أخبار الساعة / إفتتاحية..
أبوظبي في 12 أكتوبر/ وام / دعت نشرة ” أخبار الساعة ” إلى ضرورة الإستنفار الدولي لمواجهة الآثار السلبية للأزمة الشديدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي..مؤكدة أن تكريس منطق التعاون الدولي في معالجة الأزمة من شأنه أن يبعث برسائل إيجابية مهمة إلى الأسواق حول العالم ولهذا فإنه من المهم أن يستمر ويتوسع لامتلاك القدرة الكبيرة على محاصرة الخطر وتقليل خسائره.
وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوان ” وضع صعب يواجه الاقتصاد العالمي “.. إنه على الرغم من كل الجهود التي بذلت وتبذل والخطط والاستراتيجيات التي وضعت على مستويات مختلفة لمواجهة الآثار السلبية للأزمة الشديدة التي يواجهها الاقتصاد العالمي..فإن تداعيات هذه الأزمة ما زالت تتفاعل وتنتشر في العالم محدثة حالة من الذعر حول المستقبل خاصة مع الخسائر الضخمة التي تعرضت لها البورصات العالمية التي تقدر بالمليارات والتشاؤم الذي يسود التوقعات حول مستقبل النمو العالمي .. حيث توقع رئيس صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان مؤخرا تباطؤ النمو العالمي إلى 7ر3 في المائة العام المقبل مؤكدا أنها من أدنى النسب في العقدين الأخيرين.
وأشارت إلى أنه في ظل عالم معولم وتجارة حرة وأسواق عالمية مفتوحة فإن قوى العالم المختلفة شرقا وغربا تتحرك معا من أجل مواجهة تداعيات الأزمة المالية ومنع الاقتصاد العالمي من مزيد من الانهيار لأن الأزمة أكبر من قدرة أية دولة بمفردها أو مجموعة دول على أن تواجهها من ناحية .. منوهة بأنه من ناحية أخرى فإنها من الضخامة بحيث تحتاج إلى تدخل حكومي مباشر للسيطرة عليها وهذا ما أشار إليه بوضوح رئيس صندوق النقد الدولي مؤخرا بقوله ” إن القطاع الخاص غير قادر وحده على إعادة الثقة إلى الأسواق الدولية وكذلك تدابير السياسات الاقتصادية الكلية ومعالجة كل حالة بمفردها ولكن ما يعيد الثقة بالفعل إلى هذه الأسواق وبالتالي تهدئة مخاوفها هو تدخل واضح وكامل تقوم به الحكومات وناشئ عن التعاون بين الدول ” .
وأضافت أنه تحت وطأة الأزمة المالية الدولية الخانقة تتراجع كل المشكلات والتحديات الأخرى كما تتراجع أولوية الخلافات السياسية بين الدول ولو مؤقتا من أجل التصدي لخطر مشترك وداهم خاصة أن الأمر يتعلق بالاقتصاد الذي يتصل بحياة الناس ومعاشهم بشكل مباشر وبالتالي فإن أي خلل فيه من شأنه أن يحدث هزات اجتماعية خطرة في العالم كله تترتب عليها نتائج سلبية تهز الأمن والاستقرار العالميين.
وأوضحت أن مكمن الخطر في الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية هو أن جوانبها المختلفة لم تتضح بعد على حسب تقديرات الخبراء الاقتصاديين حيث لا تزال تفاعلاتها مستمرة ولم تصل بعد إلى وضع الاستقرار الذي يتيح التعرف إلى حجمها الحقيقي والإلمام بأبعادها المختلفة وبالتالي وضع الخطط الناجعة للتعامل معها.
وشددت على أن الاستنفار الدولي في التعامل مع الأزمة يمثل جانبا إيجابيا مهما ينطوي على أمل في تجاوزها وتقليل خسائرها حيث من الواضح من خلال التحركات المختلفة أن هناك إحساسا بخطورة الأمر على مستوى واسع في العالم وأن هذا الإحساس بالخطر يدفع إلى التعاون والتفاعل والتنسيق المشترك لمواجهته خاصة مع تعمق الإدراك بأن هذا الخطر ذو طبيعة عالمية ولا يتوقف عند حدود دولة بعينها أو مجموعة دول.
وأكدت ” أخبار الساعة ” في ختام مقالها الإفتتاحي أنه أيا ما كان الأمر فإن هذه الأزمة تمثل منعطفا مهما في مسيرة الاقتصاد العالمي وقد بدأت بالفعل النقاشات والسجالات الفكرية تنشط حول مستقبل هذا الاقتصاد والأطر الفلسفية التي ستحكمه خلال الفترة المقبلة .
مل / زا /.
وام/root/د/ز ا