أحد الأماكن الهامة والأثرية فى إيران، هيا بنا إلى..الأستانة المقدسة، إنّ هذا المبنى الرفيع الشامخ للبقعة الرضويّة المنوّرة يُعدّ من أقدم المباني التاريخيّة في العالم ومن أكثرها جلالاً وعظمة، وكأنّها جوهرة تشعّ على هامة المباني التاريخيّة المفعمة بالمتانة لإيران الاسلاميّة، ويحتل هذا المبنى المرتبة الأولى من سائرالمباني القديمة الراسخة لهذه البلاد في مجال الروعة والجمال والإعجاب.
وهذا المزار الّذي هو من أروع المزارات ومن أعظم أماكن العبادة في العالم قد اتّخذ صورته وهيأته الجليلة البديعة بفعل الايمان والمحبّة لأهل بيت رسول الله، وبفعل الذوق الفنّي والابداع المعماري والاقتدار والمهارة والفن.
إنّ البقعة الرضويّة المنورة تعد مرآة تتجلّى فيها مسيرة التطور والتكامل لعلم وفن أمّة ذات ثقافة وحضارة مثل ايران، وفي جلوة هذه المرآة يمكن مشاهدة كلّ الأساليب والطُّرُز المعمارية وكلّ الاتجاهات والمذاهب الفنيّة في مختلف العهود التاريخيّة، مثل العهد المغولي، والتيموري، والسلجوقي، والصفوي، والأفشاري، والقاجاري، والعهد الحالي، وماشهدته من حركة وتحوّل.
وبعد مواراة درّة جثمان الامام الطاهر في صدفة رمس طوس، تبدّلت سناباد من قرية صغيرة مجهولة إلى مشهد “مكان الشهادة” واكتسبت صيتاً ذائعاً وشهرة طارت في الآفاق، ومنذ ذلك الحين التحمت بالتاريخ كقلعة منيعة، وغدت مأوًى للخلق من أصحاب الحاجات وسواهم، وغدا الزوّار يؤمّونها على نحو يتزايد يوماً بعد يوم كأسراب من الفراش المحلّق حول مصباح حَرَمه الزاهر.
وأصبحت أعتابه الرّفيعة راية سامية ومشعلاً متوقّداً يضيء درب الحياة، ومنذ هذه البداية لإقبال المحبّين وأهل المودة بدأت مسيرة النمو والتوسعة بخطوات ثابتة مستحكمة.
انتهت جولتنا اليوم فى هذا المكان الأثرى الرائع الذى يشهد بعظمة الفن المعمارى ورقى الحضارة فى هذه الفترة.