لا مجال للتمويه في مثل هذه الأمور ولا فرصة للتبرير.!
فبالأمس كنا نردد عبارات بالية اعتدنا سماعها منذ الصغر (لا وقت لدي للجلوس،لدي من الأعمال الشيء الكثير،…).!
واليوم لابد أن نقشع عن أعيينا تلك الغشاوة،وننفض ذلك الغبار الذي أزكم أنوف الكثيرين فضلاً من أن تكون أعيت الأولين وأضرت الآخرين.
الرتابة والملل من آفات العصر ولربما كانت هي بدورها قاتلة للهمم.
فالزمن الذي نعيشه ليس هو زمن السابقين.!
لماذا نخدع أنفسنا ونخدع من حولنا بأن طريقة الأولين هي الصائبة للتعايش مع متغيرات العصر؟
ولماذا لا نقدم لهذا الجيل الجديد باكورة أعمال ممزوجة بالمتعة والفائدة؟
إن الذي لا يبصر للواقع الذي يعيشه لا يُعذر فضلاً من الذي يبصر ويعايش واقعاً ليس هو الواقع الذي نناشده.
الأمة بحاجة ماسة لوقفة صادقة.!
لا تزييف ولا مراعاة للمشاعر.!
إنما صقلٌ حقيقي للجوهر الذي يبدي حقيقة قوله r: (كل مولود يولد على الفطرة).
إنه من الظلم أن نأخذ بزمام الأمر ونقول لمن حولنا من الناس ولمن هم تحت أيدينا ينبغي أن تكونوا صالحين.!
دون أدنى مبادرة قوية وجادة للبناء.
الصلاح لا يأتي بغمضة عين.!
ولا يأتي عرضاً في جمل منمقة ثم إذا ما ابتعدنا عن الأنظار خالفنا ذلك.
لا يحسن بنا أن نجعل واقعنا مُزيَّف وذا ألوان مختلطة بين الحقيقة والوهم.!
لقد عاش الكثيرين فترة وجيزة كمحاولة منهم للانسجام مع امتحانات نهاية العام الدراسي وأتت النتائج كما أرادوها.
والآن أقول لهم إن هذه الإجازة نعمة..والنعمة إذا شكرت قرت وإذا كُفرت فرت.!
فلا إسراف فيها ولا تبذير ولا إسفاف ولا تقتير.
إنما التوسط بين المتعة والفائدة.
لا نطالب بأكثر من هذا ففي كلا الأمرين نفع لا قمع.
ولتكون النتائج تستحق الإطراء بعد انقضائها كذلك لابد من تجديد في حياتنا لا أوجه هذا الخطاب للمراكز ولا للمعاهد كما أعدت على ذلك إنما أوجهه للعائلة والتي هي المحضن الأول لأفرادها.
عندما نشحذ الهمم من الناس تكون إجاباتهم كالتالي:
-لا أجد من يشجع،لا أحسن التعامل مع الآخرين،الناس تقلل،أنت مثالي،العالم الخارجي يستقبلني أكثر.!
وهلّم جرى من جمل بُرمجت في داخل الأنفس على إثر تتبع العثرات والزلات والرضى والقناعة بأن ما كان بالأمس هو صالحٌ للتطبيق اليوم.!
وهذا ليس بالصواب فضلاً من أنه يحمل الخطأ بمحتواه.
الحياة تكتنفها متغيرات شتى.
وكل يوم ينبيك بأحداث ترغمك على أن تفتش عن وسائل نافعة إن كنت ممن يحرص على التكيف والمرونة معها.
لابد أن نصارح أنفسنا،وأن نبني مجتمعاتنا على التقوى والصلاح.
وليس في هذه الدنيا إنسانٌ لا يخطئ.
ولكن الخطأ هو الاستمرار في الخطأ وعدم الاستفادة منه.
ولتكن لديك برامجك في العائلة ذا أسلوب مناسب لا تجعل الأهداف تنطلق منك فقط إنما أجعلها تنطلق من الجميع.
فهذا يريد الترفيه وذاك يريد التعلم وكلٌ يحدثك بما يموج في نفسه.
وسائل الإعلام قبيل أن تفتح الإجازة بابها على مصراعيه قد كفّت ووفّت و أشفت صدور قومٌ كثيرين.
من طرح للبرامج،وتذكير بأهمية الوقت وأن نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ وأن يجب أن نضع ضوابط منبثقة من الكتاب والسنة متمشية مع العصر ونحو ذلك.
وموقفي الآن هو: الذكرى تنفع المؤمنين.
تعجبني تلك الهمة..
التي وثقت رباط عزمها بالله،واستعانة به على أن الحياة في سباق وأن ما مضى لا يعود أبداً.
وأنه ينبغي أن نبادر لكل خير ومفيد لأن أعمارنا ليس بملك أيدينا حتى نسّوف ونجعل من التأجيل سلماً نصعده في كل لحظة تثاقل وكسل فهذا الأمر من مداخل الشيطان ليضعف بني البشر-أعاذنا الله وإياكم منه-.
نحن هنا في هذه الدنيا ليس لنا قرار.
ولذا الذكي الأريب من يجدد عهده ويستغل وقته ويجابه الصعاب مهما كانت.
فالإصرار وعدم فقدان الأمل بالله هما سبيل للوصول للغايات.
ويجب أن تكون الغايات واضحة.
إنها رسالة أوجهها لنفسي أولاً ثم لكل من يقرأ أحرفي.!
في هذه الإجازة..
لابد أن يكون سجلها-والذي أعددناه مسبقاً- مملوء بالإنجازات.
لأننا لن نخسر شيئاً بقدر ما سنكسبه من عند الله –جل وعلا- وأن العمل الصائب والمخلص هو الذي يُجنى بعد نضجه الثمرُ.
ولا يغرنا تلك الدعاوى والأباطيل التي تأتي إلينا تباعاً لتخرم من عزمنا،ومهما يكن لنجعل لنا فيها بصمة خير شاهدة لنا ولنتذكر في ذلكم الحين: (ولا تحقرن من المعروف شيئاً).
أسأل الله بمنه وجوده وكرمه أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعل هذه الإجازة مفتاحاً لكل خير مغلاقاً لكل شر كما نسأله فعل الخيرات وترك المنكرات إنه جواد كريم وبالإجابة جدير.
وكتبته: إيمان بنت سليمان العُبيد