بسم الله الرحـــــــ الرحيــم ــــن
السلام عليـــــ ورحمة ـــــكم الله وبركاته
كما وعدتكن مسبقاً وقلت بأنني سأكتب قصص جانبية للحب الأعمى
وها هي القصة الأولى
لكنها ستكون مختلفة عن كل ما وعدتكم به فهي كرواية الحب الأعمى الضبط
لكنها بلسان أفضل الشخصيات دانيال
وهذه القصة هدية مهداة مني لكل العضوات اللاتي أحببن شخيتي الرئيسة دانيال
أتمنى بأن يعجبكم أسلوبي في السرد بلسان دانيال وأتمنى بأن أكون أتقنت الشخصية
بالطبع لن أكتبها كاملة لكن هذا أول بارت من الرواية فقط
أتمنى لكن قراءة طيبة
لقد كان يوماً عادياً ككل أيام المسكن المملة…. طعام وكتب ورفض الفتيات…. روتين اعتدت عليه كل يوم ومللت منه…. لم أعرف… أو حتى أتوقع ما كان يخبئه لي القدر في ذلك اليوم…. لم أتخيل يوماً بأنني سأعيش مغامرة كالتي يعيشونها في القصص…. كل حياتي كانت مرتبطة بالمسكن… آكل وأنام فيه… ولا أستطيع الخروج إلا للضرورة وبوجود حرس يحيطون بي… أتسألون من أنا؟؟… هذا صحيح فأنا لم أخبركم… اسمي هو دانيال إدموند كلون.. والدي هو رئيس واحدة من أكبر شركات العالم وأشهرها وأنا ابنه الوحيد الأعمى الذي رماني في هذا المسكن لأن لا حاجة لي… لا أعني بأنه قال هذا الكلام حرفياً لكنني لست غبياً وأفهم من تصرفاته…. عمري هو 29 عاماً وقد أكملتها قبل أسبوع ربما…. هل تريدون معرفة شكلي؟؟… أنا لا أعرفه نفسي لكنني سأقول ما يصفني به الناس… شعري متوسط الطول يصل لأذناي وذا لون أسود مائل للأزرق وناعم جداً… بشرتي معتدلة البياض وعيناي.. دعوني أتذكر الوصف فقط… لقد قالوا بأن لونها يشبه لون المطر عند امتزاجه بالبرق لكنني لم أرى هذه الأشياء… ملامحي دقيقة وحادة وطولي يقارب 184 سم.. بشكل عام أنا وسيم مع أنني لم أر شكلي أبداً لكن هذا ما يفسر الفتيات المزعجات اللاتي يلاحقنني لكل مكان أذهب إليه.
تخلل صوت زقزقة الطيور سمعي القوي… هذا صحيح فسمعي أقوى بثلاث مرات على الأقل من سمع أي إنسان عادي… وحتى الإحساس لدي من لمس وكل ما يحيط بي من حركات وحتى حاسة الشم لدي قوية وهذا أكثر ما يزعجني في الأمر…. على كل حال… فتحت عيناي وأنا موقن بأن الساعة كانت السادسة صباحاً فأنا أستيقظ في هذه الساعة منذ صغري… نهضت من سريري لأتجه للنافذة وأفتحها… كان الفصل ربيعاً والهواء عليل جداً فهو قادم من الحديقة…. كم أكره والدي… حتى نافذتي تطل على الحديقة… إنه يمنعني عن العالم الخارجي بكل وسيلة ممكنة… أعلم بأن هذا لسلامتي لكنه يبالغ كثيراً…. اتجهت لدورة المياه لأستحم ثم خرجت لأرتب سريري وتوجهت لخزانة ملابسي المتوسطة… كان خبير أزيائي الخاص كريستيان ينسق لي كل شيء في غرفتي من ملابسي وأحذيتي وعطوري الشخصية وأنا أثق بذوقه لهذا أخذت أول شيء وقع عليه كفي وبدأت ارتدائه كان قميصاً وسروالاً عادياً ولا تسألونني عن الألوان فأنا جاهل لها تماماً… خرجت من غرفتي وأنا أسمع تمتمات الممرضات بشأني فأكثرهن معجبات بي وكم أكره هذا فهو يزعجني لحد الجنون… دعوني أتجاهل تلك المزعجات ولأنتقل إلى قاعة الفطور فدخلت بلا أي صوت وجلست في طاولتي المعتادة في ركن هادئ من القاعة فأنا بطبيعتي منعزل جداً أكره الاجتماعات وغيرها لا يهمني أين يضعونني أو ماذا يعطونني لكن الأهم… أن لا يتكلموا كثيراً.
لما انتهيت من فطوري عدت لغرفتي وقد انتهت الخادمة للتو من تنظيفها فدخلت وأغلقت الباب وأنا أحاول تصفية ذهني من كل الكلام الذي أسمعه فكما قلت سابقاً حاسة السمع عندي قوية جداً وكلام الناس دائماً مزعج بالنسبة لي…. اتجهت للكرسي الذي بجوار نافذتي ثم أمسكت الكتاب الذي كان على طاولة صغيرة بجوار الكرسي ورحت أقرأ فيه ولم أشعر بالوقت إلى أن فتح باب غرفتي من دون استئذان… استمعت لأنفاس الداخل اللاهثة ولم تكن لأي شخص أعرفه فقلت بتساؤل أخفيته بنبرتي الباردة التي اشتهرت بها ” من؟؟ “
قال الطارق بصوت ناعم جداً إلى درجة أنني لم أتوقع بأنني في يوم ما سأستمع لصوت بنعومة هذا الصوت ” آ…… آسفة… لا…. لا بد أنني أخطأت الغرفة “
لقد كانت فتاة…. وليست أي فتاة… صدقوني نبرة صوتها كانت ناعمة إلى حد الجنون… لم تكن تحاول جعلها ناعمة بل هي كانت كذلك فقد أصبحت خبيراً بهذا نظراً لكثرة الفتيات اللاتي يحاولن الوصول إلي… لقد كانت جديدة في المسكن… وحديثة العمى… كل هذا استنتجته من نبرة صوتها الناعمة تلك وأنفاسها اللاهثة التي من بين ثناياها وجدت رقة لا مثيل لها… كان من المفترض بي بأن أصمت إلى أن تخرج من الغرفة لكنني تصرفت بدون تفكير وقلت ” لا بأس ” وأردت بأن أعرف المزيد عنها… بل أردت بأن أسمع صوتها من جديد فقلت بسرعة ” لكن… هل أنت جديدة هنا؟؟ ” آه كم أنا غبي… كل شيء يخرج من بين شفتاي من دون أن أدرك.
قالت الفتاة بصوتها الناعم جداً وبنبرة مرتبكة لم أعرف سببها ربما الإحراج أو شيئاً آخر ” آه…. نعم… لا…… لكن كيف عرفت؟؟….. أعني….. هل أنت مبصر؟؟ “
مبصر؟؟… تساءلت في نفسي وسرعان ما وجدت الإجابة فسؤالي لم يكن ليطرحه إلا شخص مبصر فكيف لي بأن أعرف أنها جديدة من دون أن أراها… لكنني أستطيع القول من أنفاسها ونبرة صوتها التي لم أجد لها مثيلاً من قبل.. فأجبتها بسرعة وكأنني لا أريد ذهابها ” لا لست مبصراً لكن صوتك غريب لأول مرة أسمعه “
قالت الفتاة ببعض الاستغراب ” وهل تعرف صوت كل شخص يقيم هنا؟؟ “
ابتسمت ابتسامة صغيرة فمع أنني لا أكلم الناس هنا إلا أنني أعرف أصواتهم جيداً فهي لا تخرج من رأسي فقلت لها ” نعم “
قالت الفتاة بسرعة ” رائع ” لكنها صمتت بغتة وكأنها تتذكر بأنها في غرفتي ثم قالت بصوت خافت ” آسفة على إزعاجك.. عن إذنك… سوف أرحل “
فتح فمي من تلقاء نفسه لكنني منعت الكلمات من الخروج… ما بي أتصرف على غير طبيعتي؟؟… لم أنجذب في حياتي إلى فتاة… بل لم أفكر حتى في هذا…. لكن هذه الفتاة قلبت كل موازيني… قلبتني رأساً على عقب…. سمعت صوت اصطدام خفيف ثم صوت أنين الفتاة وقولها ” آه كم هذا مؤلم “
لا أدري ما الذي حل بي لحظتها فقد فقدت كل ذرة تركيز في ذهني وتوجهت إليها ثم قلت وأنا أحاول وضع ابتسامة على وجهي حتى لا أبين قلقي ” يبدوا أنك لست معتادة على أن تكوني عمياء ” بعدها مددت لها ذراعي
ازدادت سرعت أنفاس الفتاة ولا أدري إن كان إحراجاً أم تألماً فقالت بنبرة خافتة ” و… وكيف عرفت؟؟ ” بعدها تشبثت بيدي ووقفت وكم كانت يدها ناعمة… ناعمة كثيراً وصغيرة جداً ولم أدري ما الذي حل بي حينها عقلي لم لعد في مكانه لكنني حاولت البقاء هادئاً وقلت بنبرة منطقية وأنا أحاول إعادة تحكمي بنفسي ” لنر…. دخولك للغرفة الخطأ…. واصطدامك بالمنضدة…. إنها أخطاء لا يرتكبها إلا من فقد بصره حديثاً “
قالت الفتاة بنبرة خافتة تخللها بعض الخجل ” هذا صحيح… يبدو أنك شديد الذكاء “
أنت مخطئة يا آنسة… بل أنا شديد الغرابة فلا إنسان يستطيع السماع والتحليل بهذا الشكل المخيف… أردت قول هذه الكلمات لكنني في النهاية ابتسمت وقلت ” شكراً لك ” ومرة أخرى دفعني الفضول الشديد وسماع نبرة صوتها إلى النطق بآخر سؤال كنت سأقوله يوماً إلى أي شخص فقد قلت ” لكن أخبريني ما أسمك؟؟ “
قالت الفتاة بنبرتها الخجولة الناعمة ” إليزابيث… وأنت؟؟ “
ابتسمت رغماً عني فلطالما كنت أحب هذا الاسم وأعتبره ملكياً لا يليق إلا بالأميرات كما أنني أشعر دائماً بانجذاب غريب لهذا الاسم… قلت لها بصوت جعلته هادئاً ودافئاً ” اسمي دانيال… تشرفت بمعرفتك “
قالت الفتاة بصوت خافت ” وأنا أيضاً “
لم أكن مستعداً لتركها بعد فقلت ” هل أساعدك؟؟……… يبدو أنك في حاجة ماسة إلى المساعدة “
قالت الفتاة بسرعة وكأنني أنقذتها من الضياع ” نعم ليتك تفعل فأنا تائهة تماماً “
ابتسمت بدفء وقلت ” أخبريني ما رقم غرفتك؟؟ ” أعترف بأنني على غير عادتي مع هذه الفتاة… عادة أكلم كل الفتيات ببرود وقسوة لكن مع هذه…. لا أدري لماذا… أحاول بأن أكون لطيفاً ولبقاً وأجعل نبرة صوتي دافئة قدر المستطاع…. ما الذي يجري لي؟؟
صمتت الفتاة لتتذكر ثم قالت ” 306 “
كم كان هذا رائعاً… غرفتها قرب غرفتي…. يال هذا الخبر المسعد…. هكذا يمكنني بأن أسمع صوتها وأنا جالس في غرفتي…. يال حظي الجميل… قلت لها بنبرة سعادة ” غرفتك قريبة من غرفتي لذا إن احتجتِ إلى أية مساعدة فلا تترددي في طلبها مني ” قلتها وأنا أتمنى بأن تنهال علي بالطلبات
قالت الفتاة بنبرتها الناعمة ” وكم رقم غرفتك؟؟ “
قلت لها بسرعة وأنا أتمنى بأن تأتي لغرفتي مرة أخرى ” 303 “
قالت الفتاة بتساؤل غريب ” لكن أخبرني….. كيف تعرف مكان غرفتك؟؟ “
مددت يداي المترددتان لأمسك بيدي اليمنى ذراعها الأيمن الناعم جداً ووضعت يدي اليسرَ على خصرها الصغير الناعم… كم كانت ناعمة جداً ورقيقة…. شعرت أنها قابلة للانكسار… بمجرد ضغطة مني… بمجرد قوة زائدة قد تنكسر… لهذا كنت لطيفاً معها قدر الإمكان… كانت قصيرة جداً وقد يصل طولها إلى 156 سم فقط وقد كنت طويلاً جداً عليها لهذا انحنيت قليلاً وبدأت بالسير مرغماً لها على السير معي وما هي إلا لحظات ووصلنا لغرفتها بالطبع كنت أعرف بأن تلك غرفتها من دون أن ألمس فأنا حافظ لهذا المسكن منذ أن جلبوني له لكنني لما توقفت سحبت كفها الناعم لأضعه على لوحة الأرقام ثم قلت ” هكذا تعرفين رقم الغرفة هذه الأرقام بارزة ولن يصعب عليك معرفتها ها هي غرفتك ” بعدها فتحت الباب وقلت ” تفضلي ”
دخلت الفتاة وقالت ” أشكرك “
علمت بأن تلك كانت لحظة الوداع وبسبب انعزالي الشخصي لن أتمكن من لقائها من جديد فأحببت بأن أطيلها وقلت ” لا شكر على واجب لكن أخبريني….. لم كنت تبكين؟؟ ” قلتها وأنا أرفع أحد حاجباي بشكل عفوي.
لا أدري لماذا لكنني شعرت بارتباك الفتاة التي قالت ” و… وكيف عرفت بأنني كنت أبكي؟؟ “
غبي يا دانيال… الآن سوف تقول بأنك غريب الأطوار أو شيئاً من هذا القبيل ولم أرد التفسير لها لهذا قلت ” لا يهم كيف عرفت أخبريني لم كنت تبكين “
أجابتني الفتاة بصوتها الناعم ” ” لـ……. لقد كنت خائفة……. إنها أول مرة أخرج فيها إلى العالم وحدي وأنا…… فاقدة بصري “
مسكينة… لا أعرف شعورها بالضبط فأنا فاقد بصري منذ ولادتي لكنني شعرت به فهو كما أن أكون تائهاً في مكان لا أعرفه ولا أحفظه وهو مزدحم بالناس اللذين لا يعرفونني ولا يعرفون بأنني أعمى… أحببت بأن أخفف عنها فابتسمت وقلت بنبرة حاولت قدر الإمكان بأن أكون لطيفاً فيها ” لا عليك….. سوف تعتادين على الأمر كما أعتدنا عليه جميعاً “
أردت بأن أشجعها أكثر ولا تسألوني لماذا فهي كالساحرة تجذبني إليها فقربت وجهي من وجهها وقلت ” لا أريدك أن تبكي ثانيةً…… كوني قوية فأنت لن تتعايشي هنا بضعفك….. اتفقناً؟ ” وقد قلت الكلمة الأخيرة وكأنني سأقابلها دائماً وكم أعجبني وقع هذا الأمر.
ازدادت نبضات قلب الفتاة ولا أدري ما السبب أهو كلامي أم قربي لها وقالت بنبرتها الخجولة الخافتة ” اتفقنا “
شعرت برغبة في لمسها لكنني وضعت كفي الأيسر في جيبي بسرعة وابتعدت وأنا ألوح لها بكفي الأيمن وأقول ” والآن… إلى اللقاء ” وقد استغربت من نفسي فأنا دائماً ما أقول وداعاً لأي فتاة أقابلها وكأنني أقول لها بأنني لا أريد لقائك مرة أخرى لكنني لهذه قلت إلى اللقاء وكأنني سألاقيها كل يوم.
قالت الفتاة بنبرتها الناعمة ” إلى اللقاء ” بعدها أغلقت الباب.
دخلت لغرفتي ودفعت الباب بقوة لأستند عليه وآخذ نفساً عميقاً أصفي به ذهني من رائحتها الجميلة… ومن صوتها الناعم الرقيق… ومن ملمس كفها الحريري وجسدها الصغير القابل للانكسار…. كل شيء كان مثالياً فيها… لقد جاءت هذه الفتاة لتلمس أوتاري الحساسة فأنا لا أملك النظر لكنني أملك السمع… ورنة صوتها كانت تتردد في ذهني مراراً وتكراراً كأنها صدى جميل لا ينتهي.
قبضت على كفاي وأنا أتذكر ملمسها… وحجمها الجميل… كانت قصيرة وصغيرة جداً لدرجة أنني وددت حملها حتى لا تتأذى من ما حولها… لقد كانت مسكينة جداً… ليس لديها أحد هنا… فقدت نظرها للتو والمكان كبير وخطير عليها… صحيح بأنه يحميها من العالم الخارجي… إلا أنه لا يزال خطراً عليها… كم أردت حمايتها من ما حولها… كم أردت بأن أحميها حتى من الهواء الذي تتنفسه… لا أدري ما هذا الشعور فهذه هي المرة الأولى في حياتي أجربه فيها… لقد قلبتني هذه الفتاة رأساً على عقب… وقد أصبح جسدي يتصرف من تلقاء نفسه من دون استطاعتي بأن أتحكم به… إنها تجذبني إليها كقطعة من المغناطيس…. ما الذي يجري لي؟؟….هل أحبها يا ترى؟؟… لا… هذا لا يعقل… لا يمكن بأن أحبها من أول لقاء لنا…. بل لا يمكن بأن أحب فتاتاً في حياتي…. لقد كان هذا شيئاً مختلفاً… كانت بريئة أكثر من اللازم… وطفلة كذلك فحتى صوتها دل على ذلك… لا أدري إن كنت أحبها لكنني أريد حمايتها… أريد بأن أضمها وأحميها من كل ما حولها وقد أتمكن من هذا لكن… يبقى السؤال… هل سأتمكن من حمايتها من نفسي؟؟.
.
.
.
.
.
بقلمي
guiltless girl
أتمنى بأن يكون اسلوبي في السرد أعجكم ولم تشعروا بالملل
مع باقة زهور أمزجها لكن بأرق القبلات لتخرج قلبي وتصل لقلوبكن
guiltless girl