أمل جديد لمحاربة الالتهاب المفصلي
طور الباحثون في جامعة فيينا النمساوية أدوية بيولوجية جديدة لمحاربة الالتهاب المفصلي الروماتويدي (Rheumatoid arthritis). يذكر أن الالتهاب المفصلي الروماتويدي هو عبارة عن التهاب مزمن غير معروف السبب يصيب المفاصل في أجزاء الجسم المختلفة بصورة متوازية في الجهتين ويؤثر في أغلب الأوقات على مفاصل اليد الصغيرة. أما سبب المرض فغير معروف بعد، لكنه يعزى إلى خلل في جهاز المناعة. في السنوات السابقة، جرى تسويق البعض من هذه الأدوية البيولوجية الثورية، كما دواء “ميتوتريكسات” (metotrexate) الذي يختاره الأطباء اليوم كوسيلة أولية للتفاعل مع هذا المرض. بالرغم من النجاح الذي حققه “ميتوتريكسات”، إلا أن العلاج لم يستفد منه جميع المرضى. كما أن البعض منهم عانى من تداعيات سلبية ناجمة من العلاج.
اليوم، وافقت الهيئات المنظمة، الأميركية والأوروبية، على تسويق دواءين جديدين، هما “ريتوكسيماب” (rituximab) و”أبتاسيبت” (abatacept). وما زال الدواء “توليسيلوماب” (tocilizumab) قيد الاختبار. وتشير نتائج الفريق النمسوي الى أن الدواء “ريتوكسيماب” قطع أعراض المرض(الوجع والورم وصلابة المفاصل) بنسبة 50 في المئة لدى ثُلث المرضى الذين خضعوا لتجربته. في حين آل تناول مزيج من الدواء “ريتوكسيماب” مع الدواء “أبتاسيبت” أو الدواء “توليسيلوماب” الى قطع هذه الأعراض بنسبة 60 في المئة لدى 40 في المئة من المرضى. لذا، يمكن لهذه الأدوية الثلاثة الجديدة أن تحسن طريقة العيش لدى مرضى الالتهاب المفصلي الروماتويدي على الرغم من ثمن المفعول الجانبي الذي ينبغي عليهم أن يتحملوه.
بالطبع، لم نصل بعد الى علاج هذا المرض بصورة نهائية. لكنا نمتلك ترسانة علاجية أغني من أي وقت مضى مما يعزز فرص المرضى في الاستفادة من هذه الترسانة، يوماً تلو الآخر. كما تركز الأدوية الجديدة نشاطاتها على أهداف جزيئية بالجسم مختلفة عن تلك التي تستهدفها الأدوية التقليدية.
علاج كيميائي أكثر فاعلية لسرطان الدماغ
يقترح الباحثون في مستشفى بيلاريا مادجوري (Bellaria-Maggiore) بمدينة بولونيا، شمال شرق ايطاليا، استراتيجية جديدة لعلاج أشرس نوع من سرطانات الدماغ، يدعى غليوبلاستوما (glioblastoma) ويصيب سنوياً 175 ألف شخص حول العالم أي أنه يمثل 15 في المئة من جميع سرطانات الدماغ. ويؤكد الباحثون الإيطاليون أن مضاعفة دورات العلاج الكيميائي بواسطة الدواء “ترموزولوميد” (temozolomide) يحسٌن بصورة لافتة نتائج العلاج المعياري المعتمد على التدخل الجراحي والمعالجة بالإشعاع. هذا وبدأ الدواء “ترموزولوميد” إثبات مفعوله الثوري تدريجياً، منذ عامين، في علاج سرطان الدماغ الأشرس نوعاً. قبل ذلك، كان الجراحون يسعون الى استئصاله ثم إخضاع المريض للعلاج بالأشعة دون أن تواكبه جلسات العلاج الكيميائي التي تساعد على تفادي تكون أو انبثاث الورم مجدداً.
في السابق، كان الأطباء يعتقدون أن الدواء “ترموزولوميد” لا ينجح في الوصول الى الدماغ عن طريق الدورة الدموية. في 2005، أكدت نتائج دراسة قادها معهد السرطان الوطني الكندي سوية مع المنظمة الأوروبية للأبحاث وعلاج السرطان (EORTC) أن العلاج الكيميائي المستند الى الدواء “ترموزولوميد” فاعل ولديه مفعول جانبي محدود حتى عند المسنين. بصورة قاطعة، أشارت هذه النتائج الى أن إخضاع المريض لست دورات من العلاج الكيميائي بواسطة “ترموزولوميد” أطالت بقاء المرضى على قيد الحياة وقطعت خطر الموت لديهم بنسبة 37 في المئة. كما كانت درجة “سمية” العلاج منخفضة.
للتأكد الى حد أبعد من هذه النتائج، قاد الباحثون الإيطاليون دراسة شملت أكثر من 100 مريض قاموا من خلالها بمضاعفة عدد دورات العلاج بالدواء”ترموزولوميد”، الذي يؤخذ عبر الفم، من 6 الى 12. هكذا، امتدت فترة بقاء المرضى على قيد الحياة في حين طال وقت تطور سرطان الدماغ غليوبلاستوما(أي الوقت الذي يحتاجه السرطان كي يعاود نموه ثانية) من 6.9 الى 12 شهراً. كما تحسن نمط الحياة لدى المتطوعين الذين يستمرون في التفاعل جيداً مع العلاج الكيميائي. علاوة على ذلك، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة(لغاية 38 شهراً) لدى 40 في المئة تقريباً من مجموعة من هؤلاء المتطوعين، المصابين بتغيير محدد في جين يدعى (MGMT).