الانطواء اضطراب خطير للنمو النفسي يمنع الطفل من الاتصال بالآخرين ويؤدي غالباً إلى العيش منطوياً على ذاته.
إن الانطواء نادر لأنه لا يصيب إلا بين 2و4 من أصل 10000 تقريباً وهو على العموم يصيب الصبيان ثلاث مرات أكثر مما يصيب البنات ويبدو أكثر أنتشاراً بين الطبقات الإجتماعية العليا يشكل هذا المرض اضطراباً خطيراًُ جداً للسلوك لأنه يشوش مجمل الوظائف النفسانية الأساسية للطفل .
الأسباب الدقيقة للانطواء لم تفسر بعد رغم الدراسات والنظريات حول المرض. هناك ثلاث فرضيات يقدمها الباحثون لمحاولة فهم المرض : الأصل الوراثي ، العاهات البيولوجية – الكيماوية التي قد تشوش العمل الدماغي السوابق النفس – طبية في العائلة.
في الماضي كان سائداً اختبار النقص في الحنان كأحد العوامل المسؤولة عن المرض. هذه الفكرة جرى التخلي عنها حالياً فالأهل يحبون أولادهم ولكنهم قلقون حائرون في مواجهة طفل يعاني من اضطراب على هذا النحو.
قد يعاني الطفل الانطوائي من اضطرابات عصبية أو يتعرض لأزمات صرعية تسمح بالكلام عن مرض يكون أصله عصبياً أكثر منه علائقياً خلال تشخيص المرض من الصعب غالباً التمييز بين الانطواء والقصور العقلي.
يظهر الانطواء عند الطفل على العموم قبل عمر 30 شهراً وأغلب الأحيان خلال السن الأولى من العمر أولى مظاهر الانطواء هي رفض الطفل للمداعبات على العموم الطفل الانطوائي هادئ جداً سلبي ومتوحد يبدو أنه لايرى أو لايسمع لا يبتسم وهو مبتعد جداً حتى عن أهله يتجنب الأنظار ويفضل أن يشغل نفسه بنفسه غير مبال بالقواعد الاجتماعية وبمشاعر الآخرين يهتم بالأشياء أكثر من اهتمامه بالآخرين.
يظهر بالصراخ والبكاء مقاومة كبرى لكل التغيرات ويكون رد فعله الغضب عندما يختل توازنه جراء وضع جديد أو ينزعج من نشاطاته.
لا يهتم الطفل كلياً بصورته في المرآة.
ويكون نشاطه غالباً مقلوباً جداً يكرر بلا ملل الحركات نفسها مع الأشياء المختلفة ( الحصاة ، الخيط ) أو يقوم بحركات تكرارية ( فرقعة الأصابع ، ألعاب بالأيدي ) وهو غالباً مهجوس بوضع خاص ويتعلق بإفراط طقوسية معينة في الألعاب أو مع الأشياء ويجري مجموعات غريبة يمشي على رؤوس أصابع قدميه ويلوى اصابعه خلال فترات طويلة يضرب نفسه أو حتى أحياناً يقطع عضواً من أعضائه يمكن لنشاطه أن ينقطع بفترات من الاهتياج السمة المسيطرة للمرض هي التخفيف الأقصى – قد يصل ذلك إلى الغياب الكلي- للاتصال لهذا السبب يحصل تاخر في اكتساب اللغة لدى الطفل صعوبة كبرى في فهم الكلام الذي يقال له يخترع كلمات ويكرر ما يسمعه وعندما يتوصل إلى اكتساب الكلام هذا الأخير يبقى مع ذلك محدوداً يتأخر النمو الفكري للطفل مما يجعل من الصعب أو من المستحيل أي تعلم رغم كل هذه العوارض فإن المظهر الجسدي للطفل وكذلك التناسق العضلي يبقيان طبيعيين تماماً.
لا يمكن أن يجري إلا في وسط متخصص مع فريق طبي متعدد الاختصاصات يستند العلاج إلى العناية التربوية والنفس علاجية ويمر أيضاً عبر تعلم اللغة وإعادة التأهيل ( تصويب النطق ) وعبر الجلسات نفس حركية.
باإضافة إلى العناية هذه هناك علاج يهدف إلى تغيير السلوك غير المتكييف بسلوك متكييف ( تقنية إزلة التكيف والتعلم ) لتجنب إيذاء الطفل لنفسه ( ضرب الرأ بالحائط ، عض نفسه )
يتعلق التشخييص بالمستوى الفكري للطفل وباكتساب اللغة ولكن هذا المرض قليل التجاوبمع العلاجات لا يمكن المريض دائماً من اكتساب استقلاليته . طفل واحد فقط من أصل ستة تقريباً يتوصل إلى الإستقلالية.
الانطواء على الذات ظاهرة جرى تفسيرها بشكل سيئ رغم النظريات والدراسات التي أجريت حول هذا المرض بعض حالات الانطواء أصلها وراثي أ بيوكيماوي قد يعيق العمل الطبيعي للدماغ هناك حالات أخرى قد ترتبط بأوضاع مرضية عائلات تعاني من اضطرابات عقلية.