]
الســـلام عليكم ورحمـة الله وبركـاته
حيــا الله كل من دخـلت الموضوع
أخيـــآتي
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين،
ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم،
ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها،
تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات
كلنا عباد لله تعالى والعبد لا ينال الشرف
إلا برضا سيده عنه لذلك كان الوقوف بين يدي الله تعالى
في الليل ومناجاته والتضرع إليه هو شرف المؤمن وعزّه
أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن قيام الليل
أفضل من أي صلاة تطوع يصليها المرء
فالمؤمن لا ينام من الليل إلا قليلا لأن نفسه تدفعه دفعا
لترك الفراش ولذته ليقوم ويقف بين يدي خالقه
ثمــــرات قيـــــام الليـــل
دعوة تُستجاب.. وذنب يُغفر.. ومسألة تُقضى..
وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن..
وتحصيل للسكينة.. ونيل الطمأنينة.. واكتساب الحسنات..
ورفعة الدرجات.. والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة.. وطرد الأدواء من الجسد
والـراحه النفسـيه .. طمأنينة القلب .. صفـاء الروح ..
فمن منَّا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟!
ومن منَّا لا تضطره الحاجة؟!
ومن منَّا يزهد في تلك الثمرات والفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليل لله؟!
يكفي انك تقفين بين يدي الله في الساعات الاخيره من الليل
وربك نازل لسمــاء الدنيـا
(( هل من سائل فاستجيب له هل من مستغفر فاغفر له ))
يعني اضمنوا ان اموركم وكل طلباتكم راح توصل لرب السماوات والارض
رب كل شي ومليكه القادر على ان يقول للشيء كن فيكــون سبحـــانه
قال تعــالى..
(( واذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان))
تبـين سيــاره ,, تبـــين بيت ,, تبـين ترتاحين ؟
تبين السعاده ,, تبين المال ,, تبين البنون ؟
تبون الجنــــه ؟؟؟
اجــل تعالــن معـــي …
سهام الليل لا تخطيء ولكن لها أمـــد وللأمـــد انقضاء
ها هو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة.. يقترب منا..
ويعرض علينا رحمته واستجابته.. وعطفه ومودته.. وينادينا نداء حنوناً مشفقاً:
هل من مكروب فيفرج عنه.. فأين نحن من هذا العرض السخي!
قومي أيتها المكروبة.. في ثلث الليل الأخير.. وقولي:
لبيك وسعديك..
أنا يا مولاي المكروبةُ وفرجك دوائي.. وأنا المهمومة وكشفك سنائي..
وأنا الفقيرة وعطاؤك غنائي.. وأنا الموجوعة وشفاؤك رجائي..
قومي.. وأحسني الوضوء.. ثم أقيمي ركعات خاشعة..
أظهري فيها لله ذلَّكِ واستكانتكِ له.. وأطلعيه على نية الخير والرجاء في قلبك..
فلا تدعي في سويدائه شوب إصرار.. ولا تبيتي فيه سوء نية..
ثم تضرَّعي وابتهلي إلى ربكِ شاكيةً إليه كربك.. راجيةً منه الفرج..
وتيقَّني أنكِ موعودة بالاستجابة.. فلا تعجلي ولا تَدَعي الإنابة..
فإنَّ الله قد وعدكِ إن دعوته أجابك، فقال سبحانه:
(((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)))
ثم وعدك أنَّه أقرب إليكِ في الثلث الأخير، فتمَّ ذلك وعدان، والله جلَّ وعلا لا يخلف الميعاد.
أتهـــزأ بالدعــاء وتزدريه
ولا تدري ما صنع الدعاء
لنبــدأ من هنــا ولنرفع هممنـا للسمــاء ولنعزم على قيام ليلنا
(( لايكلف الله نفسا الا وسعهــا ))
فوائد قيام الليل
1 ـ سكينة النفس
2 ـ طهارة الروح
3 ـ تظهر العلاقة الحقيقية بين المخلوق والخالق
لان في قيام الليل يكون العبد في اصدق حاله مع ربه
وهو يدعوه ويرجو ثوابه ولذلك جزاء قيام الليل اخفاه الله عن
غيرهم ـ لانه من جنس العمل.
قال تعالى: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) السجدة 16 ـ 17.
وقد امر رب العالمين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فقال تعالى:
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }الإسراء79
والمسلمون مطالبون بقيام الليل اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وباصحابه الكرام قال تعالى:
( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ)/ المزمل 20
ولذالك حرص كل الصحابة على الاجتهاد قدر المستطاع في قيام الليل
بل إن البعض شدد على نفسه فوصاهم رسول صلى الله عليه وسلم بقوله:
(خذوا من الاعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا) أخرجه البخارى ومسلم
* ثواب قيام الليل من الكتاب والسنة
من القرآن:
( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ـ وبالاسحار هم يستغفرون ) ـ الذرايات 15 ـ 18
وثواب قيام الليل خاص بالمتهجدين ولذلك لما فاضل بين القانتين وغيرهم
لم يذكر المقصرين لانهم لا يستحقون شرف الذكر في هذه المفاضلة
قال تعالى: ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه
قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) سورة الزمر 9
ومن السنة روى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال جاء جبريل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال
: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به واحبب من شئت فإنك مفارقه
واعلم ان شرف المؤمن قيام الليل وعزه في استغناؤه عن الناس) / حديث رقم 73 في صحيح الجامع الصغير / حسنه الألباني .
وعن سلمان الفارسي رضي عنه قال :قال رسول صلى الله عليه وسلم:
( عليكم بقيام الليل دأب الصالحين قبلكم ومقربة لكم الى ربكم ـ ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الاثم ومطردة للداء من الجسدا.)
إن شباب اليوم كي يخرج من حالة الاكتئاب التى هو فيها
والشكوك النفسية التى تساوره عليه ان يهرع الى الله يناجيه إن ضاق صدره بالعالم وما فيه وبخاصة في وقت السحر
لانه افضل الاوقات ولا بد ان الله سيفرج كربه وييسر عسره.
الامور التى تساعد على قيام
1_البعد عن المعاصى بالنهار فإنها تؤثر على صاحبها وتقعده عن قيام الليل.
2 ـ الاستعانة بوقت القيلولة.
3 ـ عدم ارهاق الجسم بالاعمال الشاقة بالنهار بل يوزع العمل على الايام.
4 ـ ان ينوي قيام الليل عند نومه ليكتب له ثوابها ان غلبه النوم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( من أتى فراشه هو ينوى قيام الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه).
إن من نام عن صلاة الليل بال الشيطان في اذنه ولا اعزاز للدين الا باذلال الشيطان
ولا فوز بالجنة الا برضوان فمن اراد الجنة فليعمل لها:
(وفي ذلك فلينافس المتنافسون)
ـ والحمد لله رب العالمين
*مماقرأته فنفعني الله به*
إرفعي الموضوع أخيه بارك الله فيك حتى يكون لك الأجر بإذن الله