الخادمة في البيت أضرار .أم منافع؟؟؟؟

الخادمة في البيت أضرار أم منافع ؟؟؟؟!!

مع خروج المرأة للعمل، وعدم استطاعتها قضاء التزاماتها المنزلية اضطرت للاستعانة بالخادمة لتساعدها في بعض مسؤوليات المنزل، بدءاً بإعداد الطعام، مروراً بترتيب المنزل، حتى أصبحت المسؤول الأول عنه، ومن هنا ظهرت عبارة “مديرة منزل”.

تطورت الحال إلى أن أصبحت الخادمة ضرورة من ضروريات الحياة، ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى تنافس البعض في توظيف خادمات أجنبيات، وبحسب دراسات اجتماعية فإن عصر الطفرة الاقتصادية وزيادة دخل الفرد في بعض الدول عززا الرغبة في الوجاهة الاجتماعية والظهور بمظهر الطبقة الغنية وأصبح اقتناء الخادمة أمرا ضروريا كالتلفزيون والفيديو والأشياء الأخرى، كما أن تطور الحياة ورغبة المرأة في التحرر من أعباء البيت والأطفال جعلا من امتلاك الخادمة أمراً ضرورياً.

وقدرت دراسات في هذا الصدد أعداد الخادمات في الإمارات بخادمة لكل شخصين، وفي الكويت بنحو 450 ألف خادمة، بينما هناك خادمة واحدة لكل أسرة في المتوسط في كل من السعودية وسلطنة عمان والبحرين.

ولم تقتصر الاستعانة بالخادمة الأجنبية على الدول ذات الدخل المرتفع بل امتدت إلى دول فيها الدخل محدود فعلى سبيل المثال في مصر التي تعاني ارتفاع نسبة البطالة كشف تقرير لهيئة التأمينات الاجتماعية عن أن هناك أكثر من 30 ألف خادمة أجنبية تعمل في بيوت الأثرياء، بينما هناك ما يقرب من 100 ألف أخريات يعملن بطرق غير شرعية.

وقد كشفت العديد من الدراسات سلبيات الخادمة الأجنبية، ودفعت خبراء الاجتماع وعلماء الإسلام إلى التحذير من مخاطر الاستعانة بأجنبيات في البيوت المسلمة، خصوصًا من الناحية التربوية، لما لذلك من عواقب خطيرة على تشكيل الوعي لدى الصغار، خاصة وأن الخادمات الأجنبيات يحملن ثقافة تتعارض في كثير منها مع التقاليد والعادات المصرية.

ونبهت إحدى الدراسات إلى أن ظاهرة الخدم إجمالاً لم تنشأ عن حاجة حقيقية أو ضرورة اجتماعية في البداية، بل أوجدتها ظروف طارئة وعوامل شخصية، مثل ظروف الطفرة الاقتصادية وما ترتب عليها من تغير سريع في السلم الاجتماعي وانتشار عدوى التقليد وحب الظهور، ثم ما لبثت أن استفحلت بظهور أسباب أخرى مثل خروج المرأة للعمل مؤكدة في هذا المنحى أنها ظاهرة إنسانية مرتبطة بالتركيب الطبقي للكيان الاجتماعي من جهة، وبظروف سوق العمل وقانون العرض والطلب من جهة أخرى، وليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة.

وأكدت الدراسة أيضاً أن وجود الخدم في المنازل مع ما يترتب عليه من آثار وسلبيات يعتبر من الظواهر المقلقة اجتماعياً التي تشكل عبئاً على الأسر والدولة والمجتمع.

وفي دراسة أخرى قدمت إلى وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل لدول الخليج أشارت إلى أن هناك جوانب سلبية كثيرة يتركها التوظيف المفرط للخادمات على المجتمعات الخليجية ومنها الجانب الاقتصادي حيث تشير الدراسة إلى أن التحويلات المالية السنوية لهذه العمالة إلى بلدانها تفوق 25 مليار دولار.

وكشفت دراسة أخرى في هذا الشأن أن غياب الأسرة المتواصل عن المنزل “أدى إلى ضعف أساسي في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء والبنات، التي كان يقوم بها آباؤنا وأجدادنا وكبار السن في الأسرة، لكونهم مصادر التوجيه الذي يتشرب الطفل من خلاله العادات والتقاليد”.

ورأت الدراسة أن استخدام الخادمة “شر تمليه الضرورة أحياناً، ومن أجل التخلص منه لا بد من العمل بشكل مدروس ومنظم، كما لابد من تضافر الجهود على المستويين الرسمي والشعبي”.

واعتبرت أنه لا مبرر في كثير من الحالات لوجود الخادمات، مشددة على وجوب “تعويد أبنائنا منذ الصغر على الاعتماد على النفس في قضاء حاجاتهم وتعليمهم النظام، والبدء بالتوعية قبل دخولهم المدارس”.

جيل فاقد الهوية

الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة تؤكد أن هناك الكثير من الأسر ليست في حاجة إلى خادمة، وأن هناك البعض يستخدم الخادمة الأجنبية بالذات نوعا من التقليد أو الغيرة أو الوجاهة الاجتماعية، فهناك بعض الأسر تجلب خادمات أجنبيات، يحصلن على أجر عال قد يفوق إمكانات هذه الأسر.

وقالت إن اعتماد الأسر العربية على الخادمة الأجنبية خلال السنوات الأخيرة خلق جيلاً جديداً نشأ وتربى على يد الخادمة، بعيداً عن والديه برغم وجودهما معه في المنزل، فأصبح هذا الجيل فاقد الهوية والانتماء لمجتمعه.

وأضافت أن مثل هذا الجيل لا يمكن الاعتماد عليه على الإطلاق.. محذرة من استمرار الاعتماد على الخادمة الأجنبية خاصة في تربية الطفل لأنها مع ارتباطها به تنقل إليه ثقافة معينة وتربية مختلفة، فهذه الخادمة بالطبع تنتمي إلى قوم لا يعرفون العيب، ولا يتمسكون بالعادات، كما أنها تجهل الكثير عن عاداتنا العربية والإسلامية والتي يتربى الطفل فيها على أخلاق القرآن، هذا بالإضافة إلى أن هؤلاء الخادمات غالبا لا يجدن لغتنا العربية ويتعاملن مع الأطفال بلغتهن الأصلية مما يضعف اللغة ويؤثر في ثقافة النشء.

وأكدت أن استمرار بقاء الطفل مع الخادمة لفترة طويلة قد يحدث عزلة بين الآباء والأمهات، وبذلك ينفصل الطفل عن الأسرة وينسلخ البيت العربي عن أصوله.. مطالبة بالتصدي لهذا الخطأ الجسيم لأنه إذا تركنا لهذه المأساة أن تتفشى في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، فإننا بذلك نربي أجيالا يغترب لسانها وتفتقد معالم دينها وتتشبع في أحضان مربيات أجنبيات بالغريب من الطباع والتقاليد والبعد عن الدين.

سلبيات متعددة

ويرى الدكتور عبدالعزيز السيد عميد كلية التربية جامعة عين شمس أن الإقبال على الخادمات الأجنبيات أصبح وجاهة اجتماعية عند الكثيرين محذراً من سلبياتها والتي من أكثرها خطرا الخلل الكبير الذي تحدثه الخادمة ذات العلاقة المباشرة بالطفل في تربيته، فهي تنقل ثقافة البيئة التي نشأت فيها وتغرس ثقافة مجتمعها من عادات وتقاليد وأسلوب تفكير، والكارثة الكبرى إذا كانت من دين مختلف، فيتربى الطفل تلقائياً على مبادئ دين آخر.

ويضيف: إن اعتماد الأسرة على الخادمة الأجنبية في جميع شؤون أبنائها، أو في معظمها يجعل منها عازلاً لهم عن مربييه الطبيعيين، فتنفرد بتربيته وتوجيهه لتشوه كل القيم والعواطف والمشاعر التي لا توجد إلا في الأسرة العضوية الطبيعية المتكاملة، ويحذر من خطأ فادح ترتكبه بعض الأسر العربية في اعتمادها على الخادمة الأجنبية في تعليم الطفل، مؤكدا أن الخادمة الأجنبية ضائعة وحائرة بين ثقافتين ونظامين، فلا يمكنها نقل الثقافة العربية الإسلامية للولد؛ لكونها لا تعرفها، ولا تجيد اللغة العربية ولا تستطيع نقل ثقافتها الأجنبية، لهذا فإن تولي الخادمة الأجنبية مهمة نقل الثقافة والتعليم في هذه الفترة من عمر الصبي خطر كبير على الأبناء ومن ثم على المجتمع.

وقضية اللغة لا تقتصر على التخاطب فحسب، بل هي الوعاء الفكري والثقافي والحضاري الذي ينقل إلى الطفل عقيدته، وقيمه، وعاداته، وتاريخه الإسلامي المجيد، فكيف يمكن أن توكل إلى خادمة ضائعة حائرة مهمة صعبة كهذه؟.

ويؤكد الدكتور عبدالعزيز أن غياب دور الأم في التربية يضعف العلاقة الطبيعية التي تنشأ بينها وبين طفلها فيحرم من العطف والحنان اللذين ينتظرهما منها والتي من المفترض أن تشعر بما يدور في رأسه وتفهمه من دون أن يتكلم، ولا ينبغي أن يشاركها أحد في هذه المهمة سوى الأب صاحب الحق في هذا وإلى جانب أن المربية مرفوضة في تربية الطفل فهي أيضا مرفوضة لأنها تفشي أسرار البيت، بل هي قنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر في أي لحظة، مؤكدا أن الخادمة التي تدين بغير الإسلام تسهم في تغريب عقول أبنائنا مما يبعدهم عن مبادئهم وأخلاقهم.

وإذا تأكدت حاجة الأسرة إلى خادمة، فهنا يجب ألا يكون لها علاقة بالطفل لا من قريب ولا من بعيد، بل يقتصر عملها على الأعمال المنزلية فقط.

وأكد على أهمية أن تكون الخادمة التي تعمل في بيوت المسلمين مسلمة ملتزمة بأخلاق وقيم ومبادئ الإسلام، وان يكون وجودها في المنزل تحت إشراف كامل، ويقظة من الزوجة طوال الوقت.

شروط خاصة

ويشترط الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، في الخادمة خاصة التي تربطها علاقة بالأطفال أن تكون ملتزمة بتعاليم الإسلام في سلوكياتها وملابسها وتعاملاتها، لأن الطفل في الصغر مثل “العجينة” التي تتشكل كيفما يريد القائم على أمر تربيته، يتأثر بأية حركة أو صوت أو كلمة، ولذلك يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” فالأب والأم مسؤولان عن اختيار المربية الصالحة الملتزمة بتعاليم الإسلام لضمان تخريج أجيال قادرة على تحمل أعباء الريادة في المستقبل، خاصة في هذا العصر الذي أصبح فيه الإسلام والمسلمون هدفاً دائماً لكل المخططات والمؤامرات التي تدبر وتحاك للنيل من الإسلام والإساءة إليه والإنقاص من شأن المسلمين.

ويحذر من استخدام الخادمة الأجنبية التي تدين بدين غير الإسلام، مطالبا باستخدام خادمات مسلمات، خاصة أن هناك الكثيرات ممن هن في حاجة للعمل يملأن الدول العربية والمسلمة، وبهذا يمكن أن نساهم في حل مشكلة البطالة لهذه الفئة من السيدات المسلمات.

ومن جانبها تحدد الدكتورة عفاف النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر بعض الشروط في الخادمة، مؤكدة أن الشرط الأساسي يجب أن تكون مسلمة حتى لا تقترف المحرمات، أو تربي الأولاد على ما يخالف الشرع، وإذا كانت غير مسلمة فيشترط أن تحترم آداب وتعاليم الإسلام وهي في هذه الحالة مأمورة وليست آمرة.

كما يجب أن تكون على قدر من الثقافة والعلم وألا تكون أمية، وأن تكون ذكية حسنة التصرف ويقظة، كما ينبغي أن تكون ماهرة في تخصصها، وقادرة على القيام بما يسند إليها من مهام وأعباء منزلية، والقوة بلا أمانة لا تفيد، ومقتضى الأمانة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: الخادم في بيت سيده راع ومسؤول عن رعيته، ومقتضى الأمانة أيضاً الإتقان: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” فشعار العمل في المنهج الإسلامي هو الإتقان كما هو الجودة في النظم الإدارية”.

للضرورة فقط

وتؤكد الدكتورة مهجة غالب الأستاذة في كلية الدراسات الإسلامية للبنات جامعة الأزهر أهمية مراقبة الخادمة في سلوكياتها وأسلوب تربيتها للأبناء، وألا يتركوا معها فترة طويلة حتى لا يتأثروا بها تأثيرا كاملا.. مشددة على أن يكون استقدام الخادمة للضرورة، وليس من أجل التفاخر والمباهاة، أو التبذير، وقد حذرنا الله عز وجل في قوله “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين”.

وتفضل الدكتورة مهجة أن ترعى الأم أسرتها بنفسها مهما كانت الظروف، وأن تكون مسؤوليتها في المنزل مقدمة على عملها مهما كان، لان الاعتماد على الخادمة ليس مظهراً حضارياً ويلغي دور المرأة التقليدي بل يضر بتربية النشء، كما يعكس فشل الأم في أداء دورها، وقد يعرض الأبناء للضياع والانحراف تربوياً ودينياً وأخلاقياً بتأثرهم سلبا بالخادمة.

انتهى من جريدة الخليج ليوم الاثنين
منقول:048:

عن messomi-chan

شاهد أيضاً

•·.·`¯°·.·• ( لا تصدقي عبارة أن الطيب لا يعيش في هذا الزمان) •·.·°¯`·.·•

..السلام عليكم ورحمه اللهـ ..كيفكم صبايا؟..ان شاء بصحه . و عآفيه.. / / / عيشي …