خلف الحربي
أنا مستعد لتقديم سيارة اللمبرغيني التي أنتظرها من هيئة الاستثمار ــ بعد أن سلمتهم الوثائق التي تحدثت عنها في مقال سابق ــ هدية (مامن وراها جزيه) لأي شخص يستطيع أن يشرح لي الهدف من برنامج (هو وهي) الذي تظهر فيه المطربة أسيل عمران مع زوجها خالد الشاعر وهما يستعرضان فصولا من حياتهما الزوجية السعيدة!.
فقد حاولت أن أضع البرنامج في إطار (تلفزيون الواقع) فوجدت أن ذلك غير ممكن لأن الكاميرا تتحرك كما يشاء الزوجان السعيدان والمواقف مفبركة والضحكات مصطنعة وأقصى مشكلة يمكن أن تحدث بينهما هو أن تسكب الزوجة (الأمورة) كوب القهوة فيقفز الزوج محضرا علبة المناديل للسيطرة على الكارثة!، أو أن يتأخر الزوج (الأمور) في ارتداء ملابسه فتشعر الزوجة بالقلق من هذا السلوك الغريب الذي يهدد حياتهما الزوجية!.
عالم فراولة! .. وأيام مصنوعة من الشكولاتة!، هكذا يقدم لنا العصفوران الجميلان الحياة الزوجية!، هما لا يفكران بإيجار البيت ولا يذهب الزوج لإحضار أنبوبة غاز ولا تتذمر فيه الزوجة من تأخر بعلها في السهر مع أصدقائه، ما جعلني أشك في مصداقية الإحصائيات المرعبة التي تتحدث عن تضاعف معدلات الطلاق والعنف الأسري في سائر دول مجلس التعاون.
أنا لا أحسد أسيل وخالد على هذه الحياة الهانئة، بل إنني أدعو لهما من كل قلبي قائلا: (الله يهني سعيد بسعيدة) ولكنني أشك في أن البرنامج سيلقى أي نجاح إذا ما استمر على هذا المنوال لأنه لا يحمل أدنى درجة من الإثارة والتشويق، لذلك وحرصا على إنقاذ هذا البرنامج من الفشل الذريع فإنني أنصح خالد أن (يتلحلح) ويتزوج امرأة أخرى بالسر وتتكفل محطة أم بي سي بالمهر، كما أن أسيل يجب أن لا تترك خالد يبعثر أمواله على العطور والملابس، بل عليها أن تطلب منه أن يشتري بيتا يكتبه باسمها، وإذا كان خالد حريصا على إعجاب المشاهدين بشخصيته فإن عليه أن (يحمر العين) على أسيل قليلا وإذا ما اعترضت على سلوكه الجديد معها بطريقتها (الهزازة) فإن عليه أن يعطيها كفا ساخنا يعيد إليها توازنها، وبالطبع يجب أن لا تسكت أسيل على صفعة خالد التي أعادت تشكيل وجهها الطفولي الرقيق، بل عليها أن تذهب إلى مركز الشرطة بصحبة أختها المذيعة لجين عمران وأن لا تعود إلى عش العصافير قبل أن يقدم لها خالد (رضاوة) تعويضا عن كرامتها المهدرة!.
ويستحسن أيضا أن يطرد خالد أخت زوجته لجين عمران من البيت كي لا تتدخل في حياته الزوجية ويلتفت بكل حزم مخاطبا زوجته أسيل: (اسمعيني زين .. أختك السوسة ما أبغى أشوفها في بيتي مرة ثانية)!.
أما حين تكتشف أسيل أن خالد تزوج امرأة غيرها بالسر فإن عليها أن تحطم زجاجات العطر الخاصة به وتلقي بسلاسله الثمينة من الشباك فيجن جنونه بسبب فقدانه هذه السلاسل الرائعة فيرفسها رفسة قوية على بطنها كي يستعيد وسطها المتحرك قدرته الأصلية على الثبات!.
إذا كان أسيل وخالد يبحثان فعلا عن نجاح برنامجهما الرقيق فإن عليهما تطبيق نصائحي المخلصة، فالنصيحة كانت بجمل فيما مضى من الزمان وهي اليوم بقطة شيرازية!؛ لأن المشاهدين بحاجة إلى (الأكشن) وليسوا بحاجة إلى الضحكات الناعمة والآيسكريم الذي ينسكب فجأة على السجادة، ولا بأس أن تتوج الحلقة الأخيرة بالطلاق حفاظا على مصداقية البرنامج فتركض أسيل باتجاه أختها الكبرى وهي تقول باكية: (لجين.. لجين.. خالد تلقني)!.