ما هو التوحد :
إعاقة تطورية تظهر عادة خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل وهو نتيجة لخلل عضوي يؤثر على وظائف المخ وقد تصل نسبة الإصابة مع التوسع في الصفات المصاحبة إلي 15 حالة في كل عشرة آلاف مولود0
ويتداخل التوحد مع التطور الطبيعي للمخ في مجال التفكير والعلاقات الاجتماعية ومهارات التواصل 00والمصاب بالتوحد لديه ضعف واضح في التواصل اللفظي والغير لفظي والعلاقات الاجتماعية والنشاطات الترفيهية واللعب 000
قد يكون لديهم بعض حركات الجسم المتكررة (رفرفة اليد- الهز ) ورد فعل غير طبيعي لمن حوله من الأفراد وعلاقة ارتباط غير طبيعية بأشياء مادية مثل سجادة معينة أو خيط متدلي00كما انهم يقاومون أي تغيير في روتينهم اليومي وفي بعض الحالات قد يتواجد العنف أو الإيذاء النفسي 0
ويقدر عدد المصابين بالتوحد في الولايات المتحدة ب 400.000 شخص وفي بريطانيا 518.000 شخص وفي الكويت لا توجد إحصائية رسمية وإنما يقدر العدد تبعا للإحصائية العالمية وقياس عدد السكان بحوالي 2000- 2500 حالة تتفاوت في مستوى الإصاب0يعتبر التوحد ثالث إعاقة تطورية بنسبة الإصابة كما يعتبر اكثر صعوبة من متلازمة داون.
ومرض التوحد هو عبارة عن إعاقة في تطور الدماغ بطريقة شبيهة بالدسلكسيا، أو التأخر العقلي أو خلل نقص الانتباه. التوحد ليس تأخر عقلي و مع ذلك الكثير من مرضى التوحد يظهرون في تصرفاتهم و كأنهم متأخر ون عقلياً و هم في كثير من الأحيان أذكياء. و طبقاً لجمعية مرضى التوحد في أمريكا، فإن التوحد يظهر عند حوالي 15 شخصاً من بين كل عشرة آلاف و عليه فإن حولي أربعمائة ألف شخص يعانون من هذا المرض بشكل أو آخر في أمريكا.
كلمة التوحد في الحقيقة قد تكون تشير إلى عدة إعاقات متشابهة، بما في ذلك:
Autistic Disorder, Aspregers Syndrome,
و التوحد على شاكلته المثالية ( هو نوع من خلل يزداد انتشاراً مع الوقت في التطور، و لكنه مع ذلك غير محدد كيف). و مع أن هناك بعض الفروق بين هذه الأمراض أو الأعراض، إلا أنهم متشابهون إلى حد كبير، و الذين يصابون بهم يعانون نفس المصاعب في الحياة.
كيف يكون مرض التوحد لأولئك الذين يعانونه؟
أعراض التوحد قد تختلف بشكل كبير من فرد إلى آخر. و يشار إلى التوحد على أنه
Spectrum disorder
( أي خلل ذو طيف عريض يشمل مجموعة واسعة من الأعراض)، شبيهة بألوان الطيف المتعددة.
بالإضافة غلى ذلك، فإن بعض الناس قد يتأثرون بعرض ما أكثر من عرض آخر. و أيضاً فإن بعض الأعراض لها إيضاحات و إشارات قابلة للتغير.
معالجة حسية
الناس من التوحديون يميلون إلى أن يكون لديهم خبرات حسية غير عادية. هذه الخبرات لربما تتضمن شعوراً بكونه أكثر حساسيةً، أو أقل حساسيةً عن الطبيعي، وأو صعوبة في ترجمة و تفسير الحسية المطلوبة
“agnosia”
هذه الخبرات لا تتضمن الهلوسة؛ الناس التوحديون لديهم خبرات حسية مبنية على تجارب و خبرات حقيقية، تماماً مثل الناس العاديين، و لكن هذه الخبرات قد تبدو أو تُشعر بأنها مُختلفة، أو أن الشخص التوحدي لديه صعوبة في تفسير و ترجمة هذه الخبرات. لا يوجد متوحدين اثنين يبدوان و كأن لديهما نفس نمط مشاكل الحسية.
إنه ليس غير عادي، على سبيل المثال، للشخص التوحدي أن يتجنب أن يلمسه الناس. و هذا يرجع إلى إحساس مبالغ به من أن يُلمَس -لمسه خفيفة لمعظم الناس قد تؤلم أو تصدم بعض الناس التوحديون. بينما آخرون قد يصبهم الارتباك، بسبب صعوبة وصول ذلك الإحساس أو عدم الإحساس إلى الدماغ لترجمة و تفسير تجربة اللمس. و آخر، نمط ليس غير عادي، و هو أن يكون هناك قوة في أن يصل الإحساس إلى الدماغ معكوساً عن المفترض أن يكون مُرَغِباً، و عليه فغن لمسة لطيفة قد تبدو لهم و كأنها صعقة كهربية، و لكن مسكه متمكنة قد لا تسبب أي مشكلة. و بعض التوحديون قد لا يكون عندهم شعور حساس للألم، و عليه فإنهم يفشلون في الانتباه إلى الجروح و الأذية الجسدية.
و السمع أيضاً قد يكون مُكَبَّر، فحيث أن الضجيج الذي قد لا يؤثر على بعض الناس نهائياً قد يؤذي آذان بعض التوحديون. و كثير من التوحديون لديهم صعوبة في فهم ما يقال لهم، و ذلك بسبب صعوبة معالجة الصوت في عقولهم.
و النظر أيضاً قد يتأثر. بعض التوحديون ليس لديهم القدرة على تمييز الوجوه
Prosopagnostic
و عليه لديهم صعوبة في معرفة الناس و تذكرهم. و هذا يعني أن تعلم تذكر الأشياء عندهم صعب، و التعرف عليها بطيء، الوجوه بالنسبة لهم شيء يقومون بتحليله و ليس بتذكره تلقائياً مثل الناس العاديين، و الكثير من المؤثرات التي كان يجب أن تجعلهم يرون الناس غير موجودة عندهم. الحدة و التأثير لهذا العراض تختلف من مريض لآخر. و بعض التوحديون يشعرون بألم في عيونهم من الضوء الشديد أو الضوء ذوي الذبذبات البطيئة (مثل شاشة التلفزة أو ضوء النيون أو غمازات إنارة الإعلانات).
أحد التأثيرات المتعارف عليها من هذا الشعور المبالغ به، أن الشخص التوحدي عنده ضعف تجاه إحساسات كثيرة و كأنه يقذف باستمرار و لكن ليس بالضرورة بشدة. و هذا قد يكون نتيجة تحفيزات عاطفية و اجتماعية كثيرة. الناس التوحديون قد يشعرون بضغط شديد في ظروف قد لا تهم ( و ربما على العكس تسلي) الشخص الطبيعي. و عندما يكون التوحدي في حالة ضغط فإنه يعاني عندها من صعوبة في التركيز، و قد يشعر بالإجهاد و الارتباك، و بعضهم قد يعني من الم بدني. و الضغط الشديد عليهم قد يؤدي إلى نوبة غضب أو انفجار عاطفي. و عند آخرين فغن الضغط الشديد قد يُنتج حالة “إغلاق” حيث يفقد التوحدي بعض أو كل أشغال جسمه كتلك التي يقوم بها الجسم عند الإنسان العادي.
حالة الإغلاق هذه
Shutdown
قد يكون لها شعور مختلف عند أشخاص مختلفون و لكنها بالتأكيد فترة قاسية.
عدم التفهم
التوحديون لديهم مشكلة كبيرة في فهم الأشياء في البيئة الاجتماعية. و هذا يشمل فهمهم للطابور و العرف، و كذلك فهم اللغة. (الاختلاف المبدئي بين
Autistic disorder and Aspergers syndrome
أن أُلئك المصابون بأسبريجر يُعَرَّفون بأن لديهم مشكلة اقل في التواصل و التفاهم و التخاطب و ليس لديهم تأخر في الكلام).
أحد أعراض التوحد، أنها تبدو للمريض و كان لديه صدمة حضارية ابدية، دون أن يهمه أين يذهب أو المدة التي سيقضيها في ذلك المكان. و هم لا يفهمون معظم أبسط مبادىء الفرضيات الاجتماعية، و التي يأخذها الناس العاديون كأمور مُسلَّم بها (عادة حتى بدون أن يكون الشخص العادي واعي لها). و في حالات كثيرة،تبدو للتوحديون و كأنهم قذفوا في وسط مسرحية غير مألوفة لديهم، و أنهم الوحيدون الذين لا يعرفون النص الذي يجب أن يقوموا بتمثيله، أو حتى ما هي هذه المسرحية و ما موضوعها! ماذا يجري؟ ماذا عليَّ أن افعل؟ و لماذا سين من الناس يبكي؟ و صاد سعيد؟ و عين من الناس تسلل متذمراً هنا و هناك؟ الحياة لهم _خاصة الاجتماعية- من الممكن أن تكن مربكة جداً! الناس التوحديون عادة لا يستطيعون التصرف حتى تجاه الإساءات المُبطنة، أيضاً.
التوحديون لديهم نقص في قدرات التواصل الشفوي و كذلك ما يعرف بلغة الجسد( كتحريك اليدين أثناء الكلام أو تعابير الوجه)، و عليه فإن الكثير منهم فإنه ذو عقلية حرفية و يبدون و كأنهم أقل عاطفية عن ما هم حقيقة.
التوحديون لديهم مشكلة في التفاهم الشفهي و الكلامي (استخدام المفردات). و هذا عدة يشمل عنصر ما يُسمىَ
A semantic-pragmatic
(اختيار و التلاعب بالكلمات لتعطي المعنى الأنسب).
و هذا يعني أن التوحدي قد يأخذ جملة أو سؤال بطريقة حرفية أو يفهما بطريقة غير مالوفة؛ مثل الشخصيات الفكاهية
و هذا قد يشمل أشياء مثل تفسير “أريد قهوة مع الإفطار” ليعني لهم أريد الإفطار و به القهوة. ومثال آخر قد يجاب عليه بطريقة بريئة “ماذا تفعل عندما تُجرح؟” فيجيب: “نزيف”، بدل أن يشرح ماذا يجب أن يقوم به لعلاج الجرح.
الكثير من التوحديون لديهم مشكلة في التخاطب و التفاهم (التواصل)، مثل صعوبة تذكر المفردات، أو صعوبة لفظ الكلمات.
البعض لديه
Apraxia of speech
يعني صعوبة في ترتيب حركة و نغمة الكلام و المخاطبة.
آخرون لديهم أعرض خلل في الكلام يسمى
Aphasias
بعض التوحديون قد يكونوا دائماً صامتون، أو أنهم أحياناً يفقدون الرغبة في الكلام. و البعض لديه غرابة في اللفظ، الليّ أو اللعثمة، أو خصائص صوتية معينة. و الكثير منهم قد يتوقف أثناء الكلام و قد يحتاج المزيد من الوقت لمعالجة و فهم تعليقات شفهية أو أسئلة، و لتجهيز رد. إعادة كلام سُمع
Echolalia
ليس غير عادي، و أيضاً إعادة كلامه هو أيضاً شيء عادي.
الانتباه
التوحديون لديهم مشكلة في التعامل مع الحوافز من عدة اتجاهات (مثل عدة أشخاص يكلمونهم). المشكلة انهم لديهم ضيق شديد في تركيز اهتمامه، و لا يستطيعون البقاء مع أكثر من شيء واحد في نفس الوقت. معظم الناس ليدهم عقل مثل ضوء فلاش آلة التصوير، و لديهم منطقة في الدماغ واسعة التركيز، و منطقة أكبر للوعي الجزئي؛ في حالة التوحديون فإن عقولهم ضيقة مثل قلم الليزر الذي يشير به المدرس إلى السبورة البيضاء لينير كلمة واحدة فقط. و كذلك فإن انتقال اهتمامهم من موضوع لآخر فإنه نسبياً بطيء و يشمل بعض التوقف أو التأخر في الاستجابة.
بينما
Attention deficit disorder
فإنه من الناحية المبدئية خلل في التناقض في وقت (عادة الوقت الممنوح قصير) الاهتمام. التوحد يشمل اتجاهات أخري بما فيها
Attention call selectivity
اختيار الاهتمام و تحريك السرعة. ( و مع أن الكثير من التوحديون عندهم أعراض
ADD
أيضاً، و لكن ليس الكل).
إحدى النتائج لهذا أن الناس التوحديون يميلون غلى عدم رؤية الأمور على أنها مترابطة.
كيف يبدو الناس التوحديون؟
هناك فروق كبيرة بين التوحديون. بعضهم لن يتعلم كيف يتلكم أبداً، و قد لا يستطيع العمل أو العيش بشكل مستقل نهائياً. بينما آخرون قد يكون و ضعهم أحسن في وجود بيئة مساعدة، و يعملون في أماكن يلجؤون لها. و مع ذلك آخرون فإنهم يعتمدون على أنفسهم بالكامل و يتحركون في مناحي الحياة بشكل جيد. و الأخيرون أي الذين يستطيعون العيش بشكل شبه طبيعي، فإنهم عادة لا يعرف الناس انهم مرضى. و مع ذلك فإنهم موجودون و الناس العاديون يجب أن يعرفوهم و يفهموا كيف يتعاملوا معهم و مع الصعوبات التي تواجهم في الحياة، و فهم طريقتهم الفريدة في التفكير، و عمل الأشياء، و الحصول على خبراتهم في الحياة.
معظم التوحديون يبدون لا مباليون و لا يوجد عندهم ردود أفعال، بينما لديهم ردود أفعال على اشياء غير عادية.
الشخص التوحدي و الذي يبدو أنه يأخذ حالات الطوارئ في خطوة واسعة قد يصبح متكدر في حالة حدوث أمور مفاجأة، حتى لو كانت أمور بسيطة (مثل إيقاع قلم الرصاص على الأرض). التوحديون يبدون غير عاطفيين، و لكنهم يصبحون عاطفيين جداً إذا حدث شيء مهم بالنسبة لهم. و هم أكثر كثيراً صراحة و تعبيراً في عواطفهم عن الناس العاديين.
التوحديون يميلون لعدم محبة أو على الأقل عدم الاهتمام في التغير. الكثير عنده ارتباط عاطفي بالأشياء و الأماكن أو الأعمال الرتيبة، و يتكدرون جداً إذا تغيرت عنهم أيٍ من هذه الأشياء. و هذا قد يبدو سخيفاً للآخرين و لكنه مهماً جداً لشخص توحدي.
معظم التوحديون لديهم القليل من الاهتمامت الشديدةن لدرجة أنها تسيطر على تفكيرهم تماماً. بعضها قد يكون عادياً مثل الرياضة، أو تقني مثل علم الأعصاب، أو غريب لدرجة حفظ جدول مواعيد القطارات. التوحديون يأخذون قضية اهتماماتهم بشكل جدي جداً.
التوحديون عادة بعيدون عن الناس، و يبدون للناس و كأنهم خجولون جداً. و مع ذلك فإن بعضهم لديهم حرص اجتماعي، و لكن آخرون ليس لهم اهتمامات في الناس الآخرون. و لكن سواء كانوا لا يرغبون بالناس أو غافلون عن طريقة التفاعل مع أو التقرب لهم. و البعض قد لا يلحظ الناس لأنه مشغول بأشياء أخرى. و آخرون لديهم اهتمام بمعرفة الناس، و آخرون ليس لديهم أدنى اهتمام و آخرون قد يبتعدون تماماً عن أي اختلاط اجتماعي. و مع ذلك إنه من الخطأ الفرضية أن الناس التوحديون ينقصهم عاطفة المودة. البعض قد يكون عنده عاطفة مودة قوية تجاه أناس يعرفونهم و يهمهم أمرهم. و عدم قدرتهم على استخدام لغة الجسم (مثل تحريك اليدن عند الكلام، أو تعابير الوجه) يعطي انطباع عنهم أنه ينقصهم الشعور العاطفي و المودة، عما لديهم حقاً.
التوحديون قد يعملون أشياء غريبة، كأن يهزوا أنفسهم ذهاباً و غياباً، أو ضرب ايديهم على اعينهم، أو إصدار أصوات مثل “همممممم”، أو الكلام مع أنفسهم، أو الدوران في دوائر، أو إعادة عملقول أشياء عدة مرات. بعض هذه الأشياء يعملونها فقط للمتعة، أو كنتيجة للانفعال أو الحزن. و أحياناً التصرفات الغريبة تعوضهم عن مشكلة سوء الحسية عندهم. تكرار الأشياء له علاقة للتكرار الطبيعي و التركيز الضيق في عقل التوحدي. الكلام مع نفسه أو الضحك بدون سبب واضح هو نتيجة لكثير من أحلام اليقظة و محاولة التذكر، و لكنها أحياناً نتيجة من عواطف لا يستطيعون التحكم بها، أو نوع من ال Echolalia
البعض يقدر أن 25% من التوحديون يعانون من نوبات الصرع من مختلف الأنواع، و بعضها هو الذي يسبب التصرفات الغريبة.
هذه الأشياء غير مؤذية، و هي لا تنتج من تضليل تام أو فقدان التوازن مع الزمان و المكان، أو حتى الهلوسة. و البعض قد يسبب أذية لنفسه (جرح) نتيجة لهذه التصرفات، و لكن يجب ألاّ يُفترض أن هذا التصرف بحد ذاته هو إيذاء ذاتي.
بعض الأشياء التوحد ليس منها
التوحد ليس تخلف عقلي. بعض التوحديون قد يكونا في غاية الذكاء، و هناك دليل كبير على ان ألبرت أينشتاين كان واحداً منهم
التوحد ليس
Savant syndrome
و لكن بعض التوحديون
Savants
يعني علماء، حيث منهم من يستطيع الحساب بعقله بسرعة مذهلة، و لكن معظمهم ليس كذلك. و بعض التوحديون هم من الموهوبون، و لديهم ذكاء عالي. بعضهم لديه ذكاء عادي و بعضهم متخلف.
التوحد ليس مشكلة عاطفية. التوحد مشكلة عصبية حيث يولد الناس بها. و ليس نتيجة مأساة نفسية.
التوحد ليس اختلال عقلي (نفسي)، أو عدم القدرة على التعامل مع الواقع الحقيقي.
الناس لا يختارون أن يكونا توحديون.
التوحد ليس ” قدراً أسوء من الموت”. و التوحديون لديهم بعض العيوب، و لكن البعض يعيش حياة سعيدة و منتجة. و الكثير من التوحديون لا يريدون أن يتم شفاءهم كما لو أن ذلك يعني شطبهم و استبدالهم بأناس جديدين.