هذا الموضوع ربما حساس، ولكن لا خير إن لم نقولها ولا بد من مصارحة الفتيات بهذه الأمـور، فهذه قضايا تخص اخواتنا، والموضوع قد اعددته لطرحه في مجموعة بريدية، فقلت اطرحه هنا للفائدة.
فإلى الأميرات الفاضلات، لا ادري يسمح بمثل هذه المشاركات ام لا، فأذا رأيتن ان المصلحة في نقله فلكن ذلك، وما قصدنا إلا الإصـلاح ما استطعنا..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
يقول.. صديقتي يـمكن تـمارس السحاق..اريد حل!!
رسالـة أتت لنا من قبل أحـد الأخوة، وهذا الموضـوع لا بد من جلسة ومصارحة مع البنـات، ونحن قد طرحنا عدة مواضيع عن هذا الشذوذ مع البنـات.
وهـذا الشذوذ قد انتشر بين الفتيـات بسبب الغفلة والبعد عن الدين وسوء التربيـة وصديقات سوء. وكذلـك لأن هذا الفعل اسلم من الفضيـحة ومن الوقوع في الزنا، واسهل لأنه ربـما يكون بين الصديقة وصديقتهـا.
أحدهـم أرسل لنا هذه الرسالـة: لـو سمحتوا يا جماعة انـا معايا صديقة علـى وشك الإنحراف وممكن تـمارس السحاق. ولا اعـرف ماذا اعمل عشان انقذهـا، يا ريت لو تشوفـو حل، ارجوكـم.
&&&&
قبـل الحديث عن هذه المشكلـة، فلا يجوز عمل صداقة مع البنات أو الخروج معـهن والجلوس معهـن، وفي الرسالة يدل على ان صاحب الرسالة شـاب.
فهـذا يجر إلى أمور عظيـمة، ويضعف القلب ويعلقه بالشهوة والتفكيـر في الجنس، ويسهل طريق الفاحشـة. البعـض له صداقات فترة طويلة مـع الجنس الآخر، حـتى تجدهم لا يبالوا بـهذا المنكر، وكأنه لا شـيء، فلا يدل انتشار منكر من المنكرات يعني حـلال او مباح.
أمـا إذا هذه الأخت تريـد العلاج وارسلت لك، فانصحها وارشدهـا إلى طريق الإستقامـة، وحذرها من هذا الـداء. نـأتي لموضوع السحـاق بين البنات:
السحاق.. هـو ما يكون بين المـرأة والمرأة من تدالك الفرجيـن. قال الألوسي في روح المعانـي بعدما تحدث عـن اللواطة وخبثها قال: وألحق بها السحاق وبدأ أيضا في قو لوط.
فكانـت المرأة تأتي المرأة، فعـن حذيفة رضي الله عنه ( إنـما حق القول على قوم لوط عليـه السلام حين استغـنى النساء بالنساء والرجال بالرجـال ) وعن أبي حمـزة رحمه الله تعالى قال: قلت لمحمد ابن علـي عذب الله تعالى نساء قـوم لوط بعمل رجالهـن، فقال: الله أعدل من ذلك، استغـنى الرجال بالرجال والنساء بالنسـاء ) اهـ.
قال صاحـب كتاب ولا تقربوا الفواحـش: قد رأينا ما نقله البعض عن عقـاب الله لنساء قوم لوط مع رجالهـن حيث استغنى الرجال بالرجـال فكانت العقوبـة المعروفـة التي لا تخفى على أحـد. وقال أيضـا: لا يكون الاستخفاف بـهذ الذنب والإستهانـة به فإن المرأة إذا سلكـت ذلك السبيل فهي قد وضعت قدميها على طريق الفاحشـة وهي لفعل ما سـوى ذلك أسرع لو أتيحت الفرصـة.
وإذا كانـت العقوبة تعزيراً فهل كان مـن تفعل ذلك تذهب لتعزّر وتتطهـر، أم أن العقوبة مؤجلـة إلى يوم الحسرة والندامـة ( ولعذاب الأخرة أشـق ) اهـ.
إلى كل أخــت..
هل تأملتي هذا الحديـث، ألا تخشي ان تكون منهن، قال صلى الله عليه وسلم ( يـا معشر النساء! تصدقـن ولو من حليكن فإنكن أكثـر أهل جهنم يوم القيامـة ) صحيح الجامع.
إن بعـض البنات يعيشن حياة التائهات، والضائعات، يبحثن عن السعادة والراحة في المحرمـات. الواحـدة منهن لديها مشاكل اسرية او مشاكل في الدراسة او العمـل، فتريد ان تخفف معاناتـها فتذهب للحرام. فتجـد عكس ما تريد، وتأتيهـا المصائب والهمـوم من حيث تشعـر.
مـن يرى حال بعض بنات المـدارس والجامعات، يـرى العجب مما وصل به فتيات الإسـلام. يصـل حب بعض البنات فيما بينهـن إلى الغلو، فتلك تكتب حرف صديقتهـا على يديها، والآخـرة دفترها اشعار في الحب لصديقتهـا.
والآخـرى هاتفها النقال صـورة صديقتها تشاهدها بـين الحين والحين، والآخـرة قد كتبت في كتابـها المدرسي، نورا..امل، نورا..امل، صفحة الكتاب كله هذه الأسمـاء. والأخـرى تتصل لصديقتهـا وتقول لها اتذكرك في كل وقـت ولم يأتيني نـوم.
وقصـص مؤلمة لفتيات تائهات وضائعـات، من المسؤول عن هذا العبث مع البنـات؟؟ بنـات يعيشن شذوذ وهيمان، فكيف بـهؤلاء سوف يفتحن بيوت ويربـين أولاد صالحين وينجـحن في الحياة الزوجيـة.
هـل نحمل المسؤولية الأم او الأب او الفتـاة نفسها او المدرسة والجامعـة..؟؟!! ام نحمـل المسؤولية المربيات والمدرسات اللاتـي لا يتم توعية هؤلاء البنات في المـدارس.
أيها الأخـوات..
إن نسـاء الشيشان عندما حدثت الحـرب وهجم الروس، كان النساء هنـاك عندما يشعرن بخطر او ربـما يُغتصبن. ينتحـرن .. ينتحرن .. ينتحرن
فتلـك ترمي نفسها من اعلى المبنى، وتلك تـرمي نفسها في النهـر، وهذا لا يجوز وهو محـرم. ولكن ربـما يرن ان هذا من الجهاد وهو خطأ، وربـما من أجل ازواجهن وحتى لا يـمس جسدهن أحد.
إنـهن يدافعن عن أعراضهن بـهذه الصورة، في حين هناك فتيات مسلمـات يقدمن عرضهـن في طبق من ذهب للعشـاق. فـلا إله إلا الله.. شتان مـا بين هؤلاء النساء وهؤلاء النسـاء.
فعلـى كل بنت ان تتق الله تعالـى، وتبتعد عن كل شـيء يخدش حيائهـا، ولتحافظ على عرضها وعلى شرفهـا. وتبتعـد عن هذه الأمـور من سحاق وغيـره، فلا يليق أن تكون بنت الإسـلام هكذا.
وعلى كل بنـت ان تكون همتها عاليـة، فلا تضعف ولا تتأثر بكلمـات، ولا تقدم عاطفتها من كلمـة سمعتها.
البنـت المميزة عندما تتمسك بدينـها وتحافظ على شرفها وشرف اهلهـا، البنت المميزة هي تلك البنـت التي تحب صديقتهـا في الله. فتنصحـها وتقدم لها الخيـر، وعندما يحين وقـت الأمتحانات يتدارسن فيما بينهـن.
وعندمـا تكون الواحدة مهمومة او وقعـت في مشكلة، فالأخرى تسارع للوقوف معها وتخفف من آلامها ولا تتخلى عنهـا. هـذا هو الحب الرائع الذي ينبغـي على كل صديقة مع صديقتهـا، وليس حب يأخذ إلى المحرمـات والشذوذ والعيـاذ بالله.
والله الموفـق