نــــاعمه الهاشمي ….الرجل الجائع والرجل السيء:
في المحكمة، وعندما يقوم القاضي بمحاكمة شخص ما، ينظر إلى دوافع ارتكابه لجريمته، وهو إجراء شرعي صحيح، فالدوافع تهم القاضي المنصف، ليضع حكما يتناسب مع نية المجرم، وليس مع حجم الجرم،
على سبيل المثال: ا
القتل، عندما يدهس السائق إنسانا في الشارع، أو يصدم سيارة أخرى ويتسبب في موت إنسان، لا يعاقب بالقتل، وإنما بالفدية، بينما إذا قتل شخصا عمدا، كأن يخطط لاغتياله، يتم القصاص منه بالإعدام، أو الحبس المؤبد وفق شروط ومقاييس معينة.
وذلك لأن الدين دين نيات(( إنما الأعمال بالنيات و لكل امرئ ما نوى))
وبناء على ذلك يأتي النظر للرجل المتحرش أو المغتصب، بناء على الدوافع، فالرجل المتزوج عقابه يختلف عن غير المتزوج، والمرأة كذلك.
ومن هنا أبدأ حديثي عن الفرق بين الرجل الجائع والرجل السيء،
فالرجل الجائع، يخضع يعاني من مشكلة في العلاقة الحميمية بسبب عدم اقترانه، أو لغياب زوجته أو مرضها، أو عدم رغبتها ……مثلا، لذلك هذا النقص يدفعه للقيام بأعمال خارجة عن نطاق تفكيره أو وعيه، كالإغتصاب والتحرش والبصبصة المتعمدة.
يصدف أن يتزوج رجل يعاني من فرط العلاقة الحميمية أو امرأة تعاني من خلل في هذه العلاقة بسبب الجهل لهذه الحاجات، ومن هنا يصاب بالجوع الحميمي، ولهذا حذر الله المرأة من عدم تلبية رغبة زوجها بخصوص هذا الأمر، ووصف عقابها بالملائكة تلعنها حتى تصبح،
لما لإعراضها عن تلبية رغبته هذه من مشاكل، تؤثر بشكل مباشر على الفرد والمجتمع، فالرجل الجائع يمكن أن يتحول مع شدة الضغط، إلى مجرم،
أوجد الله الحاجات في الدنيا، وأوجد لها قضاء بالشرع، كما أوجد لها قضاء في الحرام، وأعطى كل إنسان القدرة على اختيار سبيله لقضاء حاجته، إن كان في الحلال أو الحرام،
والمرأة التي ترفض رغبة زوجها المتعلقة بالعلاقة الحميمية بدون أسباب منطقية واضحة، أو مقنعة، تصبح شريكة للرجل في جرمه، سواء التحرش أو الأغتصاب أو حتى البصبصة، فغض بصر الزوج مسؤولية الزوجين في كثير من الأحيان.
والرجل الذي يعيش في مجتمع أو محيط يتحدث مطولا عن العلاقات الحميمية يكون متفاعلاً أكثر مع هذه العلاقة ولهذا دفع الرسول عليه الصلاة والسلام الرجل الغير قادر على الزواج إلى الصيام،
والصيام له فائدتين مباشرتين:
الأولى: تخفيض معدل الطاقة الحميمية، والتي تتغذى على المواد الغذائية والسعرات الحرارية، والطاقة الحيوية النابعة من التمثيل الغذائي.
الثانية: تطفئ الأفكار والخيالات المثيرة للرغبة، بفعل الخمول الذي يصيب العقل إثر قلة التغذية، والأجواء الإيمانية الطاهرة، التي تبعد النجاسة، وتبعد الإنسان عن مطالعة الأفلام أو الصور المثيرة.
يعالج الرجل الجائع، بسد حاجته شرعا، فإن توفرت له زوجة في الحلال، وقام بما يجب عليه بخصوص العلاقة الحميمية استقام وانصلح حاله،
في مجتمعنا الحالي الذي يضج بالكثير من الثقافات والجنسيات، وفي عصر انفتح على كل الخصوصيات، وبات فيه الحديث عن العلاقة الحميمية كالحديث عن لعبة كرة القدم، وجب اليوم أن ننظر إلى سد الحاجة نحو العلاقة الحميمية لدى الرجل وفق ما يتناسب مع مغريات، وحاجات العصر الحالي،
وأصبح الرجل الذي يبحث عن العلاقة الحميمية، وسد حاجته منها، أصبح اليوم يطلبها بمقاييس مختلفة، قد تكون شرعية، في مجملها، وقد لا تكون، فالزوجة المجردة لم تعد تلبي حاجاته.
المرأة اليوم تظهر بأشكال وهيئات متعددة، بالجينز، بالبودي، أو بأشكال أخرى من مظاهر العري.
المرأة في حد ذاتها لم تعد في نظره مجرد متلقي للعلاقة الحميمة فهو يراها في وسائل الإعلام المختلفة تطلب هذه العلاقة و تعبر عن رأيها فيها، وتضع لها مقاييس. فهو يريدها كما يراها اليوم.
فإن كانت الزوجة في الماضي تقبل بالرجل كما هو، أصبحت تطالبه بشد عضلاته، والركض ليغدوا أنحف، وتطالبه بتنعيم لحيته وشاربيه، …
في العقول النسائية العربية تقدمت كل الجوانب، أصبحت المرأة العربية تقدم وجبات متنوعة ومشهية، وسفرة مزينة، وترتدي أحدث الموديلات، وتركب أجمل السيارات، وتستبدل هاتفها النقال كل سنة، وتقتني الكثير من الإلكترونيات الحديثة،
لكنها حتى اليوم لم تجدد في عالمها الحميمي، ولم توجد تحويلات فعلية في ثقافتها الحميمية.
الرجل السيء:
يختلف، فهو يستخدم العلاقة الحميمية بطرق مؤذية أو في جوانب غير شرعية، دونما أسباب أو دوافع منطقية،
الرجل الخائن مع زوجة لا ينقصها شي ومرحبة بالعلاقة الحميمة،
يعد رجلا سيئاً، يقترف الزنى بلا أسباب أو دوافع،
يقترف الزنى لرغبته في إتيانه،
يمارس الرجل السيء هذه العلاقة لا لسد حاجة ما،
وإنما لرغبة أو حاجة ملحة، فهو غالبا لا يشعر بالحاجة الحميمية
لكنه يقترف ذلك لدوافع مرضية،
أو عادات شاذة،
كالسادية والماشوسية،