معظم الأطفال ممن يمصون إبهامهم سعداء!!
د فهد الحربي
استشاري الأطفال الخدج وحديثي الولادة – مدينة الملك فهد الطبية
المصدر: جريدة الرياض السبت 02 رمضان 1425 16 October 2004
يبدو أن السبب الرئيسي الذي يدفع الطفل إلى مص إبهامه هو أنه لم يكتف بما مصه أثناء الرضاعة، ويشير أحد مشاهير أطباء الأطفال إلى أن الطفل الذي يرضع كل ثلاث ساعات لا يمص إبهامه، بقد رما يمصها الطفل الذي يرضع كل أربع ساعات، والطفل الذي نقص وقت رضاعته من عشرين دقيقة إلى عشر دقا ثق ( لان حلمات الزجاجات أصبحت قديمة وطرية ) يرجح أن يلجأ إلى مص إبهامه بسهولة أكثر من طفل لا تزال رضاعته تستغرق عشرين دقيقة.
وليست قوة غريزة المص لدى جميع الأطفال واحدة، فمنهم من لا تستغرق رضاعته أكثر من 15دقيقة، ومع ذلك لا يرفع إبهامه إلى فمه إطلاقا. ومنهم من لا تقل رضاعته عن 20 دقيقة ومع ذلك يبادر إلى مص إبهامه ويتمادى في ذلك، وهناك قلة من الأطفال يبدؤون بالمص في غرفة الولادة ولا ينقطعون عنه ويعتقدان غريزة المص القوية وراثية في بعض العائلات.
ولا داعي إلى أن تهتم الأم بالأمر إذا كان الطفل يمص إبهامه خلال دقائق معدودة قبل تقديم الطعام إليه، انه يفعل ذلك على الأرجح لأنه جائع. وليس على الأم أن تسعى إلى إيجاد وسيلة ترضي رغبته في المص، إلا إذا كان يمص إبهامه فورا بعد الرضاعة، أو يكثر من مصه فيما بين الرضاعات. ومعظم الأطفال من مصاصي الإبهام يبدؤون بالمص قبل بلوغهم الشهر الثالث من عمرهم.
ويذكر في هذا المجال أن كل الأطفال، على وجه التقريب، يأخذون في علك أصابعهم وأيديهم عندما تبدأ مرحلة تسنينهم، يجب التمييز بين هذا العلك، وبين مص الإبهام.والطفل الذي يتعود مص أبهامه يستمر بالطبع في مصها بالإضافة إلى علك أصابعه خلال مرحلة التسنين.
إذا حاول الطفل أن يبدأ في مص إبهامه أو أصابعه الأخرى أؤيده، فمن الأفضل عدم محاولة منعه فورا بل ينبغي فتح المجال لمزيد من مص الثدي أو الزجاجة أو المصاصة. والطريقة الأكثر فعالية لمنع مص الإبهام هي الإكثار من استعمال المصاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، هذا إذا شاءت الأم ذلك وهناك آمران آخران يجب أخذهما بعين الاعتبار، وهما عدد الرضعات، والوقت الذي تستغرقه كل رضعة.
متى يبقي الاهتمام بمص الإبهام؟
أفضل وقت لأن يعار هذا الأمر الاهتمام هو عندما يبدأ الطفل عامه الأول، لا بعد أن ينجح في هذه المحاولات. ذلك إذ الكثيرين من الأطفال لا سيطرة لهم على أذرعهم خلال الأشهر القليلة الأول. فنلاحظ الواحد من هؤلاء الأطفال يجاهد لرفع يديه فاتحا فمه بحثا عنهما. فإذا أسعفه الحظ والتقط إحدى يديه بفمه، فانه يسارع إلى مصها بقوة ما دامت داخل فمه.– ومن الواضح أن طفلا كهذا، مثله مثل الطفل المتعود مص الإبهام، يحتاج إلى مزيد من المص من الثدي أو الزجاجة.
والأشهر الثلاثة الأولى هي الفترة التي يحتاج خلالها الطفل إلى أكبر قدر من المساعدة. لأن حاجته إلى المص حينئذ تكون في أوجها. وبعد انقضاء هذه الفترة تأخذ حاجته الثدي:ص شيئا فشيئا تتضاءل إلى أن تزول نهائياً لدى معظم الأطفال في الشهر السادس أو السابع، وليس الاستمرار في المص بعد الشهر السادس دليلاً على الحاجة إلى المص بقدر ما هو دليل على الحاجة إلى التسلية.
مص الإبهام لدى الطفل الذي يرضع من الثدي :
يعتقد أن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه يكون احتمال استسلامه لمص إبهامه قليلا. والسبب في ذلك يعود على الأرجح إلى أن الأم تميل إلى أن تدع طفلها يرضع ما دام يرغب في ذلك. إنها لا تعلم إذا كان ثديها قد فرغ أم لا، وتترك تقرير الأمر لمشيئة طفلها، أما إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة فالأمر يتقرر فور فراغها. انه يتوقف عن المص لأن الطفل لا يرغب في مص الهواء أو لأن أمه ترفع الزجاجة عن فمه. والسؤال الأول إذاً، بالنسبة إلى طفل يرضع من الثدي ويحاول مص إبهامه، هو هل يستمر في الرضاعة إذا سمح له بمزيد منها ؟ والجواب إذا كان يريد هو الاستمرار، فدعيه يرضع لفترة 30دقيقة أو حتى 40إذا كان ذلك يناسبك، ( إذا زادت الفترة على 40دقيقة يصبح الأمر هدرا للوقت ). فالطفل يرضع أكبر كمية من حليب الثدي خلال الدقائق الخمس أو الست الأولى. وأما ما تبقى من الوقت فإنه يشبع فيه حاجته إلى المص، مدفوعاً إلى ذلك بما يستدره من قطرات ضئيلة من الحليب. وبعبارة أخرى لا يستدر من الحليب خلال 35دقيقة أكثر بكثير مما يستدر خلال 20دقيقة- ويختلف تصرف طفل يرضع من الثدي اختلافاً يثير الحيرة إذا سمح له بالرضاعة حسب مشيئته. فمرة يرضى بعشر دقائق، ومرة أخرى لا يرضى بأربعين. وهذا يوضح كم أن الرضاعة من الثدي يمكن تكييفها حسب حاجة كل طفل.
فإذا كان طفلك يرضع من ثدي واحد في كل مرة، ولا يرغب في المزيد، فليس هناك ما تستطيعين فعله لحثه على المزيد من الرضاعة. أما إذا كان يرضع من الثديين في كل مرة، ثم يأخذ في مص إبهامه، فهناك طريقتان يمكنك استعمالها لحثه على المزيد من الرضاعة. حاولي أولا إرضاءه بثدي واحد في كل مرة، على أن يطيل وقت رضاعته كما يشاء. فإذا كانت هذه الرضاعة لا تشبعه، حاولي عل الأقل أن تطيلي رضاعته من الثدي الأول إلى أقصى حد ممكن. فبدلاً من أن تلقميه الثدي الثاني بعد حوالي عشر دقائق، دعية يستمر في رضاعة الأول عشرين دقيقه إذا شاء، ثم ألقميه الثدي الثاني ليرضع منه كما يشتهي.
مص الإبهام لدى الطفل الذي يرضع من الزجاجة
يبدأ الطفل الذي يرضع من الزجاجة بمص إبهامه عندما يبدأ بإفراغ زجاجته في غضون عشر دقاثق بدلا من عشرين دقيقة. والسبب في ذلك هو أنه يزداد قوة بينما تتضاءل قوة الحلمات المطاطية. أن الزجاجة ذات السدادة البلاستيكية لها حلمة مزودة بفتحة خاصة في طرفها تسمح بدخول الهواء. ويمكنك إبطاء حركة السيلان من هذه الزجاجة بإحكام تثبيت السدادة. فهذا من شأنه أن يمنع تسرب الهواء جزئيا عن الزجاجة ويترك فيها فراغا اكبر. وبالإضافة إلى ذلك، استعملي حلمات جديدة دون أن تغيري شيئا في ثقوبها واختبري إذا كان هذا التغيير يطيل فترة الرضاعة. وبالطبع، إذا كان ثقب الحلمة صغيرا جدا فقد يكف الطفل عن الرضاعة كليا. حاولي أن يظل ثقب الحلمة صغيرا إلى حد يسمح بالرضاعة لفترة تدوم 20دقيقة في أية حال، وذلك خلال الأشهر الستة الأول على الأقل. وعندما نتكلم عن الدقائق هنا فأننا نعني الوقت الذي يقوم خلاله الطفل بالمص فعلا. والتوقف عن المص في منتصف الرضاعة، من اجل إطالة الوقت، لا يجدي نفعا.
لا تسرعي في إنقاص عدد الرضعات إذا كان طفلك يمص إبهامه
ليس طول الوقت الذي تستغرقه كل ر ضعة وحده الذي يقرر ما إذا كان الطفل يشبع غريزته للمص بل كذلك عدد الرضعات التي يقوم بها خلال 24ساعة. لذلك، إذا كان طفلك لا يزال يمص إبهامه رغم نجاحك في إطالة فترة كل رضاعة إلى أقصى حد ممكن، فمن المستحسن أن لا تسرعي في إنقاص عدد الرضعات. فمثلا، إذا كان طفلك البالغ ثلاثة اشهر من العمر يبدو مستعدا للاسترسال في النوم بدلا من أن يستيقظ للرضاعة في الساعة العاشرة مساء، ولكنه يكثر من مص إبهامه، فمن الأفضل أن تؤخري قطع هذه الوجبة لفترة تقرب من شهرين، شرط إذ تكون لديه رغبة في الرضاعة عند إيقاظه.
تأثير المص في الأسنان
تأثير المص في الأسنان قد يستحوذ عليك الاضطراب بالنسبة لتأثير مص الإبهام في فكي الطفل وأسنانه. وفي الواقع، غالبا ما يدفع مص الإبهام بالأسنان الأمامية العليا إلى الأمام وبالأسنان السفلى إلى الوراء لدى الطفل. ويتوقف مدى تغير أوضاع هذه الأسنان على مقدار المص، وكذلك على الشكل الذي يدخل به الطفل إبهامه إلى فمه.إلا أن أطباء الأسنان يقولون إنه ليس لهذا الأمر أي تأثير على الأسنان الدائمة، التي لا تنبت قبل أن يبلغ الطفل 6سنوات من العمر على وجه التقريب. وبعبارة أخرى، إذا كف الطفل عن مص أبهامه قبل أن يبلغ هذا العمر ( وهذا ما يحدث في معظم الحالات ) فلا يحتمل أن يلحق المص السابق أي ضرر بالأسنان الدائمة.
وسواء كان مص الإبهام يؤثر في وضع الأسنان أو لا، فأنت تفضلين بالطبع أن يكف طفلك عن المص في أقصر وقت ممكن. وان المقترحات التي سبق ذكرها يمكن أن تضع حداً لمص الإبهام خلال أقصر وقت.
كيف نمنع الطفل من مص أصابعه؟
حول استعمال الموانع قد تتساءلين عما إذا كان لف ذراعي طفلك برباط أو وضع يديه في قفازات معدنية من شأنه أن يمنعه من مص أبهامه- أن اللجوء إلى هذه الوسيلة قد يثير في نفس الطفل شعوراً شديداً بالإحباط، وهذا أمر غير مستحسن من الناحية النظرية، بالإضافة إلى أنه لا يسفر عن فائدة ملحوظة في حالة الطفل الذي يكثر من المص. لقد سمعنا كثيرا بقصص الأمهات اللواتي لا يكتفين بوضع جبيرة في مرافق أطفالهن أو قفازات معدنية أو طلاء كريه الرائحة في أيديهم خلال فترات تمتد أياما بل يتمادين في تطبيق ذلك طوال أشهر كاملة، ومع ذلك فما أن ترفعن هذه الموانع عن اذرع أطفالهن وأيديهم حتى يعود الإبهام إلى الفم. إلا أن هناك حالات نجح فيها استعمال الموانع. وفي الواقع كان المص في معظم هذه الحالات طفيفاً. فهناك أطفال كثيرون يمصون إبهامهم بعض الشيء بين الحين والآخر. وهؤلاء يتخلون عن المص بسرعة، سواء استعملت الموانع معهم أو لم تستعمل. ويتوقع أن استعمال الموانع في حالة طفل مولع بالمص لا يؤدي إلا إلى زيادة ولع هذا الطفل بالمص.
الأم —- والقلق
ليس هناك ما يدعو إلى القلق إذا استمر الطفل فى مص إبهامه بعد بلوغه ستة أشهر أو سنة من العمر. وليس عليك بذل أي مجهود تجاه هذا الأمر إذا كان طفلك فرحا مرحاً ويمص أبهامه عند النوم أولا وفي فترات متفرقة أثناء النهار. وبكلمة أخرى، ليس مص الإبهام دليلاً على التعاسة أو سوء التكيف أو قلة التعاطف. فمعظم الأطفال ممن يمصون أبهامهم هم في الواقع أطفال سعداء جدا ( ويجدر بنا هنا أن نذكر أن الأطفال المحرومين فعلا من المحبة لا يمصون إبهامهم ). هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا كان طفلك يكثر من المص بدلا من أن يتلهى باللعب اسألي نفسك عما تستطيعين عمله كي تبعديه عن حاجته إلى المص. فقد يكون ضجرا لأنه لا يختلط بأطفال آخرين، أو لأنه يفتقر إلى ألعاب يتلهى بها أو ربما لأنه مرغم على الجلوس في عربته ساعات طويلة.وقد يدخل طفل يبلغ سنة ونصف السنة من العمر في صراع مع أمه طيلة النهار، إذا استمرت في منعه عن القيام بأعمال يحبها بدلا من تحويل اهتمامه إلى ألعاب مسموح بها. وهناك من الأطفال من يتسنى له الاختلاط بأطفال آخرين والعمل بحرية في المنزل إلا أنه شديد الحياء ويقف جانبا يراقب بدلا من أن يشارك في النشاط الدائر.
كيفية استخدام المصاصة؟
اطمأن إلى أن طفلك سيقلع عن عادة المص من تلقاء نفسه مع مرور الوقت. وهذا يتم في معظم الأحيان عندما تبدأ أسنان طفلك تنبت. إلا أن العادة لن تزول تدريجياً وبانتظام، إذ بعد أن يقلل طفلك من المص لفترة من الوقت يعود إلى الإكثار منه إذا اعتلت صحته أو لاقى صعوبة في التكيف مع وضع من الأوضاع. إلا أنه سيقلع عن العادة كليا في نهاية الأمر. وهذا يتم على الأرجح بين الثالثة والسادسة.
الاجترار — هل هي مشكلة؟
الاجترار يستسلم الطفل في بعض الأحيان إلى عادة المص والعلك بلسانه إلى أن يحين وقت رضاعته الأخيرة. وتعرف هذه العادة بالاجترار ( وتشبه اجترار البقر )، وقليلون هم الأطفال الذين يمارسونها. وينشأ بعض هذه الحالات من تقييد ذراعي الطفل، فيستعيض عن مص إبهامه بمص لسانه. وينصح هنا بقوة بضرورة إطلاق حرية الذراعين على الفور، منعا لاستسلام الطفل إلى هذه العادة كليا. كذلك ابذلي كل جهدك لتوفري لطفلك ما تستطيعين من مداعبة وملاعبة وملاحظة. ومن المستحسن، كما هو شائع، أن يتكون غذاء الطفل برمته من الأطعمة الجامدة. وهذا يعني تقديم الحليب إليه مطبوخا مع الحبوب والحلوى.
مصاصات التلهية
تنفع هذه المصاصة في تهدئة الطفل المضطرب، وفي منعه من مص أبهامه وهي تتكون من حلمة لا شق فيها واسطوانة تحمل الحلمة وتستند إلى الشفتين كي لا يبتلع الطفل الحلمة عند امتصاصها، ومن حلقة في مؤخرة الأسطوانة يمسك بها الطفل أو تعلق بشريط يتدلى من عنقه.
أنتباه: الحبل قد يخنق الطفل أثناء نومه
والنوع الجيد من هذه المصاصات، هو النوع المصنوع من المطاط الذي لا يؤذي بشرة الطفل عندما يغلب عليه النعاس، والذي يتميز.وهذا أهم ما في الأمر. بعدم انقلا ع حلمته والتسبب في اختناق الطفل. وهناك ايضأ نوع من المصاصات يتميز بحلمة قصيرة طرفها كروي الشكل.
والطفل الذي يمر في فترات من الاضطراب الطفيف يمكن، في الغالب، تهدئته بتقديم هذه المصاصة إليه. ولا نعلم ما إذا كان المص يسكن ألماً لا نعرف مصدره أويهدىء الطفل بإشغال فمه بشكل مستمر. أما في حالة المغص، وهي حالة لها علامات واضحة، فهذه المصاصات قد تسكن الألم إلى حد ما.
وبما أن الاضطراب والمغص يزولان في معظم الحالات عندما يبلغ الطفل الشهر الثالث من عمره على وجه التقريب، فبوسعك عند هذا العمر الكف عن استعمال المصاصة كي لا يألفها الطفل.
استعمال المصاصة استعمالاً صحيحا قد يمنع بشكل فعال مص الإبهام
معظم الأطفال الذين يكثرون من استعمال المصاصة في الأشهر القليلة الأولى من عمرهم، لا يمارسون أبدا عادة مص الإبهام، حتى ولو كفوا عن استعمال المصاصة في الشهر الثالث أو الشهر الرابع من عمرهم.
وقد يتساءل البعض ما الفائدة إذا من الاستعاضة عن مص الإبهام بالمصاصة، إذا كان هذا شأنها ؟ والجواب انه إذا استسلم الطفل لمص الإبهام خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمره ( ونصف الأطفال على وجه التقريب يستسلم لهذه العادة ) فإنه سيستمر في المص إلى أن يبلغ السنة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة، وأحيانا بعد هذا العمر. ونقيض ذلك، أن معظم الأطفال الذين يستعملون المصاصة يتخلون عنها عند بلوغهم الشهر الثالث أو الرابع من عمرهم. فبينما كانوا في الأشهر الأولى يتلهون بالمص خلال فترات طويلة، فإنهم يرفضون المصاصة الآن حالما تدخل في أفواههم ا وبعد ذلك بلحظات قليلة. أما بقية الأطفال، فمعظمهم يتخلى عنها عند بلوغه السنة لأولى أو السنة الثانيه من العمر. وإذا فالفرق كبير بين مص الإبهام ومص المصاصة. وميزة المصاصة هي أن استعمالها لا يؤدي إلى اعوجاج الأسنان بالقدر الذي يؤدي إليه مص الإبهام.
تردد الأم في البدء باستعمال المصاصة ، وترددها في الكف عن استعمالها.
هناك مشكلتان تعترضان استعمال المصاصة على أفضل وجه. ففي معظم الحالات التي تنفع فيها المصاصة، تتردد الأم في استعمالها أو تحاول استعمالها بعد فوات الأوان حيث لا يقبل عليها الطفل كما كان سيقبل عليها لو أنها قدمتها إليه خلال الأسابيع الأولى. أن تردد الأم في استعمال المصاصة أمر طبيعي. ذلك أن معظم الناس لا يستحسن منظر مصاصة تتدلى من فم الطفل. لاسيما متى أصبح الطفل قادراً على السير على قدميه وراحت تبدو على وجهه إمارات التخدير بفعل المص. ومع أن الأمهات يرفضن في معظمهن استعمال المصاصة عندما ينصح الطبيب بذلك، فإنهن غالباً ما يتخلين عن رأيهن فيما بعد عندما يتفهمن فوائد المصاصة من أحدى قريباتهن أو صديقاتهن
والمشكلة الأخرى هي أن الأم التي استعملت المصاصة بنجاح لمعالجة حالات الاضطراب والمغص تظل تعتمد على المصاصة لتهدئة الطفل كلما ارتفع صوته حتى بعد أن يبلغ من العمر حدا يسمح له بالتخلي عنها ( عادة ما بين الشهر الثاني والشهر الرابع ). وهذا من شأنه أن يولد لدى الطفل بعد بلوغه الشهر الخامس أو السادس أو السابع من عمره اعتماداً على المصاصة يستمر حتى يبلغ سنة او سنة ونصف السنة من العمر.
والمصاصة وسيلة تقوم مقام الإبهام للطفل الذي يحتاج إلى المص حتى الشهر الثالث او الخامس من عمره. إلا أن الحاجة إلى المص تنخفض بعد هذا العمر ، ويصبح ما يتلقاه الطفل من مص أثناء الرضاعة كافياً ولا يعود يتقبل المصاصة. وعند بلوغ الطفل الشهر الرابع أو الخامس من عمره تزول حاجته إلى المص كلياً ( ويبدو هذا الأمر جلياً لدى الطفل الذي يرضع من ثدي أمه والذي لا يكاد يبلغ هذا العمر حتى يبدي ملله من الرضاعة ) فإذا استمرت الأم في تقديم المصاصة إلى طفلها بعد بلوغه الشهر الرابع على وجه التقريب، إما لأنه من الأطفال القلائل الذين لم يستوفوا حاجتهم منها بعد، أو لأن استعمالها أصبح عادة يألفها إلى حد لا تستطيع معه أمه أن تجبره على التخلي عنها، فإن المصاصة تصبح عندئذ أداة للسلوى يصعب على الطفل أن يتخلى عنها قبل بلوغه سنة وسنة ونصف السنة أو سنتين من العمر وإذا كان الطفل غير مستعدا للتخلي عن المصاصة، في أي عمر، فليس من المناسب أن يحرم منها. لكن يستحسن منع المصاصة عن طفل يبدي علامات رفضها. وهذا من شأنه أن يريح الأقارب الذين يخشون من أن تتسبب المصاصة في اعوجاج أسنان الطفل.
أما كيف تستطيعين استعمال المصاصة لمنع مص الإبهام، فالجواب عن ذلك في الدرجة الأولى، هو أن معظم الأطفال – وربما 50منهم – لا يحاولون المص على الإطلاق أو أنهم يمصون من وقت لآخر لفترة قصيرة. فإذا كان طفلك من هذه الفئة، فليس هناك ما يدعوك إلى استعمال المصاصة ( إلا في حالة المغص ). ومن جهة أخرى عليك أن لا تبني قرارك على أساس ما يحققه طفلك بالفعل ، بل على أساس ما يحاول أن يقوم به. فإذا كان يحاول بعد الرضاعة أن يرفع إبهامه إلى فمه ليمصه بنهم ونجح في محاولته، فهذا سبب يكفي لتقديم المصاصة إليه.
أما عن العمر المناسب لتقديم المصاصة، فالجواب انه إذا ألف الطفل مص إبهامه خلال فترة تمتد بضعة أسابيع أو بضعة اشهر، فالأرجح انه سيرفض المصاصة إذا قدمت إليه. إنه لا يتمتع بالإحساس اللذيذ في فمه فحسب بل في أبهامه أيضا. لذلك إذا كان لا بد لك من استعمال المصاصة، فابدأ ذلك في الأسابيع القليلة الأولى من عمر طفلك.
وإما عن الساعات المناسبة من النهار لتقديم المصاصة، فالجواب أن الوقت المناسب هو أي وقت يفتح فيه الطفل فمه ويحاول مص إبهامه او اصابعه او معصمه أو ثيابه أو أي شيء آخر في متناول يده. وخلال الأشهر الأولى نادرا ما يستيقظ الطفل إلا في فترات وجيزة قبل الرضاعة وبعدها. فهذه ابذآ هي أوقات تقديم المصاصة. وأما إذا استيقظ فيما بين الرضعات فلا تترددي في تقديمها إليه. وليس القصد أن تختصر فترة تقديمها إليه بقدر الامكان بل أن تطيلي هذه الفترة بقدر ما يرغب هو في ذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى بحيث يستوفي حاجته منها ويتخلى عنها ساعة يقدر هو على ذلك.
ويفضل رفع المصاصة من فم الطفل فور أن يدب النعاس إلى جفنيه شرط أن لا تكون ردة فعله قوية وفورية وألا فلتنزع بعد أن يستسلم إلى الرقاد. ويمكن لطفل ألف وضع المصاصة في فمه أثناء الرقاد أن يستيقظ صارخاً إذا سقطت منه وأن يظل يصرخ إلى أن تعاد إلى فمه. ويمكن أن يتكرر سقوطها عدة مرات في الليلة الواحدة لا سيما إذا كان الطفل عن تعود على الاستلقاء فيما مضى على ظهره ثم تحول إلى الاستلقاء على بطنه الأمر الذي يتسبب في الكثير من الإزعاج ولا تحاول الكف عن تقديم المصاصة دفعة واحدة إذا ما بدا على طفلك فقدان الرغبة فيها، بل فليكن ذلك تدريجياً خلال أسبوع أو أسبوعين. ولا تخشي من زيادة معد ل إعادة المصاصة إليه من جديد خلال يوم او يومين إذا بدا عليه انه بحاجة خاصة إلى التسلية، ولكن عودي إلى تخفيض المعدل حالما يبدي استعداداً لذلك.
وإذا كان طفلك لا يزال يطلب المصاصة بعد بلوغه الشهر الخامس أو السادس من العمر. ويستيقظ عدة مرات إثناء الليل عندما تسقط من فمه فبوسعك أن تضعي عددا من المصاصات في فراشه وقت الرقاد حتى إذا أستيقظ تمكن من العثور على واحدة منها بنفسه. كذلك يمكنك أن تعلقي مصاصة بدبوس في ثيابه. (لا تستعملي خيطاً طويلاً لتعليق المصاصة في عنق الطفل، لأن ذلك مصدر خطرشديد على الطفل ).
وعندما ينبت للطفل بعض الأسنان فإنه يستطيع بواسطتها أن يفصل حلمة مصاصة قديمة عن اسطوانتها أوان يعلك قطعا منها. وقد تتسبب هذه القطع في اختناقه إذا ابتلعها عن غير الطريق الصحيح. لذلك استعملي مصاصات جديدة كلما بدأت القديمة بالاهتراء
للامانه منقوووووووووووووووووووووول