الأخ خالد الفيصل .. هل لي أن أهمس في أذنك ؟!
سليمان الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .أما بعد :
فلن أتهمك في نيتك , ولن أقول عنك كما قال كثير من المنتقدين , وسأحسن بك الظن , وأحملك على أحسن المحامل , وأن قصدك تطبيق الأنظمة , وحماية الناشئة , ونفع أبناء هذا البلد , وسأطَّرح كل قالةِ سوء قيلت فيك , أو اتهام نقل لك , وسأحاول أن أجعل من نفسي واسطة بينك وبين منتقديك , وفي موقف المقرِّب لوجهات النظر , وهذا يتطلب مني قبل كل شيء الإحاطة بجواب مقنع عن بعض الأمور , التي أرى أن معرفة جوابها يكشف سرَّ الحماسة من قِبلكم لتفعيل هذا القرار الإصلاحي كما ترون , وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال , ومما أريد معرفة جوابه :
1 –بلغني أن أمانة جدة يعمل فيها أشخاص غير سعوديين , وفي وظائف ذات تخصصات ليست نادرة , ويتقاضون أجوراً عالية , ومنهم من افتضح أمره بعد الكارثة , ومنهم من لازال على رأس العمل ,
فهل هذا صحيح ؟ وإن كان صحيحاً فماسبب عدم سعودة وظائفهم حتى الآن ؟ .
2 – كشفت حادثة الفتاة الجزائرية – رحمها الله – أن الفندق كان يدار من قبل أجانب , وأن منهم من لايحمل إقامة نظامية , وبلغني أن هذا حال كثير من فنادق وشقق وعمارات مكة وجدة والطائف , ومعلوم أن الأنظمة نصَّت صراحة على أن تكون هذه الأعمال تحت إشراف سعودي متكامل ,
فما سرُّ التراخي في تطبيق هذا النظام ؟ .
3 – لعلكم تذكرون أنه صدرمن مجلس الوزراء قرار بسعودة سيارات الليموزين , وكان هذا قبل سنوات , ولم يرد حسب علمي ماينقضه أو يوقفه , فهل ترون أن هذا القرار لايخدم المصلحة , أو أنه لايتوافق مع حاجات أبناء هذا البلد , و لماذا لم يتم العمل على تطبيقه إن كان الأمر خلاف ذلك ؟ .
4 – لاأحد ينكر وجود مؤسسات وشركات لم تلتزم بالسعودة , وقد سبق أن أشرت إلى نوع منها , مما لايحتاج العامل فيها إلى خبرات أو مؤهلات عالية , كشركات النقل ( dhl , فيديكس , أرامكس ) وغيرها كثير , ولازالت تعمل دون مضايقة , وفي مدينة جدة تحديداً تبلغ نسبة العمالة الأجنبية نِسَباً عالية , فأين متابعة هذه الخروقات ؟ ومامدى الجدية في تطبيق الأنظمة الصادرة حيال ماذكر ؟ .
5 – مما لايخفى على مطَّلع أنكم تملكون جريدة الوطن , وهذه الجريدة يكتب فيها أجانب كتابات لاثمرة منها , وليست من الكتابات العلمية المتخصصة الدقيقة , بل هي كتابات في شأننا السعودي , وفيها مخالفة وانتقاد لما عليه رأي أهل العلم في هذه البلاد , أوليس كتَّاب هذه البلاد أولى بهذه الفرص , وأحق بتلك الأموال , التي يتقاضاها الأجانب لقاء تفاهاتهم في جريدتكم ؟ .
6 – شركة ابن لادن في وقف الملك عبدالعزيز وغيره تقوم بالتأجير اليومي للعمالة السائبة , وتمنحهم أجور أعمالهم باليوميَّة , وهذا مخالف لكل الأنظمة والتعليمات , وأعتقد أن التحقق من هذا من أيسر الأمور , فإن كان لم يبلغكم ذلك فهي مصيبة , وإن كان بلغكم فماحجتكم في عدم تطبيق الأنظمة ؟ .
7 – غالب من يعمل في مكة من سائقي السيارات القلاب والكرينات والمعدات الثقيلة مخالفون للأنظمة , وأنا هنا لا أريد قطع أرزاق الناس , ولا تعطيل مصالح العباد , لكني أستخبر عن السبب في عدم تطبيق الأنظمة على هؤلاء أسوة بإخوانهم من مدرسي ومشرفي
حلقات تحفيظ القرآن الكريم , من غير السعوديين ! .
8 – يلحظ المراقبون أن جدة من أوائل المدن التي تُطبِّع الاختلاط , ولعلَّ تعميمكم المبني على خطاب وزير العمل , الذي جرى فيه تعديل عبارة ” عدم جواز الاختلاط ” , إلى عبارة ” وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية ” , وحماستكم في تطبيق هذا القانون الجديد , يمنحنا فرصة السؤال :
من يحدد ضوابط الشريعة ومقتضياتها ؟ , إن كان الجواب : إنهم العلماء وجهات الإفتاء الرسمية ,
فيقال : هل صدر عن هذه الجهات ما يبيح
تلك الممارسات المختلطة وأين هو ؟ , وإن كان الجواب :
إن الضوابط الشرعية لايحتاج تحديدها عالماً ولا مفتياً , فيقال : إذا كانت لاتحتاج
لعالم ولا لمفتٍ فلماذا تطلبون من الشباب الذين سلكوا مسالك غير مرضية أن يستشيروا العلماء ويسألوهم ؟ , ولماذا لم توافقوهم على
أن يحددوا ضوابط الشريعة بمقتضى فهومهم ؟ .