رؤية الروضة الخضراء
عن قيس بن عباد رحمه الله قال ( كنت جالسا في مسجد المدينة فدخل رجل على وجهه أثر الخشوع فقالوا هذا رجل من أهل الجنة فصلى ركعتين تجوز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت إنك حين دخلت المسجد قالوا هذا رجل من أهل الجنة قال والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لم ذاك رأيت رؤيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضة ذكر من سعتها وخضرتها وسطها عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عروة فقيل لي ارق قلت لا أستطيع فأتاني منصف فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت العروة فقيل له استمسك فاستيقظت و إنها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم قال تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإسلام وتلك العروة عروة الوثقى فأنت على الإسلام حتى تموت وذاك الرجل هو عبد الله بن سلام )رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد
والعروة : المقبض – ارق : أي اصعد وارتفع
قال الكرماني : يحتمل ان يراد بالروضة جميع ما يتعلق بالدين وبالعمود الأركان الخمسة وبالعروة الوثقى الإيمان
وعن عائشة ، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أريتك في المنام ثلاث ليال ، يجيء بك الملك في سرقة من حرير ، فقال لي: هذه امرأتك ، فكشفت عن وجهك الثوب ، فإذا أنت هي . فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه ) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأحمد
وسرقة من حرير أي قطعة من حرير قال ابن بطال رؤية المرأة في المنام يختلف على وجوه منها ان يتزوج الرائي حقيقة بمن يراها أو شبهها و يدل على حصول دنيا أو منزلة فيها أو سعة في الرزق وقد تدل المرأة بما يقترن بها في الرؤيا على فتنة تحصل للرائي
و أما ثياب الحرير فيدل اتخاذها للنساء في المنام على النكاح وعلى العز وعلى الغنى وعلى زيادة في البدن قالوا والملبوس كله يدل على جسم لابسه لكونه يشتمل عليه لا سيما واللباس في العرف دال على أقدار الناس وأحوالهم
الاستبرق ودخول الجنة
عن ابن عمررضي الله عنهما قال( رأيت في المنام كأنما في يدي قطعة إستبرق ولا أشير بها إلى موضع من الجنة إلا طارت بي إليه فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخاك رجل صالح أو إن عبد الله رجل صالح )رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد
رؤية القيد
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاث فالرؤيا الصالحة بشرى من الله والرؤيا من تحزين الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليتفل ولا يحدث بها الناس قال وأحب القيد في النوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين)رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد ومالك
والفرق بين الغل والقيد أن الغل هو المربوط بالعنق قال تعالى ( إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا ) واما القيد فيكون في الرجل
وثمة شك من الراوي عن ذكر القيد والغل هل هو من قول ابن سيرين أو أبي هريرة أم انه مرفوع على خلاف في الروايات
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ظاهر إطلاق الخبر أن القيد يفسر بالثبات على الدين في جميع وجوهه لكن اهل التعبير خصوا ذلك إذا لم يكن هناك قرينة اخرى كمن كان مسافرا أو مريضا فهذا يدل على أن سفره ومرضه سيطول
كذلك في من رأى مع القيد صفة زائدة كمن رأى في رجله قيد من فضة فيدل ذلك على أنه سيتزوج وإن كان من ذهب فإنه لأمر يكون بسبب مال يتطلبه و إن كان من صفر ( نحاس ) فإنه لأمر مكروه أو مال فات وإن كان من رصاص فإنه لأمر فيه وهن وإن كان من حبل فلأمر في الدين وإن كان من خشب فلأمر فيه نفاق وإن كان من حطب فلتهمة وإن كان من خرقة أو خيط فلأمر لا يدوم انتهى كلام الحافظ رحمه الله
قال النووي رحمه الله : وإنما كرهوا الغل لأنه صفة المعذبين من اهل النار فإذا كان في العنق فهو مذموم وأما من كان مغلول اليدين دون العنق فهو حسن ويدل على كفهما عن الشر وقد يدل على منع ما نواه من الأفعال انتهى كلامه رحمه الله
استخراج الماء من البئر
وعن أبي هريرة ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو ؟ فنزعت منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف ، والله يغفر له ضعفه ، ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب ، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر ) . رواه البخاري ومسلم والترمذي واحمد
ثم استحالت غربا : قال أهل اللغة الغرب الدلو العظيمة المصنوعة من جلد البقر وقيل إلى جهة الغرب
قال الحافظ ويفسر استخراج الماء بولاية جليلة
قال الشافعي في الأم : وقوله عن أبي بكر وفي نزعه ضعف كناية عن قصر مدة خلافته واشتغاله بحروب الردة عن الفتح واما الدلو العظيمة في يد عمر فكناية عن كثرة الفتوحات في عصره والله اعلم
رؤية القصر والوضوء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال( كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا أنا بامرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا القصر فقالت لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا قال أبو هريرة فبكى عمر بن الخطاب فقال أعليك بأبي وأمي يا رسول الله أغار ) . رواه البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : قال اهل التعبير : القصر في المنام عمل صالح لأهل الدين ولغيرهم حبس وضيق وقد يفسر دخول القصر بالتزويج ورؤية الوضوء في المنام وسيلة إلى سلطان او عمل فإن اتمه في النوم حصل مراده في اليقظة و إن تعذر لعجز الماء مثلا أو توضأ بما لا تجوز الصلاة به فلا والوضوء للخائف امان ويدل على حصول الثواب وتكفيرالخطايا