أنواع النكاح في الجاهلية الاولى قبل الرسول الاكرم ….

——————————————————————————–

تمتلك الشعوب الكلاسيكية ،ونعني اصحاب الحضارات المؤثرة اربعة كتب اساسية في الحب الجنسي او الفن الايروتيكي ، الشبقي. وهذه الكتب -الملاحم تمثل الطراز الرفيع الذي ارتفعت اليه الحضارات التي ابتدعتها في التعامل مع المسألة الجنسية التي يرى فرويد انها الدافع الغريزي الاساسي للأفعال الانسانية العامة.

والكتب على التوالي حسب العرف الغربي الذي احتضنها هي ملحمة اوفيد ovidus، فن الهوى .الملحمة الفارسية اناتغرافيا Anagaranga.الملحمة الهندية الشهيرة كاماسوترا kamasutra .ثم كتاب الشيخ النفزاوي “الروض العاطر في نزهة الخاطر” او المعروف بــ The Perfumed Garden عند كل قارىء غربي.

ولم يتبلور الادب الايروتيكي كفن خاص رغم النشاط الجنسي الحر تقريباً قبل الاسلام إلا بعد مرور بضعة قرون على ظهور الاسلام ووضعه لأسس تحدد هذا النشاط وتنظمه .وهو اسوة بغيره من علوم التدوين قام على اساس القرآن والسنة النبوية .
ان ظهور المؤلفات الجنسية في العالم العربي والاسلامي يرجع الى بداية القرن الثالث الهجري ورغم ان اسباب ظهور هذا النوع من الكتابات متنوعة ومختلفة ، فإنه يمكن اجمالها في النقط التالية :

1- تطور الحضارة العربية والاسلامية وامتزاجها بالحضارات الشرقية ، الهندية والفارسية على وجه الخصوص .وقد ادى التثاقف الى حركة ترجمة واسعة شملت المؤلفات الجنسية كذلك.
2- قدوم الجواري من مختلف انحاء الامبراطورية الاسلامية مما يعني قدوم تقنيات وعادات ومارسات جنسية جديدة ودخيلة ، مختلفة ومتنوعة.
3- تطور الذوق فيما يتعلق بجمال المرأة .فمقاييس الجمال اختلفت بإختلاف المراحل الاسلامية وبإختلاف الشعوب الاسلامية.
4- وجود طبقة مترفة تعيش في البذخ والمجون ، وفي بحث مستمر عن الجديد في الميدان الجنسي ، وهذا ما يبين ان معظم المؤلفات الجنسية كتبت استجابة لرغبة الملوك والامراء والاعيان.
هذه العوامل ادت مجتمعة الى انتشار وازدهار الخطاب الجنسي والمعروف منه يمتد من الجاحظ الى حسن خان على الاقل ، اي على الف سنة تقريباً.

انواع النكاح قبل الاسلام

تقول السيده عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها : ان النكاح في الجاهلية كان على اربعة انواع، فنكاح منها : نكاح الناس اليوم ، يخطب الرجل الى الرجل وليّته او ابنته فيدفع صداقها ثم ينكحها.

ونكاح آخر : كان الرجل يقول لإمرأته إذا طهرْت من طمثها ” إذهبي الى فلان فأستبضعي منه ” ، ويعتزلها زوجها ولا يمسها ابداً حتى يتبين حملها ، فإذا تبين حملها أصابها زوجها اذا أحب ، وإنما يفعل ذلك رغبة في إنجاب الولد ، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع.

ونكاح آخر : هو نكاح “الرهط” وسنأتي على تفصيله لاحقاً.

ونكاح رابع : يجتمع الناس الكثير ، فيدخلون على المرأة لا تمانع من جاءها وهنّ البغايا. كنّ ينصبن على ابوابهن رايات ، تكون علماً لمن ارادهن دخل عليهن .فإذا حملت احداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة(الشبيه) ثم الحقوا ولدها بالذي يرون.فالتاط (التحق) به ودُعي ابنه ، لا يتمنع من ذلك ، فلما بُعث محمد عليه افضل الصلوات والسلام بالحقّ هدم نكاح الجاهلية كلّه إلا نكاح الناس اليوم.

وفي الواقع فإن الرسول لم يهدم هذه الانكحة فقط ، بل انكحة اخرى فات السيده عائشة رضي الله عنها ان تذكرها ، عائداً ، وكما في مجمل تشريعاته الدنيوية لتنظيم الحياة الجنسية ، الى تلك القوانين اليهودية التي سنّها موسى في التوراة قبل آلاف السنين ، لحصر النشاط الجنسي الاسلامي بأنظمة رسمية صارمة قد تؤدي ، وقد ادت بمن يتجاوزها الى قصاص مريع : الموت رجماً.

ويمكن ، عموماً اجمال الانشطة الجنسية التي كانت سائدة في العصر الجاهلي وحرمها الاسلام فيما بعد ، بما يلي :

نكاح الاستبضاع

نكاح انتقائي مؤقت كان الرجل يدفع زوجته اليه ، بعد ان يكون قد حسم اختياره للرجل -العيّنة الذي ستتصل به زوجته جنسياً ، بعد انقطاع دورتها الشهرية مباشرة .وغالباً ما يكون هذا النموذج شاعراً او فارساً رغبة منه في تحسين النسل او انجاب الولد.
ومعنى البُضع في اللغة : النكاح او فرج المرأة والمباضعة : المجامعة .
ويروي ابن منظور نقلاً عن ابن الاثير ، ان الاستبضاع نوع من نكاح الجاهلية ، وهو استفعال من البضع(الجماع) وذلك ان تطلب المرأة جماع الرجل لتنال منه الولد فقط ، كان الرجل منهم يقول لأمَته او امرأته :”اذهبي الى فلان فاستبضعي منه” ، ويعتزلها فلا يمسها حتى يتبين حملها وانما يفعل ذلك رغبة في انجاب الولد .
ويقال ان عادة الاستبضاع والتي تسمى ايضاً بالاستفحال قد انتقلت من العرب الى اهل افغانستان الذين كانوا اذا رأوا فارساً من العرب “خلّوا بينه وبين نسائهم رجاء ان يولد لهم مثله” ، والارجح ان هذه العادة قد انتقلت اليهم بعد دخول المسلمين الى افغانستان.
ومن المؤكد ان هذا النكاح ذو اصول بدائية -نسلية وليست اشباعية ، شهوانية ، تضرب في التاريخ قبل الاسلام .فمن المأثور الاسطوري العربي ان اخت لقمان بن عاد ، وكانت امرأة ضعيفة النسل ، قد قالت لإحدى نساء لقمان : “هذه ليلة طهري وهي ليلتك ، فدعيني انم في مضجعك ، فإن لقمان رجل منجب ، فعسى ان يقع عليّ فأنجب” .فوقع على اخته فحملت بلُقيم.
ان هذا النمط من النكاح يوغل في التاريخ الماقبل اسلامي بآلاف السنين .فمن جملة التحريمات الاسلامية الجنسية في التوراة ورد في الاصحاح الثامن عشر من سفراللاوين ما نصه : “لا تجعل مع امرأة صاحبك مضجعك لزرعٍ فتتنجس بها. ولا تعط من زرعك للإجازة لمولاك لئلا تدنس اسم الهك” ، والزرع هنا بمعنى النطفة للنسل ، والنص كما يبدو يشير بشكل واضح الى نكاح الاستبضاع وإن لم يسمّه .

نكاح المخادنة

المخادنة : الصداقة ، والخدين : الصاحب او الصديق . وفي القرآن الكريم (محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) فقد كانت المرأة قبل الاسلام ، تمتلك حق الصداقة مع رجل آخر ، غير زوجها ، يكون لها بمثابة العشيق او الصديق بالمفهوم الاجتماعي المعاصر ، لا يمتلك الزوج حق الاعتراض او منعها عنه.واغلب الظن ان هذا العرف استمر حتى بعد الاسلام ، وإن بشكل سري ، رغم النهي القرآني الصريح عنه ، فقد سأل الاصمعي ذات مرة امرأة من بني عذرة قائلاً : “ما هو العشق؟” ..فقالت : “الغمزة والقبلة والضمة”…لكن ذلك لا يمنع وجود حالات من المخادنة الخالية من الاتصالات الجنسية المباشرة اذ كان من المتفق عليه بين العشيقين المتحابين ” ان يكون له نصفها الاعلى ، من سرتها الى قدميها ، يصنع فيه ما يشاء ، ولبعلها من سرتها الى اخمصها”..الا ان ذلك بإعتقادنا لا ينسحب على اهل المدن والحواضر بل ربما اختص به اهل البادية الذين يتصفون بصفات روحية اشد من اهل المدن ، فقد قيل لإعرابي :”اتعرف الزنا؟” ، فقال :”وكيف لا؟” قيل :”وما هو؟”، قال :” مص الريقة ولثم العشيقة والاخذ من الحديث بنصيب” وهذه اشارة واضحة الى عدم قيام الاتصال الجنسي المباشر.
ومن معاني المخادنة : الرفقة في كل امر ، الظاهر منه والباطن ،وخدن الجارية (المرأة) : محدثها .وعموماً فقد كانت العرب تتغاضى عنه طالما كان منستراً وتقول : “ما استتر فلا بأس به ، وما ظهر فهو لؤم”.

نكاح البدل

وفيه يتم تبادل الزوجات ، بشكل مؤقت ، بين الرجلين لغرض المتعة والتغيير فقط ، دون الحاجة الى اعلان طلاق او عقد، وقد اخرج الدارقطني من حديث ابو هريرة قوله :” إن البدل في الجاهلية ان يقول الرجل للرجل : انزل لي عن امرأتك وانزل لك عن امرأتي وازيدك”.

نكاح المضامدة

وهو ان تتخذ المرأة زوجاً اضافياً ، زيادة على زوجها ، لأسباب اغلبها اقتصادية فعن الفرّاء : ” الضماد أن تصادق المرأة اثنين او ثلاثة في القحط لتأكل عند هذا وهذا لتشبع”
والضمد في اللغة: ان يُخالّ الرجل المرأة ومعها زوج .او ان يخالّها خليلان ، وقد قال ابو ذؤيب الهذلي في امرأة خانته مع ابن عمه خالد بن زهير :

تريدين كيما تضمديني وخالداً
وهل يُجمع السيفان ،ويحك في غمدِ؟

وحكايته ترد في هذا الكتاب بصياغة شعرية ثانية :
ومثله الضماد : ان تخالّ المرأة ذات الزوج رجلاً غير زوجها او رجلين قال مدرك الشاعر:

لا يخلص ، الدهر خليلٌ عشرا
ذات الضماد او يزور القبرا
اني رأيت الضمد شيئاً نكرا

(إي : لا يدوم رجل على امرأته ولا امرأة على زوجها إلا قدر عشر ليال ، للعذر في الناس هذا العام) ، ومن شعره ايضاً :

اردت لكيما تضمديني وصاحبي
ألا لا ، أحبّي صاحبي ودعيني

وهناك من يضامد ، اذا كان سيداً او من الاشراف ، بأن ينتقي امرأة من قومه لنفسه مانعاً غيره عنها ، فمما يروى ان معاوية ، أخا الخنساء ،وافى عكاظاً في موسم من مواسم العرب ، فبينما هو يمشي بسوق عكاظ إذ لقي اسماء المريّة وكانت جميلة ، وزعم انها كانت بغيا ،فدعاها الى نفسه فأمتنعت عليه وقالت : ” أما علمت اني سيد العرب هاشم ابن حرملة؟” فقال : اما والله لأقارعنه عنك”، قالت:”شأنك وشأنه” ، فرجعت الى هاشم فأخبرته بما قال معاوية وما قالت له ، فقال هاشم : “فلعمري لا يريم ابياتنا حتى ننظر ما يكون من جهده” وخرجوا اليهم فأقتتلوا ساعة ولم يتركوا قتاله حتى قتلوه.

نكاح الرهط

وهو من انماط تعدد الازواج الذي مارسته المرأة قبل الاسلام، حيث يجتمع ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليالي بعد ان تضع حملها ارسلت اليهم فلم يستطع رجل منهم ان يمتنع حتى يجتمعوا ، عندها تقول لهم :”قد عرفتم الذي كان من امركم ، وقد ولدتُ ، فهو ابنك يا فلان ” تسمّي من احبت بإسمه ، فيلحق به ولدها لا يستطيع ان يمتنع منه الرجل….

للأمانه الموضوع للأخت مزون الغيم من موقع أخر

عن Idris karrar

شاهد أيضاً

قصص نسوان خليجيان مساكين ودهم يدلعون ريايلهم…

هههههههههههه والله من جد كلامك ما نسلم من التعليقاتـ اليوم خطيبي جا وكنت كاشخه بساعه …