بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي خاتم النبيين محمدوعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين
وبعد
إحسان إلهي ظهير..أسد السنة في لاهور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمهيد
لكل مجاهد مخلص.. خصوم وأعداء، ولكل حق ضده من الباطل، وبما أن الشيخ كان سلفي العقيدة من المنتمين لأهل الحديث فقد جعله هذا في حرب
فكرية دائمة مع الطوائف الضالة كالرافضة والإسماعيلية والقاديانية.
لقد كان يرفضها.. ويرد على ضلالاتها.. ويجابهها في كل مكان وكل منتدى شأنه شأن كل مؤمن حقيقي الإيمان، يعتقد في قرارة نفسه أن الكتاب والسنة
هما الطريق الأوحد ولا طريق سواه لكل من أراد أن يكون من المنتمين لدين الإسلام. ويعتقد كذلك أن أدياناً تبنى على الكذب وتتستر خلف الترهات والأباطيل لجديرة بألا تصمد أمام النقاش وأن تتضعضع أمام سواطع الحق ونور الحقيقة.
كثيرون لا يعرفون من هو إحسان إلهي ظهير ، ذالك البطل السني المسلم الشهيد بإذن الله،فاضح الروافض وكاشف زيفهم وجرائمهم عبر التاريخ !
وهو يُعد من المغضوب عليهم عند الروافض وقدرصد الخميني فضح الله سره مبلغ مأتي الف دولار لمن يقتل ، إحسان إلهي ظهير .
فمن هو ذالك الرجل ، الذي حمل لواء الدفاع عن السنة، و ترك لنا ميراثاً كبيراً من اعماله الجليلة .
إنه بحق اسد السنة في لاهور………..
مولده ونشأته
*************
ولد في “سيالكوت” عام (1363هـ) ولما بلغ التاسعة كان قد حفظ القرآن كاملاً وأسرته تعرف بالانتماء إلى أهل الحديث.. وقد أكمل دراسته الابتدائية في المدارس العادية وفي الوقت نفسه كان يختلف إلى العلماء في المساجد وينهل من معين العلوم الدينية والشرعية.
دراستة الجامعية ونبوغة العلمي
***************
حصل الشيخ على الليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وكان ترتيبه الأول على طلبة الجامعة وكان ذلك عام (1961م).
وبعد ذلك رجع إلى الباكستان وانتظم في جامعة البنجاب، كلية الحقوق والعلوم السياسية، وفي ذلك الوقت عين خطيباً في أكبر مساجد أهل الحديث بلاهور. ثم حصل على الليسانس أيضاً.
وظل يدرس حتى حصل على ست شهادات ماجستير في الشريعة، واللغة العربية، والفارسية، والأردية، والسياسة. وكل ذلك من جامعة البنجاب وكذلك حصل على شهادة الحقوق من كراتشي.
المناصب والوظائف والدعوة
**********************
كان رحمه الله رئيساً لمجمع البحوث الإسلامية.
بالإضافة إلى رئاسة تحرير مجلة “ترجمان الحديث” التابعة لجمعية أهل الحديث بلاهور في باكستان، كذلك كان مدير التحرير بمجلة أهل الحديث الأسبوعية.
حياته وبعض مواقفه رحمه الله
*********
ومن أبرز الصفات التي تميز بها الشيخ إحسان إلهي ظهير وعرف واشتهر بها :
الشجاعة والصدع بالحق ،
لا يبالى في هذا السبيل بأحد كائنا من كان 0
حتى قال أحد أشقائه عن شجاعته :
إنها شجاعة أكثر من اللازم0
ويقول عنه أحد أساتذته الذين درسوه بالجامعة الإسلامية :
لا أعرف أحدا من الشباب كان أكثر اندفاعا منه في إظهار الحق وإعلان الدعوة إلي الله ،
ولا يعبأ بمن يعارض سواء كان من المسؤلين أو غيرهم
، شجاعته ليست في محل شك 0
يقول عنه الدكتور محمد لقمان السلفي في مجلة الدعوة :
“لقد عرفت هذا المجاهد الذي أوقف حياته بل باع نفسه في سبيل الله أكثر من خمس وعشرين سنة، عندما جمعتني به رحمه الله مقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية، جلست معه جنباً إلى جنب لمدة أربع سنوات فعرفته طالباً ذكياً
يفوق أقرانه في الدراسة، والبحث، والمناظرة! وجدته يحفظ آلاف الأحاديث النبوية عن ظهر قلب كان يخرج من الفصل.. ويتبع مفتي الديار الشامية الشيخ ناصر الدين الألباني ويجلس أمامه في فناء الجامعة على الحصى يسأله في الحديث
ومصطلحه ورجاله ويتناقش معه، والشيخ رحب الصدر يسمع منه، ويجيب على أسئلته وكأنه لمح في عينيه ما سيكون عليه هذا الشاب النبيه من الشأن العظيم في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله بالقلم واللسان”.
ومن مواقفه رحمه الله التي تدل على شجاعته وثباته أن أميرا شيوعيا ظالما من أمراء البنجاب
جمع العلماء في مجلسه
فجعل يوبخهم ويسبهم وينال منهم ،
والشيوعيون لا يكرهون أحدا كما يكرهون علماء المسلمين ،
فقام إليه الشيخ إحسان إلهي ظهير وكان حاضرا وأنكر عليه بل وبخه أمام الناس
ولم يبال به فشكر الحضور له هذا الموقف الشجاع0
ومع شجاعته رحمه الله كان جوادا كريما منفقا ،
وهاتان صفتا المؤمن الشجاعة والكرم ،
وفي يوم من الأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث
فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أول الناس ودفع ” خمسمائة ألف روبية ” تبرعا للمركز ،
فلما رآه الناس ، تأسوا به وتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز 0
فكان رحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل 0
أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديث عنه عجيب ،!!
فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلام والسنة كثير التنديد
والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها من الضلالات والمخازي
ولا سيما الروافض
فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلى اليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم 0
وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأن يصادر الكتب التي ألفها فيهم
فكان يقول لهم :
أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم !
ومن المواقف التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية
كان أرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير
لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخ إحسان ” البابية ” و ” البهائية “
ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان :
ومن يضمن حياتي؟
فقال له : أنا أضمن حياتك وسأبقي هنا عند أتباعك إلي أن تعود إلي باكستان،
فرد عليه الشيخ إحسان : وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!!
أما الإسماعلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم
حيث قام زعيمهم ” كريم الآغا خان” بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعلية ،
ولو بإغرائه بالمال !
وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله ،
فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض
فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له : يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين(!) لا لتفرق كلمتهم0
فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير :
نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما ،
لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم ،
والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل !!
بداية النهاية
*************
ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر
ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا ،
وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا
وأهدر دمه الخميني فضح الله سره
وقال : من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار 0
وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص !
يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية :
زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء ،
فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه 0اهـ
إستشهاده رحمه الله
****************
ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه ،
وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل
الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا 0
ففي يوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء
التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين
وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا
كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص
مكتوب عليها ” إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم “
وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة ،
وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا
وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه ،
وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله !
فكان يقول لهم وهو في جراحه:
اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين
ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه ،
فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك ،
لله تلك النفوس الأبية ، وتلك القلوب الشجاعة القوية !
ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينة لاهور ،
وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
الذي كلم خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج
فتحركت الحكومة ممثلة في قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان
ومن ثم نقله إلي المملكة ،
وفي الرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء 0
وتم تحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض ،
وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يوم الاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ
في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخ إحسان إلهي ظهير إلي باريها 0
بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عن الإسلام والسنة ،
ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله في الرياض
حزن عليه الناس خزنا شديدا ،
وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقت المحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير
واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم
وعامة الناس
وسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس
ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبوية في طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه ،
طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقط وطائرة لأسرته ومن كان في رفقته 0
وفي المدينة استقبل استقبالا رسميا من قبل المسؤلين والعلماء وصلي عليه في المسجد النبوي
وقد تقدمت للصلاة عليه جموع غفيرة حتى تسآل بعض أهل المدينة :
من هذا الذي صلي عليه اليوم ؟
من كثرة من رأوا من المصلين ،
وبعد الصلاة عليه شيع إلي بقيع الغرقد فدفن هناك 0
وكان الانفجار قد أودى بحياة ثمان عشرة نفسا منهم عشرة من العلماء ّ
فإنا لله وإنا إليه راجعون!
نعم ! قتلوا الشيخ إحسان إلهي ظهير وباؤوا بإثمه
لكنهم
لم يقتلوا الدعوة التي قام بها وعاش لها إحسان إلهي ظهير ،
ولله دره حينما يقول
وهو مثخن بالجراح في مطار لاهور قبل سفره إلي السعودية
سأستمر في خدمة الإسلام بعد العلاج في السعودية0
إنها رسالة يوجهها إلى أولئك الحاقدين المتربصين
أن لا تفرحوا ولا تظنوا أنكم أسكتم إحسان إلهي ظهير بل سيعود ريثما يتماثل للشفاء ،
ولكن الله قدر أن لا يعود واختاره إلى جواره غير أن دعوته ورسائله وجهاده باق إلي أن يشاء الله ،
شاهدة على أعداء الإسلام وأعداء السنة بالخزي والضلال
، ألا ما أجملك وأعظمك يا أسد السنة في لاهور في جهادك ودعوتك وفي رسائلك وخطبك0
لقد كنت درسا لهم في حياتك وبعد مماتك 0
وهم قد أعيتهم الحيلة فيك فما رأوا طريقا للتخلص من قذائفك المزلزلة وشهبك الحارقة
إلا بهذه الوسيلة القذرة التي لا يفكر فيها ولا يقدم عليها إلا من عدم إنسانيته
ولم تبق عنده ذرة من رحمة أو رأفة أو إيمان0
مؤلفاته وميراثه العلمي
**********
وهذا مقطع نادر للشيخ إحسان إلهي ظهير في كلمة ألقاها بحضور صدام حسين رحمهم الله جميعا
ــــــــــــــــــــــــــ
قال صلي الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له ). …
وقد ترك إحسان إلهي ظهير علماً جليلاً يُنتفع به ، ويظل شوكة في حلوق أعداء الاسلام .
رحمك الله يا أسد لاهور وطيب ثراك
مصادر
ويكبيديا الموسوعة الحرة
موقع طريق الاسلام
المجلس العلمي الالوكة
ملتقي اهل الحديث
موقع صيد الفوائد
منقول