😀
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة قصيرة قرأتها … أتمنى لكم الفائدة كما أفادتني
كان صوته عاليا وكلماته تخترق أذنىّ كالطلقات وهو يقول:
“ اذهب إلى مكتبك وانتبه جيدا لعملك .. لسنا هنا فى روضة للأطفال ..
لن أسمح لك بالمزيد من الأخطاء .. هل تفهم ؟
” انتهت جلسة التعذيب اليومية من قبل مديرى فى العمل وانسحبت إلى مكتبى وابتلعت إهانتى مع كوب الشاى ..
فقد اعتدت الإهانة منذ زمن بعيد .. أصبحت جزء لا يتجزأ من تكوينى ..
حتى انه يخيل إلىّ اننى لن أشعر بالارتياح إذا ما تعامل معى أحد الأشخاص باحترام ..
كنت سأترقب اللحظة التى سيهيننى فيها .. بالطبع فقد اعتدت الإهانة ..
منذ متى؟ .. لا أذكر .. لا بل أذكر ..
منذ كنت فى السادسة من عمرى ..
نعم .. وماذا كان السبب لإهانة طفل فى السادسة من عمره؟ ..
طبعا كان سببا قويا .. استحققت عليه الإهانة للمرة الأولى فى حياتى ..
كنت قد انتهيت من أداء واجباتى المدرسية .. وذهبت مسرعا بكراستى لأريها لوالدى وأنا فخور بما صنعت ..
نظر لها وجه والدى العبوس .. فلم أكن أره يبتسم قط .. ولم أدرى لم؟ ..
نظر طويلا قبل أن يوجه سهام نظرات عينيه لى ويقول بصوت هادر ..
“أيها الغبى .. لا تعرف أن تحسب 5 + 6 “.. نظرت إليه برعب وأنا أقول .. “
لا يا أبى لقد حسبتها .. انها ..” ولم أكمل ..
فقد هوت كفه على وجهى بلا رحمة فى صفعة قوية أسقطت جسدى الصغير أرضا فى عنف ..
كانت أول صفعة فى حياتى نزلت ليست على وجهى فقط ..
بل على كرامتى .. وآدميتى ..
لم أفهم أى جرم ارتكبته .. لم أستطع ان أبكى ..
تجمدت الدموع فى عينى قبل أن يلقى والدى بكراستى فى وجهى ..
أخذتها بيد مرتعشة وانسحبت إلى حجرتى .. نظرت فى الكراسة ..
الكلمات تتراقص أمام عينى فالدموع تملأها .. مسحت دموعى ونظرت … آه .. 5+6 = 10 ..
نعم لقد عرفت .. لقد نسيت رقم .. ان 5+6 =11 ..
لقد أسقطت ذاكرتى رقما ولم انتبه .. أسقطته وسقطت معه كرامتى إلى الأبد ..
فقد علمت منذ ذلك اليوم اننى لن أعود أبدا كما كنت .. لن أنسى مطلقا هذه الصفعة ..
ولكنها لم تكن الأخيرة .. فقد كانت اللغة الوحيدة التى يعرفها والدى هى الصفعات ..
وتوالت الصفعات ..
صفعة .. لقد أضعت قلمك ..
وصفعة .. لقد سقطت على الأرض ومزقت ملابسك .. يالها من جريمة !!! ..
وصفعة .. لقد حصلت على درجة ضعيفة فى الإمتحان ..
وصفعة .. أتشاهد التلفاز بدلا من أن تذاكر ….
وصفعة .. أى كلية سيدخلك هذا المجموع؟ ..
وصفعة .. لقد تأخرت خارج البيت .. إنك لن تكون رجلا أبدا ..
تتوالى الصفعات .. كل صفعة تمحو جزء من شخصيتى .. تمسخنى .. تنفينى إلى عالم الظلال .. أصبحت شبح إنسان .. قضت على أحلامى وطموحاتى .. سنواتى تدور حولى .. تلفنى ..
أتخرج من الجامعة .. أعمل فى وظيفة .. تدور بى الحياة .. أتممت الخامسة والثلاثون ..
بدأ الشعر الأبيض يغزو رأسى ببطء .. أصبحت رجلا .. شكلا ربما ..
ولكنى ما زلت طفل الست سنوات .. مازلت أخشى الصفعات ..
مازالت عينى أبى تجمدنى خوفا .. كل يوم أقول لنفسى كيف أخطأت فى حساب 5+6 ..
آه لو كنت حسبتها .. ربما كان حالى تغير .. ربما لم أتجرع كل هذه الإهانات ..
أعود لبيتى .. أبى جالسا منحنى الظهر .. متغضن الوجه .. آثار الزمن محفورة بوجهه ..
ولكن عيناه .. كانت كما هى لا تتغير .. سهام تصيب ولا تخطىء أبدا .. وأمى .. مسكينة أمى مغلوبة على أمرها ..
لم يسعها أن ترحمنى من صفعات أبى .. ليس بها القوة لذلك .. قالت لى يوما ..” يا ولدى لقد كبرت .. يجب أن تتزوج” ..
فأجاب أبى بالصوت الهادر .. “يتزوج !!! ابنك هذا يتزوج .. انه لن يكون رجلا أبدا .. من يرضى بهذا زوجا ؟؟ “..
انسحبت إلى حجرتى .. تكورت فى فراشى وأنا أرتجف .. نعم يا أبى معك حق .. فلن أكون رجلا أبدا .. فقد قتلت رجولتى بيديك منذ زمن بعيد ..
وانسابت دموعى وأنا أقول لنفسى .. ليتنى حسبتها .. 5+6= 11 .. 5+6= 11………………..
منقووووووووووووول
*** ليتنا نفكر قليلا قبل قتل ابنائنا باهانتنا >> ابكتني حقاً فقد ضربت ابنتي اليوم واشعر بالذنب 😆 🙄
اسفة ابنتي(( يارا )) .. انا اسفة واعدك اني لن اكررهااااا ****