الحمد لله رب العالمين ،
والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين جعله الله تعالى
خير خلقه وخاتم رسله ورفع ذكره في العالمين ،
واختار الله له خير الأصحاب من بين الأمم
واختار الله تعالى له خير الأزواج وجعلهن من خير نساء العالمين وأطهرهن وأعظمهن ،
ومن أعظمهن العفيفة الشريفة الطاهرة ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأم أولاده الكرام عليهم السلام ..
من خلال هذا الموضوع نحث النساء على الفضيلة ،
عن طريق الرجوع بها إلى جذورها العفيفة الأصيلة ،
المتمثلة في سيرة خير نساء العالمين أم المؤمنين خديجة
والبعد بهن عن دعاوى المستغربين إلى الرذيلة ،
إذ حياة المسلمين المتمسكين بدينهم اليوم ،
المبنية على إقامة العبودية لله تعالى ، وعلى الطهر والعفاف ،
والحياء ، ،
..
في وسط هذا الجو المشحون بالرذيلة والخروج على أوامر الشريعة ،
أحببنا أن نقدم سيرة الطاهرة ، العفيفة ، العاقلة ، الحازمة ،
الحصيفة ، ذات القلب الكبير ، والروح السامية ، والخلق الرفيع ،
السابقة الأولى إلى الإسلام ، وإلى الجنة ، حبيبة رسول الله صلى الله
عليه وسلم المباركة الطيبة ، خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
لتكون قدوة للمسلمات في زمن الغربة الثانية للدين ،
فتكون سيرتها أنموذجًا فريدًا في العفة والطهارة والنقاء والحياء والشرف ،
والثبات على الحق والدين ، والبذل والعطاء لإعلاء كلمة الله تعالى ،
وصورة صادقة لمحبة الله تعالى ، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
والصبر على الأذى ، والالتزام بشرع الله وأمره والثبات عليه
بالرغم من كثرة المخالفين ، وفوق كل هذا نرى في سيرتها ،
الزوجة الصالحة الحنونة ، والأم المربية الفاضلة ، وربة البيت
العاقلة ، ونرى فيها قوة قلبها في الثبات على الحق ، وكيف كانت
خير معين لزوجها صلى الله عليه وسلم ، تثبته وتواسيه وتدعمه
بنفسها ومالها ، وتهون عليه أمر المخالفين ، حريصة كل
الحرص على إسعاده وتوفير العيش الهنيء له صلى الله عليه وسلم .
..
أية امرأة كانت .. حتى دعاها قومها بالطاهرة العفيفة .
ولماذا قُدِّرَ لنبي الإسلام .. ومنقذ الإنسانية من شقوتها وضلالها ..
أن يكون أول من يؤمن به امرأة يقال لها .. خديجة (رضي الله عنها) .
وهل كان هذا الزواج .. زواجًا عاديًا .. أم أن الله تعالى بحكمته
البالغة وقدره الحكيم ..ساق سيد ولد آدم .. إلى خير نساء الأرض ..
ولماذا اختار الله العلي الكبير بيت خديجة ، ليكون أول بيت يتنزل
فيه الوحي الأمين ، وتنطلق منه الدعوة إلى العالمين .
ولماذااختار الله بيت خديجة ليكون أول بيت مسلم على وجه الأرض ..
ـ إنها حكمة الله .. فإن الله تعالى يعلم حيث يجعل رسالته .. ويعلم
من خلق وهو اللطيف الخبير .. وإنما هي آية من آيات الله تعالى .
أرجو من الله تعالى القبول وأن يجعل هذه السيرة العطرة المباركة
قدوة للمؤمنات ، وأن تكون عونًا لهن أما وجه دعاة التغريب ،
يتعلمن منها الصبر والثبات على الدين ، وحسن معاشرة الأزواج
والالتزام بشرع الله تعالى والحجاب والعفة ، فيقفن أمام التغريب
وأمام دعاة الفجور والسفور والحرية المزعومة ، ليقلن لهم ..
لا وألف لا .. نحن بنات أم المؤمنين خديجة ،
ويفقئن الحصرم في وجوه خونة الفضيلة،
ودعاة الرذيلة ، ليقول لسان حال العفيفة :
إليكَ عني ! إليكَ عني
فَلَسْتُ منك ولستَ مني
..
ولِـيُثَبِّت الله بها من شاء من عباده على صيانة محارمهم وصون
نسائهم من هذه الدعوات، وأنه لا مجال لحمل شيء منها محمل
إحسان، لما يشاهده المسلمون من تيار الخلاعة والمجون
والسفور، وشيوع الفاحشة في عامة المجتمعات الإسلامية
التي سرت فيها هذه الدعايات المضللة .
وعلى نساء المسلمين أن يتقين الله ، وأن يسلمن الوجه لله ،
والقيادة لمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم،
ولا يلتفتن إلى الهمل دعاة الفواحش والأفن .
ومن كان صادق الإيمان قوي اليقين تحصن بالله ،
واستقام على شرعه
..
ولا يفوت المسلم والمسلمة النظر إلى حسن العاقبة
لأم المؤمنين خديحة ، وكيف أن الله جزاها بخير الجزاء في الآخرة ،
فإن ذلك خير معين في الثبات على الدين .
______________________________________
نقلت هذه السطور من كتاب سيرة خديجة بنت خويلد: لمحمد سعد عبدالدايم