
أتدرين أيتها الفتاة كيف يصطاد الرِّجال اللُّؤلُؤ ؟؟
يطوفُ الصَّياد المُبتدئ شواطئ البحار باحثاً عن المحـــــــــار ..
فإذا عثر على صَدفةٍ قامَ بفتحِها عُنوةً ..
كي يستخرجَ منها لُؤلُؤةً صغيرةً يحتفظُ بها لفترةٍ ثمّ يبيعُها ..
أمَّا الصَّياد المُحترف ..
فهو يُدرِك أنَّ اللآلئ تكبُر وتزدادُ قيمتها كُلما تُرِكَت لتنمو في قلبِ المحــــــارة ..
الصَّياد المُحترف صبور ..
لا يستعجل نضُج اللُّؤلُؤة ..
لا يخنق الوقت ..
بل يتركـ الأمور تأخذُ مجراها ..
فإذا عثرَ الصَّياد المُحترف على محارةٍ فتية ..
فإنَّه لا يحطمُها ..
ولا يفتحُها رُغماً عنها ..
بل يُلقيها في البحر ثانية ..
كي تتابع نُموها ..
وتكوِنَ في داخلِها جوهرة نفيسة ليس لها مثيل ..
وإذ يحين أوان نضجها – الَّذي كتبه الله لها ..
تنفتحُ الصَّدفة وحدها ..
بإذن الله ثُمَّ بكاملِ حُريتها ..
تظهرُ الجوهرة بأبهى حِللها ..
فيأتي الصَّياد المُحترف الَّذي قدَّرهُ الله لها ويحصلُ عليها ولو بعد طُول انتظار ..
يُدرِكُـ الصَّياد المُحترف وجودَ احتمال أن يسبقَه صياد آخر إليها ..
لكن هذا لا يهم ..
فالبحر للجميع ..
ولكن قدرالله هو النَّافذ ..
وللصدفة حينئذٍ الحقّ في أن تمنحَ لُؤلُؤتها لمن شاء الله في الوقت الَّذي حدَّدهُ الله ..
المهم هو أن تحُققَ ذاتها الفريدة ..
ويستفيدُ من قيمتها الغاليِّة – من كتبه الله لها – هو إن أمكن ..
أو صياد آخر يعرف قيمة الأحجار الكريمة ..
الصَّياد المُحترف لا يطمع باللآلئ الصَّغيرة ..
لأنّه ينشدُ ما هُو أثمن ..
ما هُو أَغلى ..
ما هُو أَندر ..
مِمَّا سبق ..
تابعي اليوم مسيرتك نحو النُّضج والاتزان ..
لا تنتظري الغد لكي لا تفقدي الأمل ..
إذا طال انتظارك ..
واصبري ..
لا تهتمي لأمر الغد ” فأمرالغد كُلّه لله ” ..
بل أهتمي بنفسِكِ كما أنتِ الآن ..
ولكُلّ يومٍ من العناء ما يكفيه ..
أبذلي جهدك كي تتخلّصي من الشَّوائب التي تقلِّل قيمتك ..
أحصلي على ما تحتاجينه من غذاء مادي وروحيٍ ..
كي تنمي وتكبري ..
ولكن باعتدال ..
لا تكثري من شيءٍ دون سببٍ وجيه ..
كي تجدي الرَّاحة لقلبكـ ..
خُذي وقتكـ ..
ولا تتشبثي بأمر ما بشدة ..
فـروح الحياة لا تأتي من أيِّ شيءٍ ..
ولا يُمكننا أن نحتجزها ..
فالهواء المُحتجز في غرفةٍ مُغلقةٍ يفسد مع الوقت ..
لا تبحثي عن الحُبِّ ..
فالرِّيحُ “تأتي من حيثُ يشاءَ الله وتذهبُ إلى حيثُ يشاء ” ..
ومهما حاولنا التَّنبؤ باتجاهها فقد تتغير ..
هذا هو سِر الحُبّ ..
لا تمنحي نفسكـ قبل الأوان لأيّ صيادٍ مُبتدئٍ لا يعرف قيمتكـ ..
فينتهي الأمر بأن يبيعكِـ متى ما وجد السِّعر المُناسب ..
أنتِ تستحقين ما هو أفضل ..
تستحقين أن تلمعي في تاج ملك عظيمٍ كالمنارة ..
كوني قوية ..
شُجاعة ..حكيمة ..
لا تخافي ..حاولي أن تفتحي قلبكـ في الوقت المُناسب للشخص المُناسب ..
فعندما تثقين بنفسكـ و بقُدرتكـ على تجاوز كُلّ الصُّعوبات ..
فلن يُدَمِّرك شيءٌ في الدُّنيا ..
لأنَّكـ ستُصبحين أقوى في مواجهة الظُّروف ..
كوني واقعيِّة ..
لا تبحثي عن صيادٍ مثالي ..
لا يوجد إنسان كامل ..
انظري إلى فارسك بموضوعيِّة ..
واقبليه كما هو بجوانب ضعفه وقوَّتِه ..
الحبُّ الحقيقي حُب واقعي ..
لا تعيشي بأوهامٍ ..
فهي لا تنفعكـ ..
كوني نفسك رُغم كُلّ الظُّروف ..
وأخيراً ..
ثـِـــقي أنَّه يوجد صياد محُترف ..
شخصٌ ما ..
من لحمٍ ودمٍ ..
ينتظرُ أن يحينَ أوانك – ينتظرُ أمر الله ..
شخص ما ..
يعرف قيمتكـ ..
ويحبُّكـ بصدقٍ وإتزان ..
كما أنتِ ..
هُناك دائماً مَن يعرف قيمة اللُّؤلُؤ الحقيقي ..
ويبحثُ عنه ..
ليس لبيعه ..
وإنَّماااا لإقتنائِه والمحافظة عليه ..
** إلى كُلِّ فتاةٍ **
أنتِ لُؤلُؤة …
فلا تستعجلي الخروج من الصَّدفة …
مِمَّا رآآآق لي ،،،
لكُنَّ ودي …