يمكن أيضا تعريف الألم بشكل عام كما وضحه الدكتور عزيز الفيلي، استشاري الطب البديل والإبر الصينية. بأن هيئة الصحة العالمية تعرف الألم على انه أي تجربة سيئة من ناحية الإحساس الجسدي أو النفسي نتيجة لضرر فعلي أو خوف من الضرر على الأنسجة الجسمية. وعليه، يمكن الاستنتاج بأن الألم ليس شرطا أن يصدر بسبب حدوث الضرر في الأنسجة، بل يمكن أن يكون نتيجة لاحتمال أو الخوف من الضرر.
استنادا إلى آلية التئام الجروح، يمكن أيضا التفريق بين نوعي الآلام. وعليه فإن الألم الحاد: هو ما يحدث خلال فترة الالتئام للجرح، فيما إن الآلام المزمنة: هي امتداد الإحساس بالألم لفترة تتعدى فترة الالتئام. وعليه فقد لا يمكن تحديد فترة لحدوث الألم المزمن. فمثلا فتبلغ فترة التئام الكسور 3 أشهر فإذا ما استمر الإحساس بالألم بعد 3 أشهر يعتبر ذلك ألما مزمنا، بينما إن التئام الأنسجة يتم في حوالي الستة أشهر، وعليه فالإحساس بالألم بعد ال 6 أشهر هو ما يعد ألما مزمنا.
الألم له مصادر عدة
الألم هو مرض وقد لا يكون مصدره جسديا فقط، بل قد يشمل ذلك الجانب النفسي ومن هنا تكمن أهمية توضيح عامل التأثير الاجتماعي والنفسي للألم.
علاج الألم المزمن متشعب
عن علاج الألم المزمن، لفت الدكتور عزيز الفيلي الانتباه إلى أنه يجب التركيز على علاجها كمرض. على عكس علاج الآلام الحادة التي يعتمد علاجها على تحفيز الجسم على الالتئام وتسكينها بالعقاقير. بينما الآلام المزمنة، قد لا يصاحبها وجود ضرر على جسم الإنسان أو حتى وجود عملية التئام، وفي بعض الأحيان قد لا تصدر من مكان الضرر نفسه ولكنها تصدر من منطقة في الدماغ وهي المنطقة الدفاعية التي تمثل العضو الذي أصيب سابقا.
ولذا فالعلاج يتسم ويستوجب التشعب، وينقسم لأقسام عدة تتعلق في الأدوية العلاجية من ناحية وطريقة التعامل وعلاج الألم من ناحية اخرى
عيوب خلقية محلية
ومن واقع الخبرة، أشار الدكتور إلى أنه بسبب كوننا من مجتمع شرقي وذي عادات محددة، فإن معظم الحالات المصابة بعيوب القوام تمييز ببروز امامي في الكتف والذقن. مما يسبب أوضاعا خاطئة تخل من قوام الجسم وتؤدي إلى شد عضلات الرقبة الخلفية، لدرجة غير طبيعية مما يعمل على تقصير ‘انكماش’ في عضلات الرقبة الأمامية والتسبب في الألم.
عيوب القوام المكتسبة
وتنتشر عيوب القوام المكتسبة في الدول المتحضرة نظرا لطبيعة العمل والحياة اليومية. واكبر دليل على ذلك هو بالنظر إلى الدول الأفريقية التي يقل فيها الخلل في قوام الجسم الصحيح، والمشكلة في عيوب القوام المكتسبة كما عللها الدكتور عزيز، تكمن في أن إعادتها إلى أوضاعها الطبيعية100 % باستخدام العلاج الطبيعي فقط، يكاد يكون مستحيلا، وذلك نتيجة لتصلب العضلات في أوضاع خاطئة. بيد أنه يمكن للمريض تحقيق ذلك متى ما تمت الاستعانة بعملية فتح الأنسجة المتصلبة من خلال الطب اليدوي وثم بعد ذلك الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي. ويفضل في الكويت، أن يتم أولا فحصه وتشخيصه من قبل الطبيب العلاج الطبيعي، وذلك لكونه المؤهل على تشخيص الحالة وتحديد كيفية العلاج والوسيلة المتبعة لها. فقد لا يحوله للعلاج الطبيعي بل يرى أن علاجه يتطلب العلاج بالعمل.
العلاج بالعمل
وعن طريقة العلاج بالعمل، اشار الدكتور إلى تعلقها بطريقة العلاج بالأربع p.
Pacing ‘رتم العمل’ لا تستعجل وخذ وقتك في أداء المهمات.
– planning ‘التخطيط’ خطط لكيفية قضاء أعمالك اليومية.
– priority ‘حدد الأولويات’ رتب أعمالك اليومية على حسب نظام الأولويات، وذلك تحسبا من الإحساس بالجهد بعد القيام بأول عمل. وعليه ستضمن قيامك بالأعمال الضرورية ومن الممكن تأجيل عمل ما هو غير ضروري لحين إحساسك بالراحة.
– posture ‘القوام السليم’: لقد خلقنا في أحسن قوام، ولذا فالخلل في هذا القوام لهو نابع من الضرر الذي يسببه الإنسان، بعدم حفاظه عليه وباتباعه للعادات السيئة في حياته اليومية، مما يؤدي إلى إجهاد العضلات، والتسبب في الإجهاد والألم وزيادة حدتهما مع استمراريته. لذا يجب على الإنسان اتباع العادات الصحيحة للمحافظة على القوام الصحيح.
العصر الحجري.. والحديث
يعتمد القوام السليم على طريقة النوم والجلوس والسير والعادات المتبعة في حياتنا اليومية. فقد كان الإنسان في العصر الحجري دائم الوقوف والركض بشكل مستقيم ولذا تمتع بالقوام السليم. أما الآن ونحن في عصر الكمبيوتر، فيمكن الجزم بأننا نكثر من الجلوس أكثر من اللازم، وفي أوضاع غير سليمة. وعلى الرغم من اعتقادنا بان جلستنا قد تكون صحيحة لكن 70 % منا يمارس الجلوس بشكل غير صحيح، مما يؤدي للضرر التراكمي ويسبب خلالا مكتسبا لقوام الانسان.
أثناء الجلوس
تطرق الدكتور عزيز إلى عدة نقاط يجب مراعاتها والتقييد بها للحفاظ على قوام الجسم السليم، وبالتالي تفادي الآلام العضلية والعظمية المكتسبة، وتتلخص تلك في الآتي:
1- يجب الحفاظ على الوزن الصحي والإكثار من الحركة
2- التأكد من وضع القدم السليم، فالقدم هي أساس القوام في تعديل الوضعية، فإذا وجد في القدم تشوهات أو كان الحذاء غير صحي بحيث يكون ضيقا أو واسعا، فهذا من شانه التأثير على وضع الجسم كاملا. لما للقدم دور في أتزان مفاصل الجسم المختلفة كالركبة والظهر والرقبة، فكل من هذه المناطق متصلة بالأخرى.
3- تفادي الكعب العالي. وفي هذا أضاف الدكتور قائلا ‘لتعلم من تلبس الكعب بأنها تسبب الضرر التراكمي على قوامها’. كما إن لبس الحذاء المسطح جدا يعد مضرا ايضا. ولذا لا بد من لبس الحذاء الذي يتبع انحناءات وشكل الرجل الطبيعية.
4- اتباع الطريقة المثلى في الجلوس على المكتب. وهي بتطبيق قانون ال ’90 درجة’، بحيث تكون زاوية الحوض (الساق والجذع) وزاوية الركبة ومفصل الكعب 90 درجة. وأن تشكل زاوية الكتف 90 درجه. وأما مفصل الكوع فيشكل زاوية لا تقل عن 100 درجة. كما يفضل استخدام مساند لليد والرسغ.
5- ويجب ألا يكون الجالس بعيدا عن المكتب بحيث تضطر يده للامتداد لتصل لمفتاح الكمبيوتر أو يكون قريبا جدا من المكتب بحيث يسبب تقوس في الرسغ.
6- يجب أن يلامس كعب الرجل الأرض. فإذا لم يكن من المستطاع إنزال الكرسي فمن الممكن وضع دعامة (عتبة) تحت القدم.
وظيفة الطبيب
وظيفة الطبيب المتخصص في العلاج الطب الطبيعي لا يقتصر على تشخيص الحالة فقط، بل أيضا:
1- طلب الفحوصات اللازمة للوقوف على حالة المريض الجسدية بشكل عام.
2- فحص تأثير الألم على الحالة النفسية للمصاب، ففي الغالب يرافقه حالة مزاجية سيئة وسرعة الغضب والإثارة.
3- تأثير الألم على النوم، من ناحية التقليل من عدد ساعاته او كونها غير مريحة.
4- تأثير الألم على الإنتاجية في العمل
تأثير تراكمي
ولكل تلك الأمور التي ذكرها الدكتور، تأثيرها التراكمي على نفسية المصاب. ويترتب عليها زيادة حساسية المصاب وبالتالي ازدياد شعوره بالألم، وابسط مثال على ذلك، هو ان حدوث تشنج عضلي ووجود الألم الذي يسبب عادة الانزعاج وقلة النوم، وهو الذي بدورة يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين والذي يزيد من انقباض العضلات ويؤدي إلى التقليل من ترويتها والتقليل من نسبة الأكسجين فيها وكل تلك الأمور المتراكمة تسبب الزيادة من حدة واثر الألم. وكلما ازداد الالم ازداد تأثير هذه الدائرة المفرغة.
الناحية النفسية
أضاف الدكتور عزيز قائلا ‘للاختصاصي النفسي دور مهم في الجانب النفسي للألم. فهو من يعمل على زيادة تقبل وتأقلم المريض مع الألم المزمن. لكونه لن يختفي بين يوم وليلة. كما يعرف المريض بجلسات الاسترخاء، ولفوائدها الكثيرة التي لا تقتصر على الراحة الذهنية وإراحة الألم. بل تتعدى ذلك لتسبب الزيادة في نسبة الأكسجين في الجسم وبالتالي زيادة سرعة وقدرة الالتئام.
كسر الدائرة
ولكسر هذه الدائرة المغلقة، شدد الدكتور على اهمية الراحة وهدوء البال وتعلم وتطبيق المرض لخطوات الاسترخاء والنوم. ومن الأمور المفيدة لتخفيف الألم هو باتباع النظام الطبيعي للنوم. فلا تخفى فوائد النوم على الجسم، وما يتم خلاله من عمليات بناء ونمو وترميم لجسم الإنسان.
نصائح للنوم
أشار الدكتور إلى عدة نصائح من شانها جلب النوم إلى الجفون المؤرقة:
1- شرب الحليب الدافئ، لاحتوائه على مادة التريتوفان، التي تساعد على النوم.
2- اتباع أوقات النوم الصحي: بعمل جدول بمواعيد النوم والاستيقاظ والالتزام بها.
3- عدم تناول المنبهات التي تحتوي على الكافيين. مثل القهوة والمشروبات الغازية والكاكاو وذلك من بعد وقت الغروب .
3- من المعتقدات الخاطئة أن يجهد الإنسان نفسه لكي ينام. بل إن العكس هو الصحيح فإن الاسترخاء يؤدي للنوم بشكل مريح وأسرع.
4- لا بد أن تكون غرفة النوم مهيأة للنوم فقط وبألا تستخدم لمشاهدة التلفاز أو للقراءة أو الكتابة أو الأكل. حتى يؤمن العقل الباطن بان غرفة النوم هي للنوم فقط. وعندما لا تنفع هذه الخطوات في جلب النوم إلى عيون المرضى فهنا يتدخل الطبيب ويصف عقاقير تساعد على النوم وتحسين المزاج، وذلك حتى يستطيع المريض النوم كخطوة لكسر الحلقة وتخفيف الألم والتأثير النفسي له.
السمنة لها علاقة بالألم
ساهم الجلوس لفترات طويلة، بالإضافة إلى استخدام السيارات كوسيلة دائمة للنقل، الى اتسام أجسامنا بقلة الحركة وضعف العضلات وبزيادة في الوزن وهي العوامل التي ساهمت في انتشار السمنة. ولا تخفي مضاعفات السمنة على جميع أجهزة الجسم كالجهاز التنفسي والدوري والعضلي والحركي أيضا. وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات أثبتت أن نسبة الألم تزداد لدى المصابين بالسمنة بالمقارنة بمن يتمتعون بوزن طبيعي وبشكل يزداد تصاعديا مع مقدار الزيادة في الوزن.
تعريف
يعرف الطب البديل في المراجع الطبية بكونه مجموعة من المهن الصحية المبنية على علم طبي قائم بذاته لكل منها، وتعتمد على التشخيص الدقيق من خلال الفحص الشامل بحيث تراعي الحالة النفسية والعقلية إضافة للحالة الجسدية. وقد يستخدم فيها الماء والكهرباء والأشعة والليزر والحرارة والمساج والمعالجة اليدوية والأعشاب والزيوت الطبية، والأدوية الطبيعية. ومسمى ‘الطب البديل’ يصف مجالا واسعا وغير محدد لعلم معين، وتحتوي تخصصاته على الأقسام التالية
1- علاجات يستعان فيها بالتحكم العقلي على الجسد ومنها اليوجا والتنويم الإيحائي.
2- العلاج الكهرومغناطيسي. ويشيع استعمال المغناطيس الثابت أو المتردد في علاج الكسور ولعلاج القروح الدائمة وجروح مرضى السكري ولعلاج الأعصاب. كما تستخدم لرفع كفاءة الجهاز.
3- العلاج البديل المنهجي وهو يدرس في اغلب دول العالم مثل الطب الصيني بفروعه، الايوبدا الهندية وطب السيدا، الطب الطبيعي (الناتشرال) الطب البيئي.
4- العلاج اليدوي مثال ذلك الاستيوباثي والكريوبراكتك وهي عملية تعديل المفاصل، المساج بأنواعه المختلفة، العلاج الطبيعي ‘الفزيوثيرابي’.
الطب الصيني
وللعلم فالوخز بالإبر هو علاج قديم جدا متبع منذ آلاف السنين، وليس حصرا على الصينيين. فقد ثبت بالبرهان الأكيد انه كان يطبق في أوربا القديمة. وذلك لاكتشاف الخبراء لشخص حفظت جثته في الثلج منذ عصور اوربا القديمة، وشوهدت آثار للوشم في مناطق معينة من جسمه. وبعد الكشف الدقيق على الجثة وجد أن هذا الوشم قد تم عمله في مناطق الوخز بالإبر كعلاج لآلام الخشونة. وعليه اثبت بان هذا النوع من العلاج قد كان منتشرا في القديم وليس فقط بالصين.
انواعه
يعتبر الطب البديل كطب تكميلي. ولا يعد استبداليا. وهو معترف به عالميا، لدرجة ان العلاج بالوخز بالإبر الصينية يعتبر تخصصا في الطب البشري في الولايات الأميركية، لان العلم اثبت مدى فعاليته. والطب الصيني ليس فقط وخزا بالإبر بل له عدة أقسام منها :
1- التدليك الصيني
2- علاج بالسموم الدقيقة وبالجرعات الصغيرة
3- علاج بالأعشاب
4- الوخز بالإبر الصينية
كما يدخل الحجامة وأنواع أخرى من التدليك والتدخلات البسيطة من ضمن الطب التكميلي.