إن حوادث العنف التي يرتكبها الكبار ضد الأطفال مهما كانت صغيرة فإنها تترك جرحا نفسيا عميقا .
. إنما يمكن أن نؤكد ذلك إذا نظر كل منا إلى ذكريات طفولته . إن أسوأ ذكريات الطفولة هي تلك التي تعرضنا فيها للضرب من أبوينا والبعض يجد أن مثل هذه الذاكرة غير محببة فيحاول التقليل منها وان يتحدث عنها بشكل فكاهي .
إن سرد مثل هذه المواقف سوف يخفي الابتسامة من الوجه وإذا حدثت الابتسامة فانه الخجل هو الذي جعل أصحابها يبتسمون، وكحماية من الألم فإننا نتناسى هذه المواقف الصعبة وأكثر حوادث العنف ضد الأطفال هو التلطيش أو الضرب بالأقلام وفي محاولة لإنكار هذه الذكريات وتأثيرها فان البعض يرفض اعتبار التلطيش عنف ضد الأطفال ويدعي بان هذا الضرب له تأثيره قليل .
إن مثل هذا الضرب علي الوجوه مثل التسمم الغذائي الذي يمكن علاجه وينجو منه الإنسان بدون أي أعراض مستقبلية ولكن من منا يحبه . إن قدرة الإنسان على التعايش مع الضرب على الخدود ليس معناه أن له قيمة جميلة . إن خطر هذا الضرب كبير ولكن بعض الآباء يجادلون ويقولون ولكن كيف تكون أبا أو أما مسئولين إذا لم تسيطر على الطفل وتمسكه بقوة أثناء عبور الطريق وحقيقة الأمر فإن ضرب الأطفال على الخدود يدخلهم في غضب عاطفي هائل يجعلهم غير قادرين علي تعلم دروس الكبار. إن مثل هذا الضرب سوف يشفي غليل الكبار ولكن على حساب إحداث غضب هائل في الصغار وحيث يكون غضب الكبار مؤقت فان ضرب الطفل علي الوجه يستمر أثره ولا يحدث التأثير التعليمي المطلوب . إن هذا الضرب يعطي الأطفال إحساسا أن من حولهم من الكبار خطرين عليهم فيبتعدون عنهم . ******
فقدان الثقة إن كثرة الاعتداء بالضرب علي الوجوه عند الطفل يفقده الثقة في الوالدين ويحدث تآكلا في حبه لهم . إن الطفل الذي يضرب بانتظام لا يستطيع أن يعتبر الأبوين مصدر حب وحماية وأمن وراحة وهي العناصر الحيوية للنمو الصحي لكل طفل وفي حين الطفل يظهر الأبوان بصورة مصدر الخطر والألم . *
إن حماية الطفل وتغذيته يجب أن يكونوا غير مشروطين بأي سلوك يحدث منه وهذا الغذاء والحماية ينظر لهم من محتوي هذا العنف فيرفضون هذا الطعام وهذه الحماية . إن هؤلاء الأطفال الذين يضربون يكونون مثل الأطفال الذين ينكر عليهم حقهم في طعام كاف أو تلقي الدفء والراحة ،ويعانون من فشل نموهم بابشع صورة .
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــول