السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
العبقرية..
يا ترى ما بداخل حقيبة كل عبقري ؟
http://everyschool.org/u/global/jneely/briefcase.gif
حقيبة بأربعة ارقام
رغم أن العبقرية واحدة من أقدم المواهب الانسانية الا ان تعريفها – والتنبؤ بظهورها – مايزالان مسألة معقدة؛ فالعبقرية – في لغة العرب – مشتقه من واد في البادية كثير الجن يلمس فيه الناس يقال له عبقر. ثم نسب العرب الى ذلك الموضوع كل شيء تعجبوا من حذقه وعجيب صنعته فقالوا عنه عبقري.. وهذا الاشتقاق يذكرنا بالتفسير الميتافيزيقي القديم الذي يدعي ان العبقرية نتيجة للاتصال بالجن والأرواح والعالم الآخر!!
اما العبقرية في علم النفس فهي مزيج متفاوت من الذكاء، والموهبة، والجراءة، ومخالفة المعتاد..
http://www.aboutfacesentertainers.com/images/caricature/artists/lofgren_b/lofgren_b_einstein_sm.jpg
فالعباقرة هم دائماً الرواد في التعريف بحقائق وإنجازات ثورية لم تستطرق من قبل.. وهم من هذه الناحية يختلفون عن العامة ممن يأنسون لأداء الاعمال بشكل روتيني مكرر!
ورغم ان علماء النفس يتفقون على تمازج عنصريء البيئة والوراثة في ظهور العبقرية؛ الا انهم يختلفون حول تغليب احد العاملين.. فنيتشه وجولتن مثلاً يعتقدان ان العوامل الوراثية هي حجر الاساس في ظهور العبقرية وتحديد مستواها. وقد استدلا على ذلك بحقيقة ان معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد أن فيها عباقرة آخرين..
ولكن العلماء ممن يغلبون دور البيئة المناسبة يستخدمون نفس الدليل لصالحهم ويقولون ان تلك الاسر (راقية بطبعها) وفرت لابنائها بيئة تعليمية وأكاديمية واجتماعية استثنائية اوصلتهم لمدارج العبقرية…
على اي حال لن نختلف كثيراً.. ولكن يعتقد ان هناك عنصرين آخرين يجب ان يتوفرا لظهور العبقري (وإلصاق صفة العبقرية به):
– العنصر الثالث هو : الرغبة وادراك المسؤولية…
– والرابع: الشهرة والظهور في الزمن المناسب….
فالرغبة في الانتساب لدنيا العباقرة (وادراك العبقري لمسؤولياته) عنصر مهم لبلورة ورسم شخصية العبقري؛ فقد يملك المرء المؤهلات المطلوبة ولكنه ببساطة لايدرك مسؤولياته – وقد لايملك الرغبة اصلاً في الظهور كعبقري؛ وفي المقابل ثبت ان العباقرة المشهورين كانوا يدركون حقيقة تفوقهم ويؤمنون بمسؤولياتهم – ولديهم الرغبة في تمثيل دور المبدع “غريب الاطوار”-!!
وهذه العناصر الثلاثة (الاستعداد الوراثي؛ والبيئة المناسبة، وادراك المسؤولية) كافية لاكتمال مثلث العبقرية.. اما العنصر الاخير (فعنصر إعلامي تسويقي) تحدده ظروف العصر وطبيعة المجتمع، فقد تتوفر للعبقري جميع مقومات الابداع ولكنه لا يصيب قدراً من الشهرة والانتشار وبالتالي لن يعرف كعبقري (فعبقري غير معروف يشبه فناناً توفرت له جميع عناصر التفوق.. ما عدا تجاهل الإعلام له)
.
وعنصر الشهرة – الاخير – ضروري لاكتمال صورة العبقري (من الخارج) ولكنه ليس اساسياً لبلورة شخصيته؛ فلو تأملنا جيداً لأدركنا انه يعيش على الارض (في هذه اللحظة) كم هائل من العباقرة ولكننا لانعرف منهم غير واحد او اثنين هم الاكثر شهرة وظهوراً.. اما جهلنا بالبقية فيعود لاسباب كثيرة مثل ظهور العبقري في زمن غير مناسب، او في مجتمع متشدد، او في بيئة لاتساعد على الظهور والتميز – او ببساطة لانه يسبق عصره بكثير!
واهمية اجتماع العناصر الاربعة السابقة تفسر الندرة المزمنة للعباقرة في اي مجتمع. فعباقرة مشهورون مثل انشتاين والرازي ونابليون يمكن تمثيلهم بحقيبة ديبلوماسية لا يمكن فتحها الا بتوافق اربعة صعبة..
اربعة ارقام قد لايتحكم العبقري في اي منها!
كيف نتعرف على العبقري؟
هناك عوامل مشتركة تجمع بين العباقرة
ترتيب الولادة ان يكون بكرا او اخر العنقود، واليتم (فقدان الاب او الام)، والاقتداء، وطبقة الاسرة، والعوامل الوراثية هي الارقام السرية لفتح حقيبة العبقرية. وطبعاً لا يخلو الامر ممن يحاول فتح الحقيبة عنوة
دمتم بحفظ الله ….