أخذت الجاروف الصغير وذهبت إلى نبات الصبار الاسطواني Opuntia bigelovii الجميل لأقلب الأرض أسفل منه ،
انتهيت من المهمة وذهبت لأغسل يدي ،
وفجأة شعرت بوخز إبري شديد في أصابعي وظهر راحة يدي ،
نظرت إلى مكان الوخز فرأيت العجب العجاب عشرات الإبر النباتية قد غرست في أصابعي وظهر راحة يدي ,
أحضرت العدسة المكبرة لأجد غابة من السهام قد رشقت في يدي ،
أخذت أعالج الأمر مدة ساعات ، وأحمّرت راحة يدي وزاد الألم ،
قررت أن أنقل هذا النبات بعيداً عن أماكن وجودي .
وفكرت في الأمر كثيراً ،
لماذا خلق الله تعالى هذا الشوك المؤذي في هذا النبات ؟
وتمنيت أن يكون هذا النبات خالياً من الأشواك .
مرت الأيام وفي كل يوم كنت أرى نبات الرجلة Portulaca الأملس الناعم وقد قُطعت سيقانه وأوراقه بطريقة حادة ومهلكة ، ظننت الطيور قد فعلت ذلك ،
وذات ليلة مررت بجوار نبات الصبار الاسطواني الشوكي Opuntia الذي آذاني فوجدت أعداداً من الفئران تلعب حول النبات ,
فاستنتجت أن الفئران هي التي أكلت نبات الرجلة الأملس بالليل وأهلكته ، ولكنها لم تستطع الاقتراب من نبات الصبار الشوكي ،
لحظتها علمت حكمة الخالق سبحانه وتعالى في خلق الأشواك لهذا النبات البري الصحراوي ، خلقها الله تعالى حماية له من الأكل والرعي الجائر والهلاك بالقوارض كالفئران والأرانب وباقي الحيوانات الآكلة للنبات ومن عبث الإنسان ،
من هذا علمت أن كل شيء في الوجود خُلق لغاية مُقدرة ، وبحكمة بالغة .
بقلم / الأستاذ الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
المصدر / موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة