الطاقة الكهربائية :
كان لاكتشاف النفط في الكويت ، والذي ما زال يشكل المصدر الأساسي للثروة القومية ، أثر كبير في بداية النهضة الحضارية للبلاد ، والتي تشمل كافة نواحي الحياة الاجتماعية والعمرانية والتربوية والاقتصادية ، حيث لعبت خدمات الكهرباء دورا أساسيا في وضع لبنات هذه النهضة وتلبية احتياجات المسيرة الحضارية في البلاد بحيث تطورت قدرات هذه الخدمات الحيوية تطورا كبيرا كما هو واضح من متابعة أرقام تطور الإنتاج في الطاقة الكهربائية . جدول(1) يوضح جملة إنتاج الطاقة الكهربائية ( بالمليون ك و س) خلال الفترة من 1975م-1998م.
لم تعرف الكويت الطاقة الكهربائية إلا في عام 1913م بواسطة مهندس هندي – بريطاني اسمه N.S.BAYANKAR حيث عقدت اتفاقية مع الشيخ مبارك الصباح بتاريخ 13/10/1913م لإدخال الكهرباء في قصر السيف وذلك بقيمة 7000 روبيه لتشغيل 400 لمبه مع المكينة التي تعمل على الكيروسين ، وفي عام 1934م شهدت البلاد الولادة الحقيقية لخدمات الكهرباء بإنشاء أول محطة كهربائية صغيرة لتوليد التيار المستمر أقامتها (شركة الكهرباء الأهلية) وقد بدأ الإنتاج في هذه المحطة بتركيب مولدين فقط قدرة كل منهما 30 كيلو واط وكان التوزيع بالتيار المستمر (200 فولت) وفي بادئ الأمر لم يكن الإشتراك كبيرا إذا بلغ عدد المشتركين في نهاية السنة الأولى (60) مشتركا فقط ولكن ما لبث إن ازداد الطلب فبلغ عدد المشتركين في سنة 1940م حوالي (700) مشتركا وارتفعت القدرة المركبة إلى (340) كيلو واط ، وذلك لأن غالبية المواطنين كانوا يعتمدون على مصابيح الكيروسين أو بعض الزيوت الأخرى القابلة لإعطاء طاقة ضوئية .
ورغم هذه البداية البسيطة الجيدة قياسا لتعداد سكان الكويت آنذاك ، فإن هذه الخطوة واجهت ركودا بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، وبانتهاء الحرب قررت الشركة إلغاء نظام التيار المستمر تدريجيا وإدخال نظــام التـيــار المتنـاوب ثلاثي الأطوار بضغط (380/220) فولت وتردد (50) هرتز . فأقامت الشركة محطة لتوليد الكهرباء في منطقة المـرقاب التي اشتملت على مولدين قدرة كل منهما (200) كيلو واط، بدأ تشغيلها في أوائل عام 1949م .
وجرى بعد ذلك إضافة مولد ثالث بقدرة (200) كيلو واط أيضا ، كما أوقفت الشركة العمل بنظام التيار المستمر نهائيا سنة 1950م . ولأجل تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء حصلت (شركة الكهرباء الأهلية ) على مولد مستعمل بقدرة (500) كيلو واط من شركة نفط الكويت ، وبدأ العمل به في أوائل عام 1951م ، حيث بلغت قدرة التوليد المركبة (1100) كيلو واط ( أي 1,1 ميجاواط).