في الأيام القليلة المقبلة ستنتهي الاختبارات وتبدأ ما يطلق عليه الاجازة الصيفية ويبدأ معها التفكير في كيفية قضاء هذه الإجازة ..الآباء يفكرون والأمهات تفكرن والأبناء كل له وجهة نظره ..التي يطرحها غالبا دون تخطيط أو تفكير مسبق او تحديد لهدف . فهناك من يرغب بالسفر الى الخارج وهناك من يرغب في السياحة الداخلية.. وأحيانا تنقسم الأسرة الى أقسام كل يريد أن تطبق أهدافه وربما يصل الأمر الى خلاف بين أفراد الأسرة يحول دون تحقيق رغبة الجميع ..
هذا العام نرى الأمر مغايرا فهناك ما يشبه الإجماع وفق منظمة الصحة العالمية إن أنفلونزا الخنازير أضحت وباء وان هناك خطرا داهما من السفر الى الخارج والاختلاط بالبشر المصابين ..وهذا الأمر الذي نشر الخوف والهلع في العالم اعتبره من وجهة نظري نفعا لنا ..فهو من جهة سيجعل كل أفراد الأسرة تتفق على عدم السفر الى الخارج ومن جهة أخرى سيجعل الجميع يفكرون في كيفية قضاء الإجازة داخل الوطن سواء في السياحة الداخلية او في الأعمال الخيرية التطوعية او في التدريب والتطوير او في الرياضة او في تنمية الهوايات النافعة التي يحبها أفراد الأسرة او في التواصل الاجتماعي الذي قلل منه الرسائل المرسلة بالجوال او الكومبيوتر ..المهم ان تكون هناك فائدة نجنيها من البقاء داخل الوطن لتمر الإجازة دون ملل او ضجر يؤثر على معنوياتنا ..
وأعود للسياحة الداخلية والقائمين عليها لأثني أولا على الجهود المبذولة لتنمية وتطوير البرامج السياحية والتعريف بمناطق وآثار المملكة وادعو الى استغلال هذه الفرصة لزيادة البرامج السياحية ومراقبة الأسعار والتوعية بأهمية السياحة والتعرف على مناطق المملكة ..فبلادنا بمساحتها الشاسعة وتنوع مناخها وطبيعتها الجذابة وآثارها الكثيرة وطرقها الجيدة وتنوع منتجاتها وطول شواطئها وتنوعها من الخليج العربي إلى البحر الأحمر ..كل ذلك يجعل من السياحة الداخلية متعة لأبناء الوطن وأيضا أبناء الخليج ممن آثروا عدم السفر إلى الخارج ..فلنعمل على ذلك جيدا فما يصرف على السياحة الخارجية مبالغ طائلة يمكن لها أن تستثمر داخل الوطن لتنمية الاقتصاد ودعم المنتج السياحي ..بقي ان يسود الوعي السياحي وثقافة السياحة التي تجعلنا نبرز قدراتنا بالشكل الأمثل وان تكون معاملتنا للسائح الوطني راقية دون استغلال وبأخلاق تدعونا إليها عقيدتنا السمحاء.
وفق الله الجميع لخدمة هذا الوطن المعطاء وكفانا شر الامراض والاوبئة
منقول