المرجو من المشرفات عدم نقلها الى المنتدى الادبي لانها سياحيه اكثر مما هي ادبية
مقدمة :
فكرة هذا الموضوع تجول في خاطري منذ فتره طويلة لكنها لم تتبلور في قالبها هذا
إلا بعد فتره ليست بالقليلة من التفكير، ومحاولات الإمساك بقالبها الصحيح ، فمن
الصعوبة البوح بما يجول في النفس من تجارب وإخراجه بكلمات ، فالتجارب تولد
آلاف من المشاعر يصعب تحديدها أو وصفها ، فما بالك بتجربة عشق ، لبلد يعتبر
في حكم الأسطورة بين الناس منذ القدم ، ولا زال .
لذا أقدم لكم موضوعي المتواضع ، والذي يشرح على شكل قصة من أجزاء أحساس
إنسان عايش تجربة عشق لبلد الأسطورة ، من أول لحظه سمع بها ، يصف لكم كل
ما حدث له من أحداث وتجارب أوصلته لعشق ابدي و الموضوع ليس إلا وليد نفس
كاتبه و لا يعبر بالضرورة عن واقع ملموس ولا أشخاص حقيقيين .
أتمنى أن يحوز على رضاكم ، وان يمس مشاعر كل من عاش تجربة مشابهه ، و يوصل
لمن لم يعش التجربة الفكرة ، لكي لا يلوم بعد اليوم أي عاشق حقيقي للمغرب .
——————————————————————————————————-
الجزء الأول
المغرب ، كلمه سمعها (فهد) لأول مرة في درس الجغرافيا ، ولم تكن في نظره سوى
بلد عربي يجب أن يحفظ المعلومات الجغرافية المتعلقة به كي لا يرسب في الامتحان
وان يحفظ مكانها على الخريطة
فهذه الرباط عاصمته وتلك الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية ومدن أخرى ما كان
يدري ما أهميتها ولو أتت في الاختبار لرسب بكل جدارة ، ولكن ولله الحمد لم يكن
مدرس الجغرافيا يكن للمغرب أي حب ، فلم تأتي في الاختبار .
لم يدر في خلد ذلك الطالب يومها أنه سيحدث بينه و بين ذلك البلد عشق لا محدود .
مرت السنوات وكبرذلك الطالب ، وتشاء الأقدار عام 1983م أن يجلس في مجلس
جمع مجموعة من أقربائه يكبرونه في السن ، وكان الحديث عن عودة احد الأصدقاء
من بلد أسمة (المغرب) وكان يتحدث عن شيء وكأنه الأساطير ، وفهد الصغير يستمع
ولكن لا يعي شيء ، فالموضوع لا يعنيه أبدا ، ولكن لفت انتباهه اهتمام الجميع بكلام ذلك
الشخص الذي جاء من بلد الأساطير ، ومرت كذلك هذه التجربة مرور الكرام على فهد
إلا من استغراب لشدة اهتمام الجميع بحديث ذلك الصديق ، والذي بقي في الذاكرة
إلى يومنا هذا .
وبعد ذلك لم يسمع فهد عن المغرب أي شيء إلا ما يأتي لمماً في الأخبار العالمية
حتى جاء يوم من الأيام كان فيها خارج وطنه ، في أحد الفنادق فئة الخمس نجوم
فإذ به يجاور في مقعده في بهو الفندق بمجموعة من الشباب من نفس جنسية بلده
يكبرونه في السن وهم يتكلمون بينهم ، واحدهم يمسح بعض الدموع وهو يقول:
(آه ياليت منهو في كازا) ، لحظتها بدأت تساؤلات غريبة تضطرم في نفس فهد
لماذا الدموع تغالب ذلك الشخص الذي أمامه ، فلماذا لا يبكي على فراق أهله مثلا ؟؟
شي غريب ، يقول فهد وهو يهم بالخروج من اللوبي لإحساسه برغبة عارمة في
التقاط نفس عميق بعد دخول فكره غريبة في رأسه .
مرت سنوات بعد أن سمع فهد تلك الكلمات الغريبة من أناس لا يعرفهم ، فلو لم
يسمع تلك الكلمات أو لم يرى تلك التصرفات ، لما أهتم بالموضوع بتاتاً .
فقرر عندما التقى مع احد الأصدقاء في احد المقاهي على البحر، أن يسمع
رأي من يعرفهم هذه المرة ، خصوصاً أن من أمامه كبير في السن وذهب هناك العديد من
المرات ، وعلى أنغام رفيقته الدائمة المعسل ، وأم كلثوم تصدح بكلمات (ماتصبرنيش)
وهدير أمواج البحر بادر صديقه بقولة : (عندي سؤال غريب ؟) ، فأنتبه صديقة لكلماته
وأعتدل في جلسته ، فقال: (تفضل)،(سمعت بالمملكة المغربية ، من أكثر من شخص
وكل ما سمعته يجعلني أفكر بزيارتها ، فهل تنصحني بالذهاب ؟؟) قال فهد لصديقه
ابتسم ذلك الصديق الخبير وهو يرتشف بعض من الشاي ،
بادر ذلك الصديق بالإجابة وهو ينظر للبحر ، ويطلق تنهيده عميقة بقولة
(المغرب ، الحمد لله استطعت بمجهود كبير أن أنساه ، وأنصحك ، لا تروح!!)
ظهرت على وجه فهد وهو ينظر للخبير وعلى وجهه علامة استفهام كبيرة
من كلامه الذي لم يتوقعه ، وقال (قلي بصراحة ليش؟؟) فأكتفا الصديق بابتسامة
وهو يقول (لا تخاف مو من الفساد كما تسمع من من يكرهون الذهاب هنالك
فالفساد في أي مكان ، لا يهمونك ، الموضوع اكبر من كذا ، لدرجه انك ماتدري ليش
وأكثر من كلامي هذا ما عندي في ها لموضوع بالذات) .
لم يستطع فهد الاستمرار في الحديث في الموضوع ، لذا غير الموضوع لموضوع آخر
متعمداً ولكي لا يغضب صديقه ، مع انه خرج من ذلك اللقاء يتحدث مع نفسه وكأنه قد جنّ .
مرت سنه بعد مقابلة فهد لصديقه ولكن الزمن لا يغير ما حفر في الرأس من أفكار
ووجد نفسه في يوم من الأيام أمام صديقه في العمل (علي) يتحدثان في ساعة راحة في العمل
(أين ستذهب في أجازتك يا علي) (لا أدري)كانت الإجابة ، (و أنت) فأجاب فهد (أجازتي تتوافق
مع أجازتك ، وش رأيك نسافر مع بعض ) فرح صاحبه علي لتلك الفكرة ، لكن تبقى المهم، أين؟؟
قالها سوية وفي وقت واحد فضحكا جميعاً لهذه الصدفة ، وفجأة عادت تلك الفكرة التي خامرت
فهد أكثر من مرة إلى ذهنه في تلك اللحظات ، فقال لصاحبه علي (وش رأيك في المغرب؟؟)
فسكت علي لبرهة وهو يفكر ، ثم عاد ليقول (ليش لا ، اعرف بعد أصدقاء بيروحون في
نفس الفترة لكن ليش المغرب ، بصراحة اسمع عنه لكني أخاف ) ، فضحك فهد على
صديقه علي وهو يقول (أنت بعد خايف من الأسطورة؟؟؟) ، (وش تقصد بالأسطورة ما فهمت؟؟)
قال علي فضحك مرة أخرى فهد وهو يقول (أسطورة المغرب… ، كل ما قلت المغرب عند أحد
أو جاء طاريها تبدلت وجوههم أو علقوا بالخوف أو أشياء غريبة أخرى ، وأنت يا علي
صرت مثلهم ، لكني اقترح عليك أني أنا وأنت نكسر حاجز الأسطورة ونروح!!) ، حكا له قصته
مع أسطورة المغرب من الأول ، فأبتسم علي ، ولكن ابتسامة المقتنع بالفكرة ، فوافق صديقه علي
على الفكرة ولكن فهد اقترح أيضاً أن يصاحبهما صديقه العزيز(سالم) والذي كان يعرفه علي
خصوصاً وان علي سيتقابل مع أصدقائه هناك ، فأتفق العرب على أن يتفقوا هذه المرة .
مرت الأيام ، واتفق جميع الأطراف على توقيت الرحلة ، فلم يتبقى عليها سوى أسبوعان
وكانوا قد اخذواجميعاً الموافقة على الأجازة لمدة ثمانية عشر يوماً وكانت في فصل الربيع
ولم يتبق إلا إجراءات السفر من حجوزات للطيران والمكان الذي سيذهبون أليه و السكن
لكن الأهم من ذلك ، هو أن يتقابلوا الثلاثة (فهد) وصديقة (سالم) و(علي) ، لكي يتفقوا على
الإجراءات والتفاصيل كاملة ، فتقابلوا في احد المطاعم في العاصمة السعودية (الرياض)
وهناك ، بدأ الجدال حول إجراءات الرحلة ، فتقرر الذهاب على الخطوط السعودية
للدار البيضاء ، والى أي مدينة أخرى هناك على الخطوط المغربية
وسيتولى (علي) ترتيب إجراءات السفر وبدأ هؤلاء الفتية في محاولة لاختيار
وجهتهم ولكن على بادر بقولة لي أصدقاء خبراء في مدينة طنجة وسيذهبون في وقتنا
ما لرأي أن اتفق معهم واستفسر منهم عن خطة السير والسكن هناك ، فوافق فهد
وصديقه (سالم) على الفور فقد كانت أول رحله لهم ولم يكن لديهم أي فكرة عن ذلك
البلد .
وبعد يومين تقابل فهد مع (علي) في العمل ليشرح له ماذا أنجز ، فقد حجز على
الخطوط السعودية
بناء على الاتفاق بينهم وتقابل مع أصدقائه ، فاقترحوا عليه أن يسكنوا في
أول ثلاثة ليالي في فندق ، وبعد ذلك أعطوه رقم احد وسطاء التأجير ليتفق معه حول السكن
وأعطوه كذلك رقم احد السائقين لديه سيارة خاصة ، ليكون معهم في الرحلة ويستقبلهم في
المطار ، وذهب فهد وصديقه علي بعد ذلك ، لمكتب السفر ليأخذوا التذاكر ويحجزوا في فندق
في مدينة طنجة مدة ثلاثة ليالي ، فوجدوا فندق أسمة (الأنتر) فحجزوا به معتقدين انه
من فئة الخمس نجوم ، وخرجوا صوب احد أصدقاء علي حيث رحب بهم في استراحته
واخذ يعطيهم العديد من النصائح الغريبة على مسامع فهد ، واتصلوا بصاحب السيارة
الذي اتفق معهم على أن يستقبلهم في الموعد المحدد ، على أن فهد وعلي صدما وهما
يسمعان صديق علي أثناء مكالمته للسائق ، فقد بدأ بقولة (كيف انتينا لاباس؟؟ ) ، وكانت
هناك كلمات أخرى غريبة لم يفهمها الشابين ، وعند انتهاء المكالمة سألا صديق علي
(من هي تينا؟؟) فضحك ضحكه وهو يقول (هذي كلمه معناه بلهجة أهل الشمال كيف
الحال ، الله يعينكم بتتبهذلون معهم شكلكم) .
وخرجوا من عند ذلك الصديق ، شاكرين له المساعدة واتفقوا على الالتقاء به في
طنجه .
تبقى على الرحلة ثلاثة أيام ، بدأت لدى فهد مشاعر غريبة ، مزيج من الفرحة ومزيج
من الخوف كان وهو يهم بوضع أغراضه في حقيبته يحس بنوع من السرحان ، ما الذي
أفعلة ؟؟ لم تكن تلك الرحلة الأولى له في حياته فقد زار بلدان عديدة ، فهو يهوى السفر
منذ نعومة أظافرة ولكن هذه المرة أحس بنوع من التردد لم يحس به من قبل، فجأة ، يرن
جرس الهاتف ، يرد فإذا هو (علي) ، يريد مقابلته على الفور ، (الحين نلتقي) قالها
فهد وهو يغلق حقيبته ، ويتجه لخارج البيت . كانت ملامح (علي) صارمة هذه المرة
مع انه صديقه في العمل وخارجة لكنه يبدو عليه علامات الغضب ، (أنا بصراحة متردد
ومدري وش فيني أعتقد أني غيرت رأيي) قالها (علي) وهو عابس الوجه….