السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
يا ترى مالسر في هذا الشعور الذي يجعل احدنا يحك جلده ؟
http://www.islandscene.com/content%5Cbody_knowledge%5C2005%5C050824%5Citching %5Cimages%5Cpage_01_image_01.jpg
إن الحكة تتطلب الحك (اي خدش البشرة)، وقد بدأ العلم حديثا بدراسة لماذا تسبب الحكة الحك، وكيف يمكن وقفها. وتقع دورة الحكة والحك، في تقاطع مثير من المتعة والألم، ورد الفعل والإجبار، ولكنها حظيت بالقليل من الاهتمام العلمي.
ولكن تطورات جديدة آخذة بتحسين مستوى الفهم العلمي للحكة، وهي تشمل التعرف على الألياف العصبية المخصصة لنقل الشعور بالحكة، ومناطق الدماغ التي تعالج الحك، والجزيئات التي تثير الحكة. ويأمل خبراء الحك أن علاجا أفضل للحك سيتبع هذا.
قد لا تثير هذه الأخبار اولئك الذين لا يهتمون بلسعة البعوض، ولكنها تهم الكثيرين الذين أثارت كيمائيات عصبية غير معروفة، دورة الحكة والحك لديهم، ودفعت بهم في عملية تعذيب قد تجرح بشرتهم وتعيق نومهم، وأحيانا تدفعهم لحافة الانتحار، اذ ان قلة المعرفة العلمية والعلاج للحكة، أمران محبطان جدا.
* حكة دائرية
* والحكة هي شعور يوصل البشرة والعمود الفقري والدماغ بما يشبه طريق عام عصبي دائري الشكل مع مخارج في كل نقطة. ولذلك فقد يمكن أن تبدأ الحكة في أي نقطة على الحلقة أو حتى في أعضاء خارج الحلقة مثل الكبد وقد تتفاقم العملية إلى مطاردة سريعة وعنيفة بين الحكة والحك حيث يزيد الواحد من شدة الآخر.
وأحيانا، يقود اكتشاف مشكلة لا تتعلق بالبشرة، ومعالجتها،الى قطع هذه الدورة. وتعتبر لسعة البعوض البسيطة، احد مسببات الحكة التي يفهمها العلماء بشكل جيد، حتى لو كانت مليئة بالمجاهيل.
عندما تلسع البعوضة شخصا وتحقن لعابها في البشرة، تسبب المضادات للجزيئات في اللعاب إفراز مادة الهستامين من خلايا البشرة. ويدفع الهستامين أعصاب البشرة لإرسال إشارات إنذار من خلال العمود الفقري للدماغ. ولكن مسار الإشارات هذه المحدد، وما يحدث بعد أن تصل الإشارات للدماغ ما يزال مبهما.
وحتى وقت قريب كان العلماء يعتقدون أن الشعور بالحكة ينتقل للدماغ عبر نفس الأعصاب التي تنقل الشعور بالألم، وأن الحكة هي شكل ملطف من الألم. ولكن العديد من العلماء شعروا بأن هذا الافتراض خاطئ، نظرا لاختلاف الألم والحكة، إذ يثير الألم الانسحاب من مصدر الألم بينما تثير الحكة عملية الحك. وفي عام 1997 قامت مجموعة من العلماء الألمان بتحديد مجموعة من الأعصاب الصغيرة والبطيئة التوصيل والمنتشرة في البشرة والتي تبدو وكأنها مخصصة للحكة لوحدها.
وفي الوقت ذاته ، بدأت تظهر معلومات جديدة حول الجزء الموجود في الدماغ الذي يضم ممرات أعصاب الحكة. وقبل عدة سنوات قام علماء بحقن كميات ضئيلة من الهستامين في بشرة المتطوعين، ثم مسحوا دماغهم باستخدام تصوير طبقي بتقنيات الإبتعاث البوزيتروني، الذي يبين المناطق النشطة في الدماغ. وكلما بدأ المتطوعون بحك بشرتهم، أظهرت أدمغتهم نشاطا كثيفا في المناطق المسؤولة عن الإحساس والمناطق المسؤولة عن التخطيط والحركة، وفي المناطق المسؤولة عن معالجة عواطف الألم والمتعة البدائيتين.
* تشويش وألم
* واستنتج العلماء انه لا يوجد في الدماغ مركز مخصص لمعالجة الحكة وإنما تبدو الحكة مثل الشبكة العصبية التي تضم الإحساس والعمل، بالإضافة للمحات من العواطف العميقة. وإذا كانت الحكة لغزا، فالحك (الخدش) بذاته قد يكون لغزا أكبر.
الحك بشكله البدائي هو رد فعل يتحكم به العمود الفقري من دون أي تعليمات من الدماغ. ولكن عملية الحك تتطلب من الدماغ أن يوفر التعليمات والقوة والتنسيق لدعم رد فعل العمود الفقري البدائي. وحتى السؤال الأساسي حول لماذا يخفف الحك، الحكة ما زال من دون جواب. والنظرية العامة، هي أن الحكة توفر نوعا من المضايقة المضادة، أي ألم خفيف يعمل بمثابة تشويش عصبي مؤقت للدماغ. وبالتركيز على ألم الحك بذاته، ينسى الدماغ وجود الحكة.
وما زالت العلاقة بين الألم والحكة محفوفة بالتعقيدات. ومسكنات الألم القوية مثل المورفين مشهورة بإثارتها للحك، خاصة إذا حقنت مباشرة في السائل الذي يغطي الدماغ والعمود الفقري.
ويحدث هذا لأن الألم يعتبر ضروريا لعملية التغلب على الحكة. وعندما يخفف الشعور بالألم بواسطة المورفين أو غيره، فقد تثار حكة عسيرة. وهناك أدلة أن مواد طبيعية شبيهة بالمورفين موجودة في الدماغ تعرف باسم الأفيونات، قد تلعب دورا هاما في توليد الشعور بالحكة. ومع أن الأطباء لا يفهمون هذه الظاهرة كليا بعد ولكنهم بدأوا يستغلونها لمعالجة بعض الحك المزمن، الذي لا يوجد له أي علاج معروف. وهناك أنواع قليلة من الحك يمكن للعقاقير المضادة للهستامين مثل «بنيدريل» أن تعالجها، لأن أنواعاً قليلة من الحك مثل لسعة البعوض أو حساسية البشرة يسببها إفراز الهستامين بالبشرة. والحالات الأكثر حكا مثل البشرة الجافة أو الأكزيما أو العدوى الفطرية أو داء الصدف والتي لا علاقة لها بالهستامين، فقليلا ما تعالجها مضادات الهستامين.
ولكن هذه الحكات تستجيب أحيانا لمرهم المضادات الحيوية ومرطبات البشرة أو العقاقير التي تحبط الجهاز المناعي مثل الاستيرويدات. ولكن الحك يعقد حالات طبية أخرى إذ ينتشر في اولئك المصابين بنوع معين من مرض الكبد، وفي المصابين بعجز الكلى، وحتى بعد استخدامهم لأجهزة غسل الكلية.
وفي عام 2001 شرح أخصائيو كبد بريطانيون في المجلة الطبية الأوروبية حالة امرأة تعاني من مرض الكبد ومصابة بالحك العسير، لدرجة أنها كادت تجري عملية زرع كبد. وبينت الدراسات أن المرضى المصابين بالحك العسير، مثلها يرتاحون لعقاقير تدمر أثر المورفين. وتعمل هذه العقاقير بسد مستقبلات الأفيونات في خلايا الجسم، وتستخدم عادة لمعالجة هؤلاء الذين يفرطون في تعاطي المخدرات. وتفترض الفكرة أن هذه العقاقير تعالج حكة لا تستطيع أية عقاقير أخرى أن تعالجها، وأن الحك لدى بعض المرضى قد يكون ناتجا ولو جزئيا،عن كثرة جزيئات الأفيونات الطبيعية في الدماغ.
وبدلا من إجراء عملية زرع كبد عولجت المرأة البريطانية بعقار مضاد للأفيونات وتوقفت الحكة كليا، وتفادت المرأة عملية خطرة جدا. وإذا ما زال العلم يحاول شرح لغز الحكة، فهو لم يبدأ بمعالجة متعة الحك.
دمتن بخير وعافية