منذ 14 عاماً تزوج “والد ليلى” من فتاة مصرية، أسفر الزواج عن حمل، فأنجبت مولودتها ليلى، لكن سرعان ما دب الخلاف بين الأم والأب، وتم الطلاق، حاول الأب استعادة ابنته، لكن لأن الحضانة من حق الأم، لم يفلح في ذلك، فواصل مساعيه حتى بلغت الطفلة سن الثالثة عشرة، فحصل على حكم بالحضانة، وبالفعل استعاد الأب ابنته، في 2008/8/11م، لتنضم للعيش مع إخوتها من أبيها، حالمة أن تعيش حياة كريمة في حضن والدها، لكن سرعان ما تبدد الحلم بعد المعاملة القاسية التي وجدتها من أبيها، ضرب وإهانة لأسباب واهية، جسدها الرقيق لم يحتمل التعذيب، فتهاوت الطفلة، وتداعت صحتها، فسارع أبوها بنقلها للمستشفى، وهي في حالة صحية متدهورة.
غيبوبة تامة
عادل الثبيتي، عضو جمعية حقوق الإنسان، والمكلف بمتابعة حالة ليلى من قبل الجمعية، قال لـ “سيدتي”: “لم أر في حياتي حالة عنف بهذه البشاعة، وخلال آخر زيارة لوفد من الجمعية للاطمئنان على حالة الطفلة، لاحظت آثار حروق في شفتيها، وسألتها عن هذه الآثار، فقالت إن أباها كان يطفئ أعواد الثقاب في شفتيها، وعندما سألتها لماذا، قالت (عشان كنت برد عليه)”.
وأضاف: “الأب متزوج من سعودية، وله منها ثلاث بنات، أكبرهن عمرها 23 عاماً، والوسطى 16 عاماً، والصغرى 3 أعوام، لا تشتكي أي منهن من عنف الأب”.
تصارع الموت
بعد تردي حالة ليلى، قام الأب بنفسه بنقلها إلى طوارئ مستشفى الملك فيصل بالطائف، وقد غطت الدماء جسدها، وظهرت عليها آثار عنف شديد، وشخّص الأطباء الحالة بأنها حرجة وخطيرة، وتعاني من أنيميا حادة، وقد أجريت لها عدة عمليات جراحية، وبعد يوم نقلت الى العناية المركزة، لكن بسبب خطورة حالتها، تم نقلها الى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي، وهي ترقد الآن في العناية الفائقة في غيبوبة شبه تامة.
>
شفاعات لإطلاق سراح الأب
أحمد الغريري، مدير دار الحماية ورئيس لجنة الحماية بالطائف، قال: “إن هناك شفاعات وضغطاً اجتماعياً للإفراج عن الأب، باعتباره مريضاً بالسكري وطاعناً في السن، وأنه العائل الوحيد لأسرته، وأن الأسرة ستضيع في حال استمرار حبس الأب.
وأضاف: “إن الفتاة غير قادرة في الوقت الحالي على إعطاء أي معلومات، وأن الملف الذي أعدته لجنة الحماية لدراسة حال الفتاة مفتوح، وليس فيه سوى صورة من خطاب الشرطة التي أوضحت ما حدث، والإجراء التالي أن لجنة الحماية ستعد تقريراً مفصلاً، وستطلب إذناً من المحافظ للسماح بإرسال وفد نسائي لدراسة حالة الأسرة والوقوف على حال الفتيات الأخريات أخوات ليلى”.
الأب ينفي زواج ابنته
أكدت مصادر “سيدتي” أن الأب نفى تماماً ما نشرته بعض وسائل الإعلام أن يكون قد زوج ابنته لرجل مسن، كما نفت الأخت الكبرى لليلى، أن تكون أختها قد سبق لها الزواج، وبحسب المصدر فإن الأب أكد أن ما فعله من باب تأديب ابنته، التي لم تكن تطيع والدها.
تدهور صحي
أفاد أحدث تقرير لمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي، بأن الفتاة في حالة صحية حرجة للغاية، وأنها تعاني من ارتفاع في حموضة الدم، مع تسمم دموي وانخفاض حاد في الهيموجلوبين، أدى الى قصور كلوي حاد، مع ندرة في إفراز البول، وقد تم نقل كميات كبيرة من الدم والبلازما، وقد اتضح من الفحوص، وجود إصابات قديمة وتهتك بالشفتين، وقد تقرر إجراء عدة عمليات جراحية لاستئصال غرغرينا في الساقين، وأيضاً غرغرينا بالساعد الأيمن والكتف الأيسر.
فيما وصف مصدر طبي حالة الفتاة بالحرجة جداً، وأضاف أن ما تعرضت له الفتاة يعد من أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وقال سراج الحميداني، مدير الإعلام الصحي والنشر: “إن وظائف الكلى قد توقفت تماماً، مما قد يعني إصابتها بالفشل الكلوي”.