((موعظة)) أتعرفين من تعصين !!
* إذا سولت لك نفسك معصية فتذكري من ذا الذي تعصينه
إنك تعصين خالق السموات والأرض، من له الملك كله، من له الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة..
إنك تعصين خالق السموات والأرض، من له الملك كله، من له الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة..
من إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون سبحانه وتعالى.
* إن الله عظيم ونحن ضعفاء.. إن الله غني.. ونحن فقراء.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (255) سورة البقرة
“وما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس وما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض “ .
* إنه تعالى غني عنا وعن عبادتنا ولو كنا جميعاً أتقياء أنقياء ما زدنا في ملكه شيئاً“ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا ادخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه “
* إن لله ملائكة لا يحصي عددهم إلا هو سبحانه وتعالى، يسبحونه بالليل والنهار لا يعصونه طرفة عين،يطوف بالبيت المعمور منهم كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه مرة أخرى.
إن ملكاً من ملائكة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ، وقد أذن لنبينا عليه صلوات الله وسلامه أن لمجذث عن ملك قدميه في الأرض ورأسه تحت العرش .
فمن نكون نحن الفقراء الضعفاء حتى نعصيه ونخالف أوامره؟!
ومن المستفيد من الطاعة والعبادة؟! بل ومن الخاسر بالمخالفة والمعصية؟! أما آن لنا أن نفقه قول الله تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (7) سورة الإسراء
حاسبي نفسك
قد لا يخفاك يا أختي الكريمة أننا معشر النساء أكثر أهل النار كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة، ولعل ذلك بسبب اتباعنا لأنفسنا وأهوائنا، وميلنا إلى الدنيا والتزين لها، وقلة محاسبتنا لنفوسنا.
إن النفس أمارة بالسوء كما قال الله عز وجل: {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ} (53) سورة يوسف وهي بطبيعتها تميل إلى الشهوات واللذات ولذلك تحتاج منا إلى محاسبة دقيقة ومجاهدة قوتة..
نسائلها دوماً: لم فعلت ذا؟! ولم تركت ذاك؟!
ألا تتقربين إلى الله؟! ولماذا لا ترجين النجاة؟!
يا نفس ألا تخافين من النار؟!
وإذا كنت تخافين فلم تعصين؟! وعن طريق تبعدين؟!
هل تريدين النعيم والخلود؟! أم تريدين الفناء والزوال؟!
هل الدنيا أحق بالاهتمام أم الآخرة؟!
يا نفس، أليس لك في الموت ذكرى؟! أليس لك غيرك عبرة؟! متى تصحين من الغفلات؟! وتعودين لخالق الأرض والسموات؟! يا نفس اصبري عن هذه المحرمات تنالي رضى ربك والفوز بالجنات.
يا نفس لك أرجو النجاة فهيا سارعي للخيرات.
الطريق إلى محاسبة النفس:
1– نحاسبها أولاً على الفرائض هل هي كاملة أم لا فإن كان فيها نقص تداركناه بالقضاء أو بالإصلاح.
2– ثم نحاسبها على ما نهانا الله فإن ارتكبنا شيئاً منها نتداركه بالتوبة والاستغفار ونتبعها بالحسنات الماحية.
3– ثم نحاسب أنفسنا على الغفلة، فإن وجدنا أنا قد غفلنا عما خلقنا الله له تداركنا ذلك بالذكر والإقبال على الله تعالى.
4– ثم نحاسب النفس أخيراً بما تكلمنا به أو مشت أرجلنا إليه أو بطشت أيدينا به أو سمعته آذاننا أو رأت أعيننا إليه.
تذكري يوماً عظيماً
يوماً تشيب لهوله الولدان الذين لم يقترفوا ذنباً قط فكيف بمن يقارف الذنوب والمعاصي بالليل والنهار..
تذكري ذلك اليوم يوم يختم على فيك ويقال لأركانك انطقي فتنطق بأعمالك فليت شعري بم ستنطق !!
هل تطيقين النار؟!
لا والله يا أختي لا نطيق النار لحظة، وها أنت ترين قلة صبرنا على لسعة من نار الدنيا فكيف بنار الآخرة، التي فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرها.
تعالي معي لنقف على بعض الآيات والأحاديث في وصف جهنم وأهلها أعاذنا الله وإياك منها:
1- يقول الله عز وجل: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [سورة الحج 19-20]
إنها نار عظيمة تأكل كل شيء لا تبقى ولا تذر، تحرق الجلود، وتصل إلى العظام وتصهر ما في البطون وتطلع على الأفئدة لا تنطفئ ولا تخبو مع الأيام، قعرها بعيد وحر شديد وماؤها الحميم يصب فوق رؤوس الكافرين ولشدة حره تذوب أمعاؤهم وما حوته بطونهم وظلها اليحموم (قطع الدخان) وقودها الناس والحجارة أهلها خالدون فيها أبداً لا يرحلون ولا يبيدون ولا يموتون {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا} (36) سورة فاطر
2– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع “. وقال عليه الصلاة والسلام: “إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً” وفي رواية مسلم والترمذي “مسيرة ثلاث ” “وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة” رواه الترمذي وهذا التضخيم لصورهم ليكون أبلغ لهم في التعذيب.
3– قال عز وجل: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} [سورة الواقعة، الآيات: 51-56]
إذاً هذا هو طعام أهل النار يأكلون من شجرة الزقوم وهي شجرة خبيثة جذورها تضرب في قعر النار قبيحة المنظر كأنها رؤوس الشياطين ومع ذلك لا يجد أهل النار طعاماً غيرها فيأكلون منها حتى تمتلئ بطونهم فإذا امتلأت أخذت تغلي في أجوافهم فيتألمون لذلك ألماً شديدا فيندفعون إلى الحميم ذلك الماء الحار الذي بلغ منتهى الحرارة فيشربون منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا ترتوي لمرض أصابها وعند ذلك يقطع الحميم أمعائهم .
وقد صور لنا الرسول صلى الله عليه وسلم شناعة الزقوم وفظاعته فقال “لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه “.
4– أما أهون أهل النار عذاباً فقد قال عنه صلى الله عليه وسلم: “إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه ” .
5– أما حالهم فهم في بكاء وعويل وندم شديد يبكون حتى تنتهي الدموع ويتمنون الرجوع ولكن هيهات قال صلى الله عليه وسلم: “يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود ولو ارسلت فيه السفن لجرت”.
نسأل الله أن يعيذنا من النار وأهلها وأن يبعدنا عنها فوالله إنا لا نطيقها ولا نصبر على حرها وعذابها، وكم نحن بحاجة لمن يذكرنا ويخوفنا ويعظنا وينبهنا فالقلوب قاسية والنفوس لاهية والدنيا غرور.
منقول