هناك الكثير من الطرق التي تجنب الآباء تصعيد ( النزاع ) مع هذا الصغير،
وحتى لا يتحول ( النزاع ) إلى ( صراع ) – غير متكافئ بالطبع- يؤدي إلى نتائج عكسية.
ومن هذه الطرق
-عدم الإسراع بالتدخل:
فسرعة تدخل الآباء أمام عدم استطاعة الطفل إنجاز العمل تعني أنهما يبحثان عن المتاعب، فالطفل ينزعج من أي نوع من التدخل فيما يقوم به، وسيتخذ رد فعل غاضباً إزاء ذلك، ولكن يجب عدم فهم رد الفعل هذا بأنه متجه ضد الآباء، فحقيقة الأمر أن غضب الطفل واستياءه يكون متجهاً نحو المهمة التي يقوم بها ولا يستطيع إنجازها.
العمل كفريق:
إن تقسيم المهمة إلى عدد من الوظائف، ومنح الصغير أسهلها، طريقة ناجحة، فهي تزيد من ثقته بأنه يستطيع أن ينجز ما يكلف به، وفي الوقت ذاته تتيح للأهل تقديم المساعدة، مثال على ذلك: يمكن تقسيم عملية ارتداء الثياب، بحيث يسمح له بارتداء بنطاله بنفسه وترك أمر ارتداء الحذاء وربطه للآباء.
تهيئة المنزل:
يجب ألا يتردد الآباء في إيجاد وسائل تتيح للطفل القيام ببعض الأعمال بنفسه،
كوضع كرسي صغير قرب الحوض في الحمام حتى يستطيع الطفل الوصول إلى فرشاة أسنانه، أو وضع إبريق وكوب صغير يمكن للطفل استخدامهما دون سكب الماء أو الحليب.
تجنب الاستعجال:
فبالطبع الطفل- ذو العامين- لن يستطيع أن يقوم بمهمة ما- مهما صغرت- لذا يجب التحلي بالصبر، وإعطاؤه الفرصة للتجريب، وإنجاز المهمة بأفضل شكل ممكن.
بل أكثر من ذلك يجب تخصيص وقت له ليمارس فيه استقلاليته، ولا نعني هنا وقتا محددا، بل يكفي هنا إتاحة الفرصة له لتحقيق إنجازاته الصغيرة كشرب الماء أو إعداد شريحة خبز بالجبن،
أو إحضار الصحيفة، أو تفريغ أكياس البقالة.. إن هذه الانجازات الصغيرة تؤكد له أنه شخص كفء يعتمد عليه،
قادر على إنجاز ما يطلب منه.
ويقول د.باور ( من الصعب على الأبوين أن يقررا متى يكون الطفل مستعدا للقيام بعمل ما بنفسه، لذلك كل ما يجب أن يفعلاه هو منحه المزيد من الوقت، وألا يتوقعا منه الكمال).
(لا) حاسمة
لكن… على الرغم من أهمية تدعيم نزعة الاستقلالية هذه فإن هناك حدودا يجب الوقوف عندها تفرضها أحياناً طبيعة ما يرغب الطفل في القيام به،
وأحياناً أخرى الظروف والوقت الذي يختاره لإنجاز مهامه، فكيف يكون التصرف؟ بداية لا يمكن التساهل مع طفل العامين في أمور السلامة، كرغبته في إشعال الموقد بنفسه، أو عبور الشارع وحده.
فهنا يجب استخدام (لا) حازمة لا تقبل المساومة،
حتى لو أدى الأمر إلى تصعيد النزاع، فلا خيار أمام الآباء حينها، أما فيما عدا ذلك فيمكن التحايل على الأمر، كإيجاد بديل للعمل الذي يرغب فيه ولفت انتباهه إلى مهمة أخرى،
مثل فتح صنبور المياه له، ودعوته لغسل ألعابه، أو عرض مهمة أخرى محببة لديه على أن ينجزها في وقت لاحق، كمساعدة والده في ترتيب ثيابه عند عودته من العمل مثلا.. ولكن في هذه الحالة يجب الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وعدم النكث بالوعد.
وما يجعل الوالدين يتداركان الأمور قبل استفحالها، تعليمهما الطفل أن يعتاد الاستئذان قبل أدائه للمهمة التي يريد إنجازها، وهذا يتيح لهم ( تقدير الموقف ) في الحال.
عزيزي المربي:
مع طفل يخطو نحو عامه الثالث خطواته الأولى لابد أن تكون جاداً في ابتكار الوسائل والحيل والبدائل التي تحوي تصرفاته والنزاعات التي قد تحدث بينك وبينه!!
م/ن