليخرج مع رفاقه في رحلة بريه

فسمحت له بذلك

ذهبوا

وفي طريق العودة

اصطدمت سيارتهم بسيارة أخرى


كانت سرعتها جنونية

لومينا

نعم لازلت أذكرها لومينا بيضاء اللون

مات سبعة من الشبان

الذين كانوا برفقة أبنها

وكان هو سابعهم

نعم مات الابن الأكبر لها

فقد تفجرت جمجمته وطار دماغه

وطار كل معنى لسعادة من قلب أمه

عفواً

بل إن هذا الحادث قد انتزع

قلبها من جوفها

و دمرها

وقضى على ما أبقت الحياة من كيانها

لم يعد هناك مكان لرأس رمح من رماح الحياة ليغرس في جوفها

ماتت البسمة على شفتيها

اعتلت مركب الحزن في رحلة كتب على شراعها

لا للعودة

لم أرى تلك الأم

كسابق عهدها

ذبلت تلك الابتسامات التي اعتدت

رؤيتها على محياها

نحل الجسم وبرزت العظام

أحدودب الظهر

ليس طعنً في السن

بل كبيراً في الألم

وأصبحت بالحزن أبدع لوحة فنان



تحمل كل تعابير الألم في تقاسيم وجهها

كل هذه المأساة كانت نتيجة حوادث مرورية

من يلمها لو أصبحت السيارة شبح

يزورها في المنام

من يلمها

لو باتت تخشى السيارة

من يلمها

لو قالت عنها وسيلة لزهق الأرواح

بل من يلمني لو قلت

كفى

كفى

كفى

كفى يا فتى

كفى يا رجل

كفى يا من تقد سيارتك بجنون واستهتار

تلك أرواح بريئةٌ

أين ستذهب من رب العباد حين السؤال

لو سامحت تلك الأم

وغفرت لطيب قلبها

هل ستسامح نفسك

وهل غيرها سيسامحك

فراشتي

قولي لهم

أخيك

أبيك

زوجك

خالك

عمك

كل من يقود سيارته بسرعة

وبدون تقيد بنظام

قولي لهم

يكفي

يكفي فماسينا نطقت وباحت لكم



يكفي




بقلم منارة الخير/ سهام الليل


عن

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …