متوسط نحو 100 كيلو متر, اي ما يقارب ثلاثة اضعاف دولة البحرين او قطر, وتبعد مدينة جازان 1245 كيلومترا عن مدينة الرياض, 725 كيلو مترا عن مدينة جدة , و192 كيلو مترا عن مدينة أبها, كما تقع بالقرب من الحدود اليمنية, وهي معبر الحجيج من اليمن الى الاراضي المقدسة, والمناخ في جازان حار رطب معظم العام وتتعرض المنطقة للعواصف الرملية (الغبرة) ويوجد في جازان 13 محافظة تضم 25 مدينة وحوالي 970 قرية, ومن اهم مدن منطقة جازان (جازان, ابوعريش, صبياء, بيش) وجيزان هي منطقة الفل والكادي الذي يعطر ربوع المملكة.
عرفت جازان كميناء منذ القرن السابع عشر الهجري ولكنها لم تنل حظها من التنمية سوى في العقود الأخيرة وتتوافر بالمنطقة مقومات سياحية عديدة تؤهلها لكي تكون احدى اهم مناطق الجذب السياحي في المملكة حيث تتوافر فيها جميع انواع السياحة كالسياحة الشتوية والصيفية والعلاجية والتاريخية وهي بذلك وفي مجمل طبيعتها الجغرافية تعد منطقة ذات جذب سياحي فهي تجمع بين الشواطىء الجميلة والجزر الرائعة والمساحات الخضراء والجبال الشامخة والسهول الفسيحة والجو الدافىء في فصل الشتاء مما يبعث في النفس البهجة والسعادة وفضلا عن ذلك يوجد بالمنطقة الكثير من الينابيع التي تعتبر مشافي للكثير من الامراض الجلدية والروماتيزمية, والعيون الحارة التي توجد في عدة مواقع اهمها في جبال بني مالك التي اصبحت فيها هذه العيون كمنتجع سياحي … وفي اطار دعم وتطوير السياحة بمنطقة جازان نسلط الضوء هنا على مقومات ومعوقات السياحة بهذه المنطقة, والعمل على ايجاد حلول لهذه المعوقات.
مقومات السياحة بجازان
تمتلك منطقة جازان العديد من المقومات السياحية التي تؤهلها لأن تكون أحد مراكز الجذب السياحي الهامة بالمملكة للسياح من داخل المملكة (مواطنين ومقيمين) وكذلك السياحة من خارج المملكة, ونتعرض فيما يلي لأهم المقومات السياحية المتوافرة بالمنطقة:
الطبيعة السكانية
يعد تطور ونمو السكان أحد المقومات الهامة للنشاط السياحي, وفي هذا الجانب فان منطقة جازان تعتبر من المناطق ذات النمو السكاني العالي حيث تطور عدد سكانها من 866 الف نسمة عام 1992م الى حوالي مليون نسمة عام 2000م, ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد الى نحو 1.5 مليون نسمة عام 2015م وحيث ان السكان يمثلون العامل المهم في تشكيل الطلب على خدمات المشروعات السياحية والترفيهية, فإن السكان المحليين بمنطقة جازان هم المستخدمون الرئيسيون للمقومات السياحية, ولكن من دون ان يكون لهذا الاستخدام برامج سياحية منتظمة.
وتمتاز منطقة جازان بتضاريسها الجميلة المتنوعة, وهي مهيأة بأن تكون مركز جذب سياحي في جميع فصول السنة لاعتدال الجو في المناطق الجبلية بها في فصلي الصيف والخريف, وفي المناطق الساحلية في فصلي الربيع والشتاء. كما يزيد من جمال المنطقة شواطئها الرملية الذهبية الممتدة من القحمة شمالا حتى الموسم جنوبا بطول يزيد على ثلاثمائة كيلو متر, اضافة الى احتواء المنطقة على كثير من الجزر كجزيرة المرجان, واهمها جزيرة فرسان التي يحدها البحر من ثلاث جهات, ويعتبر شاطيء هذه الجزيرة او بالأحرى (شبه الجزيرة) من افضل الشواطىء من حيث نوعية الرمال وعدم وجود الشعب المرجانية بها والتي تؤثر على مرتاديها.
وقد اعتمد من قبل المسئولين بالمنطقة مخطط ترفيهي لهذه الجزيرة يتكون من مناطق مفتوحة وملاعب للاطفال وملاعب للشباب مع كافتيريا ومطعم واستراحة هذا اضافة الى استراحة البلدية العامة الواقعة في رأس هذه الجزيرة.
كما ان منطقة جازان تنفرد بوجود العيون الحارة التي يرتادها السياح والزوار من السعوديين والعرب للاستشفاء من بعض الامراض الجلدية وامراض المفاصل, ففي المنطقة ثلاث مناطق للعيون الحارة هي: العيون الحارة التي تسمى الوغرة وتبعد عن مدينة جازان بنحو 51 كيلو مترا, وعليها مشروع سياحي طبي للشركة السياحية بمنطقة جازان, والعيون الحارة بوادي ضمد التي تم استصلاحها من قبل هيئة تطوير فيفا وتعد من العيون النموذجية, اضافة للعيون الحارة بالخوبة التي تنتظر الاستثمار وتبعد عن جازان مسافة 69 كيلو مترا.
الآثار في فرسان
يوجد في منطقة فرسان عدد من المواقع الأثرية التي تبرهن على ان هذه الجزيرة قد سكنت منذ زمن قديم ويدل على هذا وجود كتابات قديمة ومقابر قديمة وديانات قديمة قبل الاسلام ومن هذه المواقع مباني (غرين) في الشمال الغربي من بلدة فرسان وقرية (القريات) في الشمال الغربي من بلدة فرسان وقلعة الأتراك, وثكنات عسكرية تركية تسمى (العرضي) ومنطقة (الدكمي) في قرية القصار هذا بالاضافة الى حصن لقمان الذي يسميه المواطنون (جبل لقمان) ويقع شرق قرية القصار. كما يوجد في جازان العديد من المعالم التاريخية والأثرية مثل مدينة عثر وهي من المدن التاريخية المشهورة في جنوب المملكة, وقلعة عريش, ومدينة جازان العليا وهي مدن تاريخية لم يبق منها سوى اطلالها وسورها وبعض ابنيتها التي دفنها التراب وقلعتها (الثريا), هكذا تتمتع جازان بالكثير من المكونات الطبيعية والأثرية والتاريخية التي تجعلها مميزة بين مدن المملكة.
البنية الأساسية
يمثل توافر عناصر البنية الأساسية أحد العوامل الداعمة للاستثمار بصفة عامة والاستثمار السياحي بصفة خاصة وقد استطاعت جازان ان تحقق الكثير من الانجازات على طريق بناء وتطوير البنية الأساسية لاستقبال مختلف الاستثمارات وتتمثل هذه الانجازات في شبكة طرق حديثة تربط مختلف مدن وقرى جازان بمختلف مدن المملكة وكذلك باليمن, حيث يوجد اكثر من 5895 كيلو مترا من الطرق الترابية, 143 كيلو مترا من الطرق المسفلتة والمنارة والمشجرة وتعتمد جازان على مياه الآبار التي توفر نحو 6.3 مليون متر مكعب سنويا لمختلف الاغراض وتستهلك 400533م. و. س من الطاقة الكهربائية منها 62 بالمائة في قطاع الاسكان 11 بالمائة بالقطاع التجاري 27 بالمائة بالمرافق العامة كما ارتفع عدد خطوط الهاتف العاملة في جازان من 15 الف خط عام 1411هـ الى 23374 خطا عام 1999م, هذا بالاضافة الى هواتف البطاقة, والدوائر الخاصة, والهاتف السيار, والتلكس, والنداء الآلي. أولت الدولة التعليم اهتماما خاصا ومنحته رعاية خاصة, وذلك ايمانا منها بالدور الذي يؤديه في كافة القطاعات الاقتصادية, ومنها قطاع السياحة, وفي توفير القوى العاملة الواعية المدركة لأهمية السياحة, والدور الذي يمكن ان تلعبه في تطوير وتنمية هذا القطاع فقد بلغ عدد المدارس الابتدائية (482) مدرسة وعدد طلابها (34139) طالبا, وبلغ عدد المدارس المتوسطة (229) مدرسة وعدد طلابها (25738) طالبا, ويبلغ عدد المدارس الثانوية (88) مدرسة وعدد طلابها (12113) طالبا, وبلغ مجموع الطلاب في مدارس البنين لعام 1419هـ, نحو (112490) طالبا وبلغ عدد المدارس الابتدائية للبنات (392) مدرسة وعدد الطالبات (63115) طالبة وبلغ عدد المدارس المتوسطة للبنات (145) مدرسة وعدد الطالبات (19642) طالبة وبلغ عدد المدارس الثانوية (66) مدرسة وعدد الطالبات (10530) طالبة والكلية المتوسطة للبنات وعدد الطالبات بها (1158) طالبة وكلية التربية للبنات وعدد طالباتها (4967) طالبة وبهذا بلغ اجمالي الطالبات للعام 1419هـ, ما مجموعه (100392) طالبة.
ويرتبط تطور الخدمات الصحية باعطاء نوع من الأمان الصحي لزوار جازان وروادها ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام بهذه الخدمات والوقوف على ما وصلت اليه من تطور اذ ارتفع عدد المراكز الصحية من 124 مركزا صحيا عام 1411هـ, الى نحو 132 مركزا صحيا في وقتنا الحاضر. كما ارتفع عدد المراجعين من 2.1 مليون مراجع الى 4.9 مليون خلال نفس الفترة وظل عدد من مستشفيات وزارة الصحة في جازان 12 مستشفى تقوم بتوفير الخدمات الصحية لمواطني منطقة جازان والوافدين اليها, كما تمثل المستوصفات أحد المرافق الصحية الهامة في جازان, وهي تمتد الى المناطق السياحية مثل عيبان وبها, ومستوصف الحازمي الطبي ومستوصف بني مالك الاهلي في فيفا.
الأهمية الاقتصادية لجازان
تعد منطقة جازان من المناطق التي تتنوع بها الأنشطة الاقتصادية, حيث تتوافر بها الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والثروة السمكية وتمثل هذه القطاعات النشاطات الاقتصادية الرئيسية لسكان المنطقة, حيث يوجد بمنطقة جازان نحو 28 مصنعا ويقدر اجمالي الاستثمارات في هذه المصانع بنحو 1382 مليون ريال, ويبلغ عدد العمال العاملين في هذه المصانع 1339 عاملا وتمثل صناعة مواد البناء حوالي 50 بالمائة من هذه المصانع, وهي تستأثر بنحو 84 بالمائة من اجمالي الاستثمار الصناعي.
وتمثل جازان احد اهم المناطق الزراعية على مستوى المملكة حيث انتجت عام 1419هـ, نحو 18400 طن حبوب, ونحو 57200 طن خضراوات ونحو 23700 طن فواكه, و78000 طن لاعلاف وبلغ عدد الثروة الحيوانية بمنطقة جازان نحو 1.3 مليون تقريبا تمثل حوالي 8.8 بالمائة من اجمالي اعداد الثروة الحيوانية بالمملكة بينما بلغت كميات الأسماك المصادة سنويا في منطقة جازان نحو 5800 طن تمثل 45 بالمائة من اجمالي انتاج المملكة من الاسماك. يتضح مما سبق اتساع حجم النشاط الاقتصادي لمنطقة جازان وزيادة مساهمتها في الناتج الوطني، وهذا بالطبع ينعكس ايجابيا على الطلب على الخدمات السياحية.
البنية السياحية
يوجد في منطقة جازان 6 فنادق تتركز جميعها داخل المدينة وتبلغ طاقتها التشغيلية 343 غرفة، تمثل حوالي 2 بالمائة من طاقة الفنادق بالمملكة. تتوزع فنادق جازان بين الدرجة الاولى (ب) والدرجة الثالثة (أ)، ويعد فندق الحياة جازان، واثير صحاري من افضل الفنادق الموجودة في منطقة جازان، وتفتقد المناطق الاخرى خارج المدينة الى الخدمات الفندقية وقامت شركة جازان للتنمية السياحية بانشاء مشروع شاليهات في جزيرة المرجان ويضم هذا المشروع 50 شاليها. ويوجد مشروع آخر للشاليهات في منطقة العيون الحارة يتبع لشركة جازان للتنمية السياحية. كما قامت مؤسسة السدحان للتجارة والمقاولات بعمل مشروع فلل سياحية على ساحل البحر الأحمر وكانت منطقة جازان الى عهد قريب تفتقد لوجود اي مراكز ترفيهية بها، الى ان قامت البلدية بتجهيز وتطوير الكورنيش الشمالي، وتم وضع الألعاب الثابتة به، كما توجد بعض الالعاب الترفيهية في القرية السياحية التابعة لشركة جازان في جزيرة المرجان. يضاف الى ذلك المشاريع الترفيهية التي قامت بانشائها خلال الفترة الاخيرة بعض الشركات السياحية، كالمركز الترفيهي الذي قامت بانشائه مجموعة الحكير، والمركز الترفيهي الذي قام بانشائه الشيخ سالم صالح (اوقات سعيدة)، ويشهد هذا المشروع حاليا اقبالا كبيرا من قبل المواطنين والزائرين من خارج المنطقة.
وتعتمد جازان حاليا في تقديم خدمات الطعام للزائرين والسائحين لمرافقها السياحية على المطاعم المتوافرة بالفنادق، اضافة الى مجموعة متميزة من مطاعم الاسماك، والمطاعم الشعبية بالقرب من الميناء. كما توجد فروع لسلسلة مطاعم هارفي كنموذج لمطاعم الوجبات السريعة وهذه الخدمات بوضعها الحالي لاتفي بالمطلوب منها كخدمات متطورة في منطقة يأمل ان يرقى قطاع السياحة بها للمستوى المطلوب.
السياحة والنمو الاقتصادي
ترتبط التنمية السياحية بالتنمية الاقتصادية في منطقة جازان من خلال عدة عوامل فخطط التنمية في المملكة منذ بدايتها عام 1970م استهدفت تنويع مصادر الدخل وتخفيف الاعتماد على البترول كمصدر اساسي للدخل، حيث تؤدي التقلبات الدورية في اسعار النفط الى آثار سلبية على عملية التنمية. وعلى الرغم من الجهود المبذولة في تنمية القطاعات الاخرى غير النفطية الا ان المؤشرات تدل على ان مساهمة هذه القطاعات في الناتج المحلي الاجمالي لاتزال منخفضة ودون المأمول، حيث تزايدت نسبة مساهمة القطاع النفطي خلال الثمانينيات الميلادية ثم استقرت خلال التسعينات فوق 35 بالمائة. ويعكس ذلك ضرورة العمل على تعزيز دور القطاعات الاخرى ويمثل قطاع السياحة مصدرا حيويا متجددا يمكنه من الاسهام بصورة فاعلة في زيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج المحلي الاجمالي وتنويع هيكل الاقتصاد السعودي. ويمثل قطاع السياحة احد اهم مصادر التوظيف على مستوى المملكة ومن المتوقع ان يكون كذلك على مستوى منطقة جازان في الأجلين المتوسط والطويل سواء فيما يتعلق بالعمالة المباشرة في القطاع السياحي او العمالة غير المباشرة في القطاعات الاخرى ذات العلاقة. ولعل تجربة مركز (اوقات سعيدة) الترفيهي، والذي وفر العديد من فرص العمل للنساء، خير دليل على اثر التنمية السياحية على زيادة معدلات السعودة. وتوفر متطلبات نجاح السياحة في المنطقة والمتمثلة في التجهيزات الرئيسية والبنية التحتية والعلوية المناسبة يجعل من الرشد الاقتصادي استثمارها سياحيا. كما تهدف جهود التنموية الى تطوير وصيانة التجهيزات الاساسية ومما لا شك فيه ان تطوير القطاع السياحي في المنطقة سيحدث في الوقت نفسه نموا وتطورا وتمويلا متزامنا في التجهيزات الاساسية الاخرى مما يؤدي الى زيادة الآثار الخارجية الايجابية لتنمية قطاع السياحة.
وتركز خطط التنمية على اعطاء القطاع الخاص دورا رائدا في عملية التنمية من خلال برامج التخصيص والدعم المستمر. ويعتبر قطاع السياحة احد اهم القطاعات التي يبرز فيها دور القطاع الخاص على مستوى المملكة ومنطقة جازان. كما تمثل السياحة وسيلة مهمة لتعريف الاخرين بتراث المنطقة الحضاري وعادات وقيم اهلها المستمدة من الشريعة الاسلامية. وتوجد مصدر دخل اضافي للمنطقة بدلا من الاعتماد على الزراعة والصناعة والتجارة والصيد، مما يحقق قيمة مضافة تدفع التنمية الاقتصادية في جازان، وتنعكس على مجمل الاقتصاد الوطني.
وينشط مناخ الاستثمار بما يجذب المستثمرين الى مختلف القطاعات الاقتصادية في جازان التي تتأثر بالاستثمار السياحي مثل المراكز التجارية والفنادق والمطاعم وشركات النقل وقطاع المقاولات واستراحات الطرق. كما تؤدي الى امكانية جذب السائحين من خارج المملكة لزيارة المنطقة مما يزيد من حصيلة النقد الاجنبي ويزيد من حجم الطلب على المشروعات السياحية.
معوقات الاستثمار السياحي في جازان
توجد بعض المعوقات التي تؤثر على كفاءة الاستثمار السياحي في منطقة جازان نذكر منها الأحوال الجوية التي تؤثر سلبيا على السياحة في جازان. حيث ان الغبرة التي تجتاح المنطقة خلال شهري يونيو ويوليو تؤثر على امكانية جذب السائحين خلال هذه الفترة. كما ان حالة المد والجزر بالبحر الاحمر تؤثر على حركة العبارات بين جازان وجزيرة فرسان. كما تفتقد بعض المناطق الغنية بالمناظر الطبيعية والآثار التاريخية التي توفر عناصر البنية الاساسية اللازمة لجذب الاستثمار السياحي في جازان ويمثل نقص المرافق الصحية كالمستشفيات والمستوصفات الخاصة احد العوامل السلبية التي تؤثر على الاستثمار السياحي بالمنطقة.
وايضا يمثل غياب خطوط الطيران بين مدن المنطقة الجنوبية احد المحددات السلبية من النمو السياحي خاصة في جازان، بينما يمكن ربط اكثر من مدينة سياحية بالجنوب عبر رحلة واحدة بما يدعم البرامج السياحية المتكاملة الى هذه المدن. وتفتقد جازان الى المرافق السياحية الأساسية كالفنادق والشقق المفروشة والشاليهات والمدن الترفيهية كعوامل رئيسية للاستثمار السياحي. كما تفتقد للعناصر السياحية المكملة كالمطاعم الراقية، ومطاعم الوجبات السريعة، وشركات الليموزين وتأجير السيارات. ويمثل غياب البرامج السياحية الداخلية احد السلبيات الهامة التي تؤثر على الاستثمار السياحي لجازان، وتعمق غياب المعرفة بمعالم المنطقة، بما يدعم الاتجاه الى السياحة الخارجية وتسرب الدخل الوطني الى خارج المملكة. تعاني جازان مثل العديد من مناطق المملكة من مشكلة غياب الوعي بالمقومات السياحية بها، وهو ما يحتاج الى تطوير الى برامج التعليم والاعلام بحيث تشمل تعريف المواطنين بالمقومات المتوافرة في مختلف مناطق ومدن المملكة.
إلى جانب أن تجارب البنوك بالمملكة عامة وفي منطقة جازان بصفة خاصة في مجال الاستثمار بقطاع السياحة غير كافية خاصة ان الاستثمار في هذا المجال يعد من الاستثمارات طويلة الاجل، فهي تحتاج الى قروض ميسرة وطويلة الامد لفتح الباب امام صغار المستثمرين للمشاركة في هذا المجال.
الحلول والمقترحات
وللتغلب على المعوقات التي تعترض تطور وتنمية السياحة بمنطقة جازان هناك عدد من الآليات ينبغي توفيرها منها ضرورة قيام الجهات المعنية بالمنطقة وضع الخطط والسياسات المرتبطة بالتنمية السياحية التي تحدد التزامات الحكومة والتزامات المستثمرين تجاه التنمية السياحية بالمنطقة كما ينبغي على الجهات المعنية بالسياحة في المنطقة بعمل قاعدة بيانات عن وضع المشاريع السياحية بالمنطقة، مما يمكن من توجيه الاستثمارات بالشكل المناسب لدعم التنمية السياحية.
وبحث امكانية تسهيل الزيارات العلاجية بما يضمن قدوم اشخاص من ذوي الدخل المرتفع الباحثين عن العلاج باستخدام مياه العيون الحارة. واعادة صياغة مفاهيم مواطني المنطقة تجاه السائحين وذلك من خلال تطوير المناهج التعليمية والاعلامية بما يخدم ذلك الهدف. واهتمام الجهات التدريبية (مثال على ذلك الغرفة التجارية الصناعية بجازان) بتكثيف الدورات التدريبية لتعريف المواطنين بالمقومات السياحية المتوفرة بالمنطقة مع ضرورة ان تراعي برامج السياحة بالمنطقة اختلاف المناخ بين مختلف المناطق، وتكون هناك مجموعة متنوعة من البرامج السياحية التي يتم الترويج لها داخل وخارج المنطقة ورفع مستويات اداء المشروعات السياحية بالمنطقة حتى يمكن لجميع فئات المواطنين والمقيمين ارتياد هذه المشروعات، وتوفير الخدمات الصحية من خلال انشاء المستشفيات والمستوصفات الخاصة، بما يخدم السائحين والزائرين للمنطقة وتوفير خدمات السكن والطعام، من خلال انشاء الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات والمطاعم الراقية ومطاعم الوجبات السريعة، وتوفير خطوط الطيران بين مدن المنطقة الجنوبية عامة ومنطقة جازان على وجه الخصوص واستغلال الآثار الموجودة بالمنطقة وفتح المجال للقطاع الخاص بادارة وتشغيل هذا القطاع ذي العلاقة المباشرة بالسياحة، بعد وضع ضوابط لحماية وصيانة تلك الآثار وايجاد كفاءات من الأدلاء السياحيين لما لهم من دور مهم في تشجيع السياحة وتقديم معلومات جيدة للسائح عن المعالم الأثرية السياحية.