ولا معقولة كل هذاالاكل واللي ياكلون عددهم قليل…
معقووله حد يسوي عزيمه ابهاي الطريقه…وهل معقووله راح ياكلوون هذا الاكل كله…
فمن ذلك يا عباد الله أن الإسراف سبب للترف الذي ذمه الله تعالى وعابه وتوعد أهله في كتابه , إذ قال
تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ﴾.
قال ابن كثير رحمه الله: (كانوا في الدار الدنيا منعمين مقبلين على لذات أنفسهم ) فإياكم يا عباد الله أن تكونوا من المترفين فرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة.
أيها المؤمنون التبذير والإسراف سبب يؤدي بصاحبه إلى الكبر وطلب العلو في الأرض قال صلى الله عليه وسلم:
(كلوا واشربوا وتصدقوا من غير سرف ولا مخيلة ) فالحديث يدل على أن الإسراف قد يستلزم المخيلة
وهي الكبر فإن الكبر ينشأ عن فضيلة يتراءاها الإنسان من نفسه ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)
عباد الله إن الإسراف والتبذير يؤدي إلى إضاعة المال وتبديد الثروة، فكم من ثروة عظيمة وأموال طائلة بددها
التبذير وأهلكها الإسراف، وأفناها سوء التدبير، فاتقوا الله عباد الله فإن الله نهاكم عن إضاعة المال ففي
حديث المغيرة قال: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله كره لكم ثلاثاً قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال) رواه البخاري والإسراف إضاعة للمال وتخوض فيه بغير حق قال صلى الله عليه وسلم: ((إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة))
وهذا كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾.
عباد الله إن الإسراف سبب من أسباب الضلال في الدين والدنيا، وعدم الهداية لمصالح المعاش والمعاد،
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾
وقال سبحانه: ﴿أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ﴾
وقال سبحانه: ﴿كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
أيها المؤمنون إن من عقوبة الله تعالى للمسرفين أن جعلهم إخواناً للشياطين فقال سبحانه: ﴿وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً
* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾.
فاتقوا الله عباد الله وذروا ظاهر الإثم وباطنه، واعلموا أن الإسراف يشمل جميع التعديات التي يتجاوز بها العبد
أمر الله وشرعه سواء كان ذلك في الإنفاق أو في غيره فتوبوا عباد الله من الإسراف كله فإن الله دعاكم
إلى ذلك فقال: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾.
فاتق الله يا عبد الله وتب إلى الله من التفريط والتقصير وأعد للسؤال جواباً فإن الله سائلك عن هذا المال
من أين اكتسبته و فيم أنفقته