العطور والبخور من العوامل المثيرة للربو
تعتبر أمراض الحساسية والربو من الأمراض المنتشرة في منطقة الخليج العربي وتعد الإمارات من أكثر دول المنطقة من حيث نسبة الإصابة بهذا المرض، ومن جانب آخر تعتبر العطور والبخور من أسباب ومحفزات مرض الربو، والتي تشهد مبيعاتها ارتفاعا ملحوظا في الإمارات، فهل من رابط بين ارتفاع عدد إصابات الربو وزيادة نسبة الإقبال على استخدام العطور والبخور؟ وهل تعتبر هاتان السلعتان من أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بالربو في الدولة للإحاطة بجوانب هذا الموضوع كان للصحة أولاً هذا التحقيق:
مجرد مهيجات….لا أعتقد أن لها سببا مباشراً للإصابة بالربو بهذا أجاب محمد بدران عند سؤاله إذا كان يعلم عن العلاقة بين البخور والعطور ومرض الربو، وتابع: لي صديق مصاب بالربو ولكنه يضع العطر بل ويهتم باختياره بعناية، كنت ألاحظ عليه في بعض الأحيان أنه يسعل عند رش العطر ولكن سرعان ما يستقر وضعه، وكذلك بالنسبة للبخور،فباعتقادي أن البخور والعطور قد يهيجان مريض الربو والذي يعاني من التحسس ولكن ليس هما السبب بالإصابة به.
تخفيف حدة المرض….أما لقمان محمد وهو من المصابين بمرض الربو فيقول لقد نصحني الأطباء بالابتعاد عن عدة أشياء منها العطور القوية والبخور بالإضافة إلى إزالة الموكيت من مكان سكني والابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي تكثر بها الأتربة والغبار،لقد تحسنت حالتي بإتباع هذه النصائح واستخدام الأدوية، ولكن كما هو معروف أنه لا شفاء كامل من هذا المرض ولكن محاولة تخفيف حدته والأعراض المؤلمة له هو الغاية التي يسعى إلى تحقيقها الأطباء.
تحسس حاد…عبد العزيز الخالدي يقول: أعاني من تحسس حاد، فبمجرد تعرضي لأي رائحة قوية تنتابني نوبات قوية من السعال، وأشعر بالاختناق ومن ضمن الأشياء التي نصحني بالابتعاد عنها الأطباء العطور والبخور وكان التركيز أكبر على البخور وذلك لشدة تأثيره على المصابين بالحساسية ولكني الآن أستخدم عطورا بكميات خفيفة بالرغم من شعوري بالتضايق منها ببعض الأحيان ولكن لا يمكن الاستغناء عنه نهائيا.
وجهة نظر تجارية
عصام ياسين موظف مبيعات في أحد محلات بيع العطور قال عند سؤالنا له عن تأثير العطور على مرضى الربو والتحسس:إن العطور بريئة من تهمة التسبب بمرض الربو فالربو على حد علمي لم يتم اكتشاف سبب معين له، وخلال تعاملي مع الكثير من الزبائن لم يشتك يوما أحد من تعرضه لأمراض التحسس جراء استخدامه للعطور وفي الإمارات يكثر الإقبال على شراء العطور بكافة أنواعها، وأذكر أن أحد الزبائن طلب مني عطرا وأشترط أن يكون بزجاجة من غير بخاخ وعلل طلبه لأنه يعاني من الربو،فلبيت له رغبته، ولذلك أعتقد أن لا علاقة للعطور بالربو ولكن قد يكون على المصاب بالربو استخدامها بطريقة معينة.
مرض غير معروف السبب
أما عن وجهة النظر الطبية بهذا الموضوع فحدثنا عنها الدكتور ناصر الصلاح طبيب الأمراض الصدرية والحساسية والربو وأمراض باطنية في مركز ناصر الاستشاري الطبي في دبي قائلا: يعد البخور والعطور من المواد الشائعة الاستعمال في معظم البيوت في الإمارات والعالم، وهي من أكثر المواد تخريشا (إثارة) للغشاء المبطن للقصبات الهوائية داخل الرئتين،
محدثة تشنجاً في القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى ضيق في التنفس وسعال شديد وحدوث صفير في الصدر وتكون البلغم بكميات كبيرة، وعند حدوث هذه العوامل تكون الأعراض الناتجة هي أعراض الحساسية الصدري، وبمعنى آخر أن أي شخص يعاني من حساسية صدرية قد يكون معرضا لمثل هذه الأعراض عند استخدامه للعطور والبخور.
وأضاف د/ناصر أن العطور والبخور كانت رائحتيهما قوية ونفاذة يكون تأثيرهما أكبر، والذي يهيج بالعطور هي المواد المتطايرة والتي يتم استنشاقها وتدخل إلى الرئتين مباشرة. وتابع إن الربو مرض غير معروف السبب لحد الآن فهو ينتقل عن طريق الوراثة وهو يصيب الجنسين ومن كافة الأعمار
وقد يكون الأطفال الفئة الأكثر عرضة له، والعطور والبخور هي مجرد مواد مثيرة لنوبات الربو وليست من أسباب الإصابة به، وينصح مرضى الربو إذا كان لابد من استخدامهم للعطور أن يستخدموا الأنواع الخفيفة والتي تزول رائحتها بعد فترة قليلة، أما البخور فيفضل الابتعاد عنه نهائيا وذلك لأنه يعرض المريض لدخانه ورائحته معا فتكون النتيجة مضاعفة.
والجميل أن العائلات التي تحتوي على مصابين بالربو قد أصبحت عندهم المعرفة والوعي الكاملين، وباتوا يتفادون كل الأمور التي قد تزيد من أعراض المرض.
وأثبتت دراسة أجريت على طلاب المدارس الإعدادية والابتدائية في الإمارات، أن نسبة الإصابة بالربو بين أفراد هذه الفئة تراوحت من 7 إلى 13% وهذه النسبة تتماشى مع النسب العالمية وهناك دول وصلت نسبة الإصابة بها عند نفس الفئة إلى أرقام أعلى بكثير من هذه النسبة.
كرم أحمد
«الموكيت».. أهم صديق للربو
السجاد الاصطناعي، أو ما يعرف باسمه الشائع «الموكيت» يعتبر أحد أهم أسباب الإصابة بالأزمة الصدرية الحادة أو «الربو» وأعراض الحساسية الأخرى.. هذا ما أظهرته دراسة طبية نشرت حديثاً.
وأشارت الدكتورة جيل ورنر ـ الباحثة في جامعة ساوثهامتون البريطانية ـ إلى أن خمس أطفال بريطانيا يعانون من شكل معين من أشكال الربو أو الحساسية الصدرية، وأرجعت السبب الى السجاد الاصطناعي الموجود في معظم البيوت البريطانية؛ حيث تعيش في نسيجه الرطب الذي لا يصله الضوء طفيليات العثة، أو السوس، المسببة لنوبات الربو، مشيرة إلى أن البريطانيين من أكثر الشعوب ميلا إلى فرش السجاد الاصطناعي في البيوت، مقارنة مع نحو 16 في المئة من الفرنسيين، واثنين في المئة فقط في ايطاليا.
وأوضحت الأخصائية «ورنر» أن أكثر من 100 ألف من طفيليات العثة تعيش في متر مربع واحد من السجاد، وتعمل مخلفات وبراز هذه المخلوقات الصغيرة على استثارة حالات الربو وأعراض الحساسية الأخرى، فضلاً عن أن السجاد يخزن بين تلافيفه مخلفات الكلاب والقطط التي تتسبب أيضا في عدد من أعراض الحساسية المعروفة الأخرى.
ولفتت الانتباه إلى أن طفيلي العثة الواحد يفرز نحو عشرين جزيئاً برازياً؛ لذلك فإن من يعيش في بيت مفروش بهذا النوع من السجاد أكثر عرضة للربو من غيره.
وكشفت الدراسة عن أن التنظيف والتطهير غير مجد؛ فهو لا يساعد كثيراً في التخلص من ضرر العثة، لاسيما أن تلك الطفيليات قادرة على مقاومة قوة امتصاص معظم المكانس الكهربائية؛ لذلك فإن الحل الوحيد هو التخلص نهائياً من السجاد الاصطناعي في البيت. من جانبه.. ألقى الدكتور جون ماوندر ـ مدير مركز علوم الحشرات في جامعة كامبريدج البريطانية ـ اللوم على الأسرّة والمخادع التي تحوي كميات أكبر بكثير من العثة فيها، موضحاً أن طفيلي العثة وبرازه يمكن له بسهولة ان يتحول إلى كائن طائر؛ لذلك فلا يعني وجوده في السجاد بقاءه باستمرار بين نسيجه.
وينصح هذا الباحث بضرورة تهوية المنزل يوميا ولفترات زمنية معقولة لطرد الرطوبة التي تعتبر العامل المثالي لتكاثر العث. ويتزامن نشر هذه الدراسة مع صدور تقرير من تحالف منظمات صحية بريطانية كجمعية الربو الوطنية، أعربت فيه عن قلقها من خطورة ارتفاع نسبة المصابين بالربو في بريطانيا، كما تطالب هذه المنظمات بالبحث عن بدائل لفرش السجاد في أرضيات البيوت، مثل الخشب ومشتقاته وغيرها من البدائل الصحية.
العوامل التي تثير نوبات الربو
الروائح العطرية القوية أو المواد الكيماوية النفاذة وبر الحيوانات المنزلية ممارسة الرياضة والإجهاد والانفعال
الدخان والغبار الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي
أفضل وسيلة
إن الوقاية من العوامل المثيرة للربو هي أفضل وسيلة لمنع حدوثها ومن اهم الإرشادات: المواظبة على أخذ العلاج الموصوف من قبل الطبيب غسل وتنظيف فتحات المكيفات أسبوعيا تنظيف السجاد باستمرار أو إزالته واستخدام السيراميك بدلا منه غسل أغطية السرير (الشراشف) بالماء الساخن أسبوعيا التخلص من الحيوانات المنزلية والحشرات والصراصير تجنب عادة حرق البخور أو تدخين السجائر في البيت