الشاطر حسن في حرب الحب
لما غلت مراجل الحب والشوق في صدري, ذهبت الى والد الحبيبة ساعيا وراء القرب, فأجابتني هي بابتسامة ,ولم يقابلني هو ولا حتى بكلمة, فقلت ما الخطب يا عماه ,وهل هناك أي مأساه, فقال اسمعني يا بني ,وافتح آذانك كي تفهم علي, قد خطبها ابن خالها عماد, بعد عودته من غير بلاد ,فقلت هل وافقتم عليه كنسيب, وهل سيكون لمعشوقتي هو الحبيب ,فقال سنقيم بينكم مسابقة من أجل الوفاق, مبارزة بين الخاطبين فيها يتحدد أحد البعلين ,فقلت وما ذاك بأدعى للشقاق, فقال المبارزة في الغد, وفي أسئلة قليلة العدد ,تتطلب البعض من الجهد, فقلت قد قبلت يا عماه سامح ,وسأكون بأذن الله انا الرابح, وجاءتني الحبيبة وأخذت من جنبي موضع القرب, وابتسمت وقالت شد عزيمتك وليساعدك الرب…………
وهاهو اليوم الثاني قد أتى, يحمل في طياته السعادة والمنى, واذ بي ألمح ابن خالها السمين, ذو العقل الثخين والكلام غير الرزين, قد أقبل يتمختر كالبطريق, او ربما أكثر..
وبدأت المسابقة من أبيها ,عن أحلى بيت شعر يقدمه خاطبيها ,فقال السمين من الكلام:
يا حبيبتي انك أعز عزيزة يا مكدوسة الحب اللذيذة
وأنشدت أقول من الابيات :
سلام عليكم من محب متيم وكل كريم للكريم يميل
سلام عليكم لا عدمت خيالكم ولم يخل منكم مجلس ومقيل
فاعلن ابوها الحكم عن تقدمي عليه بنقطة واحدة, ورأيت من شفتيها بسمة ساحرة.
وكان السؤال الثاني عن يواقيت ومرجانات, تقدم لسيدة البنات, وكلما زادت الفلوس ,كان هذا أكثر ارضاء للنفوس,
فسارع السمين باخراج الدفاتر والايصالات ,موقعة على بياض ويصيح لأمها وأبيها سجل ما شئت أرقاما وكتابات,
فاشتعل الغيظ في صدري, وقلبت كفا على كف أصيح ما العمل لا أدري.
ومرة أخرى أعلن أبوها الحكم عن تعادلنا ,لكل نقطة دونما أن يعتري قراره أي ندم.
ثم جاء سؤال الفصل, وبه يتحدد من سيكون البعل ,وهو عبارة عن مصارعة بين الخاطبين ,بالفائز يتحدد من سيكون أحد الزوجين.
فاخذت مكاني على الحلبة, وكلي امل ان لي الغلبة.
ولما بدات المعركة اقترب السمين وأمسكني ,وحاول جاهدا حتى رفعني, وكاد يلقيني على الأرض ويدهسني, ولكن الحبيبة صرخت لا, وصاح الجمهور يا ويلاه, فاستشاط الغضب في صدري, وأفلت منه ببراعة وحسن تدبير ومهارة ,وأخذت ألكمه على الجانبين, وأحيانا أصيب كرشه واخرى أضرب من رجليه البطتين ,حتى خر السمين أرضا ثم مسكته بيدي القويتين, ورفعته لأعلى ثم رميته يتأوه على الميلتين .
فاعلن الاب الحكم ,عن فوزي بقلب الأميرة دونما أي ندم , فجاءتني الحبيبة عجلى وفي عينيها دموع الفرحة,وقبلتها قبلة رقيقة ,وسط تصفيق كل الموجودين, من غرباء وقرايبين, راسما بذلك مستقبل الحياة البهية والسعادة الأبدية.
أجل هذه هي قصة الشاطر حسن ومحبوبته الجميلة حسونه ,ملكة الأنس والجان, ريحانة قلبه العطشان…..