أبي وأمي
يا مهجة حياتي.
يا منبع الحب والحنان.
إنني أذرف الدمع وأعاني من الآهات والجراح.
ولكنِ وللأسف وبكل حرقة أفتقدكما رغم قربكما!
فأين حضنكما وعطفكما عليا؟!
أهكذا أوصاكما الله عز وجل وحبيبه عليه أفضل الصلاة
والتسليم؟!
رسالة صادقة مفعمة بالحب والحنان لمن هم مهجة الحياة، ولكل أخت
ستصبح أما يوما ما فتابعوني.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:
(( كلكم راع و مسؤول عن رعيته ، والرجل راع ومسؤول عن
رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها))
أوصانا عليه الصلاة والسلام أن نكون أمناء على من هم تحت مسؤوليتنا
والأمانة في نظر الشارع واسعة الدلالة وهي تهدف إلى شعور كل فرد
بمسؤوليته تجاه ما وكل إليه، ويقينه الجازم بذلك.
فهل نحن فعلاً أدركنا المسؤولية؟؟؟
يامهجة حياتي:
نعاني في هذه الحياة الكثير من الصعاب والآلام ، ولا نجد منكما
العطف والحنان ، وربما نلقى الإهانة على أنكما توفرنا كل شيء
فلماذا نحزن؟!
فلماذا هذه القسوة والفراغ العاطفي منكما؟ هل المسؤولية تعني توفير
المأكل والمشرب فقط. والحنان والرعاية من أين نجدهما
إذا أشغلتكما أمور الحياة عنا.
نحن نعلم أنه مصاعب الحياة كثيرة، ولكن لابد أن تعلموا أننا بحاجة
ماسة إليكما في كل وقت.
لماذا؟ ولماذا؟
أسئلة كثيرة تدور في مخيلتي ولا أجد أي جواب!!!
يامهجة حياتي:
حال الكثير من بناتنا وشبابنا لا تسر ، فالأم تخلت عن دورها التربوي،
وكذلك الأب تخلى عن دوره التربوي الضحية أنا وأنت
والكثييييييييير!!!
يامهجة حياتي:
أنا ولله الحمد والمنة وغيري كثير بفضل ماأنعم الله علينا به استطعنا أن
نمضي قدما ، وألا يعيقنا هذا الأمر.
ولكن مابالكم بمن هم بحاجة ماسة إليكم؟
إنهم المراهقون…
يامهجة حياتي:
المراهقون يحتاجون إلى عطفكما وحنانكما أكثر من مرحلة
الطفولة فأرجوكم من كل قلبي أشبعوهم وأعطوهم حتى
لايستغلونهم الذئاب البشرية بكلمة معسولة فيتعاطفون معهم والنتيجة
ذل وعار.
أنتم سببه بعد ضعف الوازع الديني.
يامهجة حياتي:
سأذكر لكما بعضا مما يجري في البيوت ، من قصص مؤلمة، سائلة الله
أن يحرك مابداخلكما من مشاعر فياضة
· أب يوفر لزوجته وعياله كل مايحتاجون إليه ولكن لايتحدث
معهم ، ولايدرك مدى حاجتهم النفسية إليه وإلى عطفه، وذات يوم
اكتشف بأن أحد أبناؤه على علاقة وطيدة مع أحد جيرانه (بعمر والده)
يتجاذب معه أسراره وأمنياته وكل مايخصه، فغضب الأب على ابنه
وأنزل عليه عقابا صارما، ولم يدرك بأنه هو السبب في ذلك . لم يفتح قلبه
لابنه، فاضطر الابن للتحدث مع غيره.
· يقول أحد الأشخاص: جائني شاب تزين اللحية وجهه وأنا في المسجد
وهو يبكي! فلما سألته قال:أبي أقسم عليا إن ذهبت إلى المسجد أن
يطردني من البيت!!!!!
· فتاة في سن المراهقة وجدت ضالتها عند أحد الذئاب البشرية وتوطدت
العلاقة بينهما إلا أن حصل معهما ماحرم الله.
كثيرة جدا القصص المؤلمة التي تحز في خاطري وهذه فيضٌ من غيض.
ولكن أين نحن يامهجة الحياة؟؟؟!!!
يامهجة حياتي:
لماذا لانربي أجيال المستقبل على الفضائل والقيم الأخلاقية، ونزرع
فيهم حب الله ورسوله منذ نعومة أظفارهم ، وإن تأثرا بالمجتمع فلابد أن
يعودا إلى جادة الصواب ، لأن المنبت سليم.
يامهجة الحياة:
نحن أمانة في أعناقكم ، وسوف تسألون عنا يوم العرض عند مليك
مقتدر.
فكل مانريده لمسة حب وحنان، ومشاركة وجدانية لهمومنا ،
وضمونا إلى صدوركم مهما كبرنا فنحن نظل صغار في
أعينكما.
ليس اليتيم من انتهى أبواه *** وخلفاه في هم الحياة ذليلا.
إن اليتيم هو الذي ترى له *** أماً تخلت أو أبا مشغولاً.
ختاماً:
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت في إيصال رسالتي البسيطة والمتواضعة، وأسأله أن يحفظ آبائنا وأمهاتنا ، وأن يرزقنا برهم، وأن يرحم الأموات منهم، وأن يسكنهم فسيح جناتهم.
ملاحظة:
الموضوع من جهدي الشخصي، ولكم الحرية في نقل الموضوع حتى تعم الفائدة والنفع.
أختكم ومحبتكم:
فلورة.
أم ريان ولين.