بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ( قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً اين ماكنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً )
البركة .. كثيراً ماتتردد هذه الكلمة على السنتنا، وفي كل وقت نحن نطلب البركه ، فما معنى البركة ؟ وكيف تتحقق في بيوتنا وأسرنا؟ وماهي الوسائل التي نكتسب بها البركة ؟!
ماهي البركة ؟
وهل نرى اليوم العائلات تخطط لمستقبلها ومستقبل أبنائها ، ام انها تدع الأمور ” على البركه ” لاشك أننا بحاجه لإعادة النظر في هذا المفهوم وبحاجة أن نخطط ونستعد للمستقبل وبعد ذلك نتوكل على الله ونطلب منه البركه ……
فإذن البركه هي جوامع الخير ، وكثرة النعم ، فلا غرابة بعد ذلك ان نجدنا نطلب البركة ونسعى إليها .. ولكن كيف ؟!
وهل البركة تكتسب اكتساباً من الحياه ؟ ام انها عطاء إلهي مخصص لبعض الناس دون الآخرين ؟! وهل جعلها الله عامة يمكن لأي أحد ان يحصل عليها ، أي انه خص بها عباداً من خلقه وأفردهم بها فلا ينبغي لأحد سواهم ؟!
الأمور الجالبة للبركة
نلخص هذه الأمور في ستة عشر سبباً جالبة للبركه :
1_ القرآن :
فالله تعالى وصفه بأنه مبارك فقال : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ) وقال صلى الله عليه وسلم : ” لاتجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ” صحيح الجامع 7227
2_ التقوى والإيمان:
ولا شك انها من الأمور الجالبة للبركة ، حيث يقول الله عز وجل : ( ولو ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )
3_ التسمة :
وتكون في بداية كل عمل . قال صلى الله عليه وسلم :” إذا دخل الرجل بيته ،فذكر الله تعالى عند دخوله ، وعند طعامه ، قال الشيطان ، لامبيت لكم ولا عشاء . وإذا دخل فلم يذكرالله تعالى عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت . وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه ، قال : أدركتم المبيت والعشاء ” صحيح الكلم 46
4_الإجتماع على الطعام :
وقد بورك الأكل المجتمع على الطعام وجعلت البركة على الطعام الذي يجتمع عليه الناس ، قال صلى الله عليه وسلم ” طعام الأثنين كافي لثلاثة ، وطعام الثلاثة كافي الأربعة ” صحيح الترغيب 2129ويظهر هذا جلياً في إفطار رمضان حيث تزداد بركة الطعام بازدياد عدد المجتمعين عليه
5_ السحور:
لقوله صلى الله عليه وسلم ” تسحروا فإن في السحور بركة ” والبركة هنا الأجر والثواب ، وتحمل الصوم ، والتقوى على طاعة الله .
6_ ماء زمزم :
وهذه العين المباركة التي خرجت في ارض جافه ليس فيها ماء ومن وسط الجبال وهي لم تنقطع ، وهي عين مباركة ، بل وقد قال عنها صلى الله عليه وسلم ” يرحم الله أم إسماعيل ، لوتركت زمزم _ أو قال : لو لم تغرف من الماء لكانت عيناً معيناً ..صحيح الجامع 8079 أي انها كانت لو لم تغرف منها أكثر غزارة بكثير .
7_ زيت الزيتون :
شجرة الزيتون شجرة مباركة وصفه الله بالقرآن كذلك حيث قال تعالى في سورة النور ” .. المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تسسه نار ” كما يعرف زيت الزيتون بأنه علاج نافع لكثير من الأمراض .
8_ ليلة القدر :
ولايخفى على أحد ما في هذه اللية من البركة ، فيجمع فيها رب الأسرة أفراد أسرته ويجدثهم بفضلها وبركاتها ورحماتها ، ثم يصلون معاً ويذكرون الله تعالى في هذ الليلة المباركة ، قال تعالى : ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ) قيل هي ليلة القدر.
9_ العيدين .
والذي يبدؤه الناس بصلاة العيد يشكرون الله فيها على ماأعطاهم من نعمه الكثيره فيبارك لهم في هذه النعم ويزيدها وينميها لهم ، ولذلك تقول أم عطيه رضي الله عنها قالت ” كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد ، حتى نخرج البكر من خدورها ، حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرون بتكبيرهم ويدعون بدعائهم ، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته ” صحيح البخاري
10_ الأكل الحلال :
وهو الأكل الطيب الذي يبارك الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم ” أيها الناس إن الله طيب لايقبل إلا طيباً ..صحيح الجامع 2744 ، فالمال الحرام لايبارك الله به ولا يعود على صاحبه إلا بالفقر والنقص .
11_كثرة الشكر :
وهي واضحه من قوله تعالى : ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) والزياده هنا زياده في كل شئ سواء بالمال او الصحه أو العمر إلى آ خر نعم الله التي لاتعد ولا تحصى .
12_ الصدقة :
والتي يضاعفها الله تعالى إلى عشر أضعاف إلى سبعمائة ضعف ، والله يضاعف لمن يشاء . فلا شك أنها تبارك مال الإنسان وتزيده ، قال تعالى : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها )
14_ التبكير:
وذلك يكون في استيقاظ الإنسان باكراً وابتداء أعماله في الصباح الباكر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” بورك لأمتي في بكورها ” صحيح الجامع 2841 ، ويتحدث كثير من الأشخاص عن سبب نجاحهم بعد توفيق الله تعالى _ أنه التبكير في أداء الأعمال.
15_ الزواج :
وهو أحد الأسباب الجالبة للبركة ، وقد كان بعض السلف الصالح يطلبون الزواج لكي يتحقق لهم الغنى ويأتيهم الرزق ، لأنهم فهموا ذلك من قوله تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) وكذلك قوله تعالى : ( ولاتقتلوا أولادكم إملاق نحن نرزقكم وإياهم )
16_ التخطيط :
إن الله تعالى قد وعد نبيه _ عليه الصلاة والسلام _ بالنصره مسبقاً وبشره به ، فكيف يمكن بعد ذلك لأي كان أن يعطل التخطيط والإعداد بمظنة منه ان البركه هي التي تسهل الأمور في حياته ؟
البركة هي الزيادة والنماء، والبركة في المال وزيادته وكثرته ، وفي الدار فساحتها وسكينتها وهدوؤها ، وفي الطعام وفرته وحسنه ، وفي العيال كثرتهم وحسن أخلاقهم ، وفي الأسره انسجامها وتفاهمها ، وفي الوقت اتساع قضاء الحوائج فيه ، وفي الصحه تمامها وكمالها ، وفي العمر طوله وحسن العمل فيه ، وفي العلم الإحاطه والمعرفه ..