الطبعـــة الأولى(الغـــــــرفة رقـــــــــــــــم 8)في حلقات



أعزائي اتمنى ان تتلقوا همستي بصدر رحب
فهي حلقات من قصة
الغرفة رقم 8
للمهندس يحيى أحمد خان
وانا لسة الكاتبة, انا قريبة له ,واتمنى مساعدته لانجاح هذه القصة ولاني على يقين اننا في زمن
لا يستغني عن النت ,فهدفي كان النشر من خلاله,
وهدفي الاكبر بانها تلاقي عندكم الصدى المناسب
وشكرا لكم على صبركم على هذه المقدمة
القصة
الغرفه رقم 8
الطبعه الأولى
عام 2008 م
المؤلف: يحيى احمد خان

———————————————————–


الجزء الأول: المـاضـي القـريـب
المدينه: مـكـة المكرمة
الزمن: عام 1992 م
الموقع: فيلا صغيره لعائله سعوديه
——————————
-1-
قشعريره بارده سرت في جسده ..
وخفقات قلبه تزايدت سرعتها .. مع صوت صرير الباب وهو يشق السكون .. انه الشعور ذاته، وفي المكان ذاته .. كلما دخل الى الطابق السفلي من فيلا والده .. هذا هو الطابق المخصص لاستقبال الضيوف، تم تجهيز غرفه الثلاث بطابع مختلف من الاثاث : المجلس العربي على اليمين، الأرائك الامريكيه الى اليسار، والطـراز الاوروبي الكلاسيكي يـتوسط الطابق .. الستائر المسدله تشكل لوحات أرادت الاسره من خلالها اضافة لمسات من الفخامه، وتكاملت مع التحف المتناثره هنا وهناك كأنها جنود يحرسون المكان .. غير أن جميع أقاربهم من سكان مدينة جده المجاوره، لذا فقد كان الطابق خاليآ معظم أيام السنه .. وبابه الداخلي المؤدي الى الدرج (والذي يعزل هذا القسم تمامآ) أصاب مفاصله الصدأ والتصلب .. عائلته تشغل الطابق العلوي من المنزل، والدان في العقد الخامس من العمر، شقيق يكبره بعامين، وأخ صغير يخطو أولى خطواته في مرحلة الطفوله .. أما هو فلم تساعده سنواته – السبع عشره – في تبين السبب المباشر لهذا الاضطراب الذي يجتاحه .. هل هو الهدوء الشديد المخيم على المكان؟ .. أم هي ظلال محتويات الغرف على الجدران مع دخول ألاضواء الخافته من الخارج؟ .. أو لعله تأثير احدى تجارب الطفوله المرتبطه بهذه الأجواء؟ .. أم ماذا؟ ..
لم يكن معتادآ على دخول الطابق بمفرده .. حتى كان ذالك اليوم عندما أتته الرغبه في الانعزال والهدوء – أثناء الاستذكار – مع بداية عامه الأخير في الدراسه الثانويه .. كانت التجربه الأولى له مع تلك القشعريره البارده .. لازال يذكرها جيدآ .. وعلى مدى اسبوعين من النزول اليومي الى قسم الضيوف، كان هذا الشعور العجيب ينتابه لحظة دخوله اليه، الا أنه سرعان ما كان ينغمس في العوالم المختلفه التي تأخذه اليها مواضيع كتبه، فيضمحل أمامها ذلك الشعور، وتعاود نبضات القلب ترددها الطبيعي .. وهاهو الآن يدخل من جديد .. أشعل اضاءة المدخل من أقرب مفتاح اليه، فشق النور سحب الظلام ، وتراءى له شبح طيف اختفى بسرعه، فلم يستطع الجزم بحقيقة ما اذا كان رأه فعلآ أم أن انبعاث الضوء هو المسؤول عن الخداع البصري ..
الصمت الرهيب يحيط به من كل جانب، هذا أكثر ما يثير حنقه هنا، انه يجد نفسه مضطرآ الى الاستماع للموسيقى أثناء تواجده في الطابق ليتغلب على هذا الوضع .. تقدم بضع خطوات، ثم انتفض جسده كله .. انتفض مع انبعاث صوت قوي مزق السكون الذي خيم على الطابق ..
تن .. تن .. تن ..
أطلق زفرة عصبيه أودعها كل التوتر الذي يملؤه .. انها ساعة الحائط اللعينه تمارس عملها بالاعلان عن بدء ساعة جديده من الزمن، هذا الطراز يطلق دقاته كل ساعه بازدياد تصاعدي لتتوافق مـع تقـدم الوقـت خـلال اليوم .. ممم .. أخذ يعد الدقات المنبعثه حتى توقف الصوت، سبع دقات، لقد عرف الوقت الآن .. شق طريقه الى حيث الغرفه التي يقضي فيها ساعات الاستذكار كل يوم، وسرعان ما انغمس في ذلك ونسي كل شيء عن مخاوفه من المكان، حتى تعالى صوت الساعه وتوالت الدقات لتخبره بأنه لم يعد يفصله عن منتصف الليل سوى ساعة واحده .. لقد حان موعد النوم اذن .. نهض من مكانه، وأخذ يشد جسده كي يتخلص من التصلب الذي انتابه من كثرة الجلوس، عندما سرت في جسده القشعريره من جديد، فقام بجمع كتبه وخرج مسرعآ دون أن ينسى اغلاق الباب خلفه باحكام ..
* * *
-2-
انه يحلم .. هو يدرك ذلك جيدآ .. انها المره الأولى التي يواجه فيها خوفه أثناء المنام .. كان ينزل درجات السلم ببطء، وعيناه مثبتتان على باب الطابق السفلي .. أنفاسه تتسارع مع تسارع نبضات قلبه، وهو يقترب شيئآ فشيئآ .. حاول جاهدآ أن يتوقف عما هو مقدم عليه، لكن جسده رفض الانصياع، واستمر في النزول والاقتراب أكثر وأكثر من هدفه .. وعلى الرغم من أن قطرات العرق بدأت تتكون في أجزاء متفرقه من جسده، الا أن الهواء الذي يخرج من فمه وأنفه يواجه برودة قويه جعلته يتكثف مشكلآ سحابات بيضاء صغيره أمامه ..
“ولكن هذا مستحيل!!”
هتف بذلك في قرارة نفسه، أن يجتمع الحر والبرد في مكان واحد على هذا النحو، أمر لا يمكن أن يحصل الا في عالم الأحلام .. حسنآ .. انه في الحلم الآن .. بعد ما بدى له دهرآ كاملآ من الوقت، بلغ الهدف .. الباب يعترض طريقه كأنما هو حارس اسطوري يحمي مملكة كاملة من المخلوقات القابعه خلفه، غير أن التغلب على هذا الحارس لم يكن بالأمر الصعب، كل ما يحتاج اليه هو رفع يده وادارة المقبض و ..
وبدأت القشعريره تسري في جسده من جديد .. صرير الباب بدى له أشبه بزمجرة مئات الوحوش .. الاضاءه الخافته من خلفه لم تفلح في تشتيت الظلام الحالك في الداخل، لقد بدى له أكثر عتمة من المعتاد .. مد كفه باحثآ عن مفتاح الاضاءه حيث موقعه على الجدار الجانبي، وقام بضغطه فور عثوره عليه!
لاشيء !.. الضوء لم ينبعث من مصدره (مصباح الاضاءه) المعتاد .. الظلام الحالك مستمر .. قام بتكرار الضغط عدة مرات بأصابع مرتجفه دون جدوى .. “ما الذي أصاب الكهرباء هنا؟”
تساءل في حنق، وكان الجواب بديهيآ: جميع الأمور تسير في الاتجاه المعاكس لك أثناء الكوابيس .. أليس كذلك؟ .. تمنى في تلك اللحظه أن يستدير عائدآ، ويجري صاعدآ درجات السلم الى أعلى، الى حيث الأمان .. ولكن أعضاءه رفضت للمره الثانيه الانصياع لرغبته، ولم تكتف بذلك فقط، بل أعلنت المزيد من التمرد بأن تحركت به نحو الداخل بضع خطوات .. مجرد خطوات بسيطه .. لكنها كانت كافيه كي يبتعد عن الباب .. عندها أدرك حقيقة ما سيحدث .. ولكن بعد فوات الآوان .. الصرير المزعج .. ثم انغلاق الباب .. الظلام الدامس يحيط به من كل مكان .. أطلق صيحة ذعر قصيره .. وقفز نحو الباب يحاول فتحه .. غير أن محاولاته لم تفلح .. أخذ يضرب دفته ويصرخ مستنجدآ .. ربما يتمكن أحد أفراد عائلته بالأعلى من سماعه .. خفقات قلبه تسارعت بشكل مخيف .. عيناه جاحظتان في محاولة لاختراق الظلام المحيط به .. انه يقترب من الدخول في حالة الهستيريا..
وفجأة .. سمع ذلك الصوت .. فتوقف بغتة عن ضرب الباب والصراخ واستدار موجهآ الظلام في الداخل .. تجمد في مكانه كتمثال من الشمع .. هل سمع الصوت فعلآ أم خيل اليه ذلك؟.. لم يستطع تبين الكلمات التي سمعها في خضم انفعاله .. لكنه الان صامت يترقب .. هل يعني ذلك أنه ليس وحده هنا؟!.. مجرد التفكير في هذا الاحتمال ضاعف القشعريره داخله .. العرق الغزير يملأ وجهه ويحرق عينيه .. ثم ..
ثم سمع الصوت من جديد..فانتفض.. هذه المره سمعه بوضوح .. أجل .. انه متأكد من ذلك .. ولكن.. لم يسمعه باذنيه !!.. وانما وصله مباشرة داخل عقله .. كان صوتآ أنثويآ شيطانيآ ذو رنة عجيبه .. كعشرات الأجراس تقرع سويآ .. وعبارة واحده تتردد في عقله استطاع تمييزها:
“عثرت عليك .. عثرت عليك”
تلفت حوله بحثآ عن مصدر الصوت وهو مدرك استحالة ذلك .. لم يكن يستطيع رؤية كف يده من شدة الظلام .. غير أن ذلك لم يمنعه من تحريك رأسه يمنة ويسرة بحثآ عن الانثى التي تخاطبه .. ووجد الشجاعه الكافيه ليهتف بصوت مرتجف:
“من أنت؟! .. من هنا؟”
أتاه الصوت من جديد يحمل ضحكه شيطانيه جعلت شعر ذراعيه يقف:
“بحثت عنك كثيرآ .. وها قد عثرت عليك!”
ضاعفت هذه الجمله من ذعره، وعاد الى محاولاته اليائسه في فتح الباب والصراخ، قبل أن يتجمد مرة أخرى .. ولكن ليس بسبب الصوت .. وإنما هو احساس اعتراه .. أحساس بوجود شيء قربه، فالتفت مواجهآ الظلام من جديد .. في البدء لم يلحظ أي شيء .. الا أنه سرعان ما انتبه الى نقطه أمامه .. نقطه أقل اظلامآ مما حولها .. أخذت في التحرك يمنة ويسرة .. ثم بدأت في الاقتراب مـنـه.. ومع اقترابها بدأت معالمها في الظهور بقدر ما يسمح به الظلام .. كان وجهآ انثويآ .. أجل.. وجهآ فقط !!.. بدون جسد!! انه الآن في أسوأ مراحل الخوف والذعر .. تلك المرحله التي تركته عاجزآ تمامآ عن فعل أي شيء .. عاجزآ عن الصراخ .. عاجزآ عن تحريك أي جزء من جسده .. والانثى تواصل اقترابها منه وقد ركزت نظراتها في عينيه .. العينان .. هناك شـيء مـختلف فيهما .. لم تكونا كعيني البشر .. وانما مشقوقتان بالطول .. أشبه ما يكون بعيني أفعى!! ..
“ياالهي!! .. يا الهي!!”
تمتم بذلك في صوت بالكاد سمعه هو نفسه من شدة الخفوت .. وترددت في عقله الكلمات التي سمعها من الانثى:
“عثرت عليك .. عثرت عليك!”
وفي اللحظة التاليه .. انقض الوجه الانثوي الشيطاني على صدره .. واختفى داخله .. عندها فقط .. تمكن من تحرير لسانه وفكه ..
وأطلق صيحة ألم مدويه!..
————————————————————-


عن M A R M E

شاهد أيضاً

وش قصة ابوة…..؟؟؟

يقول صاحب القصة كان والدي من المسلمين المحافظين على صلاته ولكنه كان يفعل كثيراً من …