هل تطمحي إلى علاقة متميزة مع طفلك .. هل تريدي أن تكوني أماً ناجحة ..
لأطفال أصحاء نفسياً وبدنياً وأكثر سعادة واطمئنان ..
قد تظن الكثيرات منا .. أن مجرد تلقين أطفالنا قيماً تربوية إيجابية .. كفيل بتحقيق النجاح في أمومتنا ..
ويصطدم معظمنا .. باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم .. وإتباع تلك المفاهيم .. ويتم تفسير ذلك ..
على أن الطفل هو المسئول عن ذلك الفشل ولا نكلف أنفسنا غالباً ..
بمراجعة السلوك التربوي الذي انتهجناه في التلقين ..
فأدى ذلك المآل إلى مزيد من توتير العلاقة بيننا وبين أطفالنا .. والسبب الحقيقي ..
اننا لم نفهمهم جيداً .. ولم نعي حاجاتهم ..
تعالي معي نشعل شمعة نستنير بها في سبيل تربيتنا لهم ..
كوني معي .. هنا .. لنتعرف على أهم المعايير الأساسية التي تخلق منك أماً ناجحة ..
وتصنع بينك وبين طفلك علاقة متميزة .. قوية متينة .. متألقة على الدوام بالحب والمودة ..
للأطفال .. حاجات أساسية في الحياة .. ليحيوا حياة صحية ..
عاطفيا وجسدياً ..ويكونوا قادرين على الشعور بالآمان المضمون ..
والانتماء الأسري .. والحرية الشخصية ..ويتم توفير تلك الأساسيات ..
من خلال الوالدين .. وهناك طرق وأساليب مختلفة لأمومة إيجابية ..
تعتمد على المحبة كدليل في الحياة ..إذا لمساعدة أطفالنا في نموهم السليم ..
العاطفي والجسدي ..لابد من إتباع طرق .. ومعايير ..
سبعة معايير .. لأمومة ناجحة ..
أولاً .. قيمي طفلك ..
تعامل الأم الحكيمة طفلها دوماً كشخص مهم ونافع ..
له دوره الأساسي في الأسرة ..وهي تصر على احترامه .. وتعزيز ذاته من خلال ..
المديح الصادق .. والمكافآت الملائمة لأفعاله ..وإعطائه مساحة من الاستقلال ..
تتناسب مع عمره الزمني ..فتتفهم رغباته .. وغرائزه ..
وأحلامه التي يرنو إلى تحقيقها ..
فمثلاً ..
لإتباع ذلك المعيار ..أخبري طفلك أنك فخورة به ..
أثني عليه.. عند قيامه بعملٍ جيد .. أو أكماله لعمل ما ..
قدمي له هدية لمشاركته في عمل منزلي ..
ثم .. مهما بدر منه من تصرفات غير لائقة .. أخبريه دوماً أنك تحبيه ..
ثانياً .. ضمي طفلك وربتي عليه ..
أن من علامة الأمومة الفعالة .. إنفاق الكثير من الوقت على الحب ..
وبثه في نفس الطفل .. من خلال اللمسات الإيجابية .. والقبل .. والأحضان الحانية ..
والتربيت على الظهر .. ومسح الصدر براحة الكف ..والضم والشم ..
والاتصال البصري بالنظرات الحنونة ..
والاتصال السمعي .. بالكلمات الساحرة المفعمة بالحب والود ..
فمثلاً ..
أنظري مباشرةً على عيني طفلك عند حديثه معك ..
ربتي على كتف طفلك إذا حدثك عن موقف مر به ..
أو احضنيه إذا قص لك قصة .. أوشكا لك أمرٌ يقلقه ..
كل تلك اللمسات تريح الطفل جسدياً من أي هم أو خوف أو مرض ..
ثم من الضروري أن تظهري سرورك وفرحك .. لما يقدمه من انجاز..
بضمه وحضنه والتربيت علي كتفه ..
وتأكيد ذلك الفعل بعبارات التشجيع .. والثناء ..
ثالثاً .. علمي طفلك ..
لا تنتظري من طفلك أن يعي الأمور بفهمه وإدراكه ..فالأم الحق ..
هي التي تسعى جاهدة لتعليم طفلها .. والصبر عليه حتى يدرك الأمور بشكل صحيح ..
فهي مرنة في تعاملها معه من هذا الجانب .. وتكيف أعماله المفروضة ..
عليه حسب خبراته وتجاربه .. أو تتحداه بها .. بطريقة تنمي معرفته ..
وتشكل إمكانياته ..فيتوسع إدراكه ويتطور اجتماعيا .. وعاطفياً ..
بمستوى ملائم لعمره الزمني ..والعقلي ..
فمثلاً ..
ليكون طفلك إيجابياً في علاقاته في الحياة ككل ..
قبل أن يكون إيجابياً في تعامله معك ..علميه علم المعيشة ..
واجباته ووحقوقه .. كيف يشكر الآخرين .. كيف يعامل أخوته .. زملائه ..
كيف يقوم بمهامه كفرد في المجتمع .. وكيف يقدم المساعدة للآخرين ..
كيف يحصل على احتياجاته .. على رضا والده .. وهكذا ..
عالجي طفلك بالمودة وعلميه كيف يعالج أخطائه وسلوكه ..
شجعيه على الحديث عن مشاكله .. وطرح الحلول لها .. واختيار الصحيح ..
واخبريه بتجاربك السابقة المماثلة لمشاكله ..
رابعاً .. حدثي طفلك بالحقيقة ..
الأمومة تعني الصدق بكل صوره ومعانيه ..
فلا تخبر طفلها .. حديث يقوض معلومات مسبقة لديه ..
أو تمارس خدع لتخفي بيانات وحقائق معينة ..
فالأفضل عدم التحدث عن أمر إذا أريد أخفاء معلومات فيه ..
ولابد من إئتمان الصدق في حديث الطفل .. وعدم تكذيبه ..
وهدم الثقة لديه .. بل تأسيس علاقة تقوم على العهد والأمانة معه ..
فمثلاً ..
إذا كنت لا تعرفي إجابة سؤال ما .. ابحثي عن المصدر الصحيح للإجابة ..
ائتمني طفلك على إجابة أسئلة صعبة وحرجة .. ولا تشككي في حقيقتها ..
أخبري طفلك أنك فخورة به ..لمشاركته معك في الحوار والمناقشة ..
لا تظهري انفعالا .. كانزعاج أو صدمة .. من مشاركة طفلك ..
لنقاش في أمور حساسة .. أو في مواجهة معك ..
خامساً .. عاقبي طفلك ..
لابد من التصحيح الثابت الصادق .. المتحلي بالعطف والحب ..
لأخطاء طفلك .. فالأمومة لا تحمل حقداً .. أو انتقاماً ..
أو مذكرة لتسجيل الأخطاء وحسابها ..أنما هي تعرض التعليمات المعقولة ..
والمفهومة .. للطفل ليتبعها .. من خلال أسلوب اللطافة والصبر ..
والتأني على الطفل ..حتى يدركها وينفذها .. وينمو سليماً خلاقاً في بيئته ..
فمثلاً ..
وضحي لطفلك دائماً .. أخطائه .. قبل معاقبته ..
ويجب أن يكون العقاب .. ملائم لعمر الطفل ومصلحته ..
إذا خالف أمراً .. ما .. أجعلي هناك عقاب ثابت لتلك المخالفة ..
ويقتضي مدة زمنية قصيرة .. وينتهي ..
يغضب الوالدين من أطفالهم .. لذلك لابد من أخبار الأطفال بالسلوك المسبب للغضب ..
وحثهم على تجنبه ..وتحديده كمسبب للعقاب ..
سادساً .. شجعي طفلك ..
من أولى اهتمامات الأمومة .. التعزيز ..
فالتشجيع والمكافأة بشكل دوري وثابت .. هي .. حاجات أساسية لنمو الطفل ..
تمنحه قدراً ومكانة وتشكل نماذج جيدة ..لأطفال طبيعيين يقظين فطنين..
يهتمون بأنفسهم ويشاركون في صور الحياة المختلفة ..
فمثلاً ..
أقضي وقتاً .. مثمراً مع طفلك .. وهو يعمل واجباته ..
وشاركيه اللعب ..صنع أعمال يدوية مختلفة .. الرسم .. الأعمال المختلفة ..
طوري قدراته وإمكانياته ..وشجعيه على ممارسة اهتماماته وهواياته ..
ومساعدته على الاستقلال بنفسه ..من أمثلة المشاركات المختلفة مع الطفل ..
قراءة كتاب سوياً .. فصلا كل ليلة ..طبخ وجبة سهلة مفصلة سوياً ..
أو الخروج معه للعشاء كل شهر ..
سابعاً .. لا تتخلي عن طفلك ..
الطريق إلى الأمومة الصحيحة ليس واحداً .. فبمرور الوقت قد تحدث الأزمات والمشاكل ..
وتضيع منا الحلول السليمة والأدوية الناجحة .. فالأم الناجحة حقاً ..
لديها شبكة فعالة من الأصدقاء والأقارب ذوي الخبرة .. والأخصائيين المحترفين ..
الذين لا يألون جهداً في تقديم المساعدة والنصيحة .. عند الحاجة ..
فمثلاً ..
عليك تحدي نفسك .. لإيجاد حلول جديدة ومختلفة ..
لما تواجهك من المشاكل ..
تكلمي مع أمهات أخريات .. وصديقات واجهوا مشاكل مشابهة لمشاكل طفلك ..
وتعرفي على الحلول المثمرة من خلالهم ..
احصلي على استشارة من متخصصين في الطفولة ..
وأخيراً .. إذا أردت أن تكوني أمّاً ناجحة ..
ما عليك إلا أن تفهمي عالم الطفل كما هو حقيقة.. وتتقبل فكرة مفادها:
أنكِ لستِ ‘أمّاً كاملةً’..
إذ ليس هناك أم كاملة إطلاقاً .. وليس هناك أم سيئة إطلاقاً .. فتهيئ نفسك باستمرار ..
كي تطوري سلوكك تجاه طفلك .. لتتمكني من التعامل الإيجابي معه ..
بما يناسب عالمه الخاص ..
مع تمنياتي لكن فراشاتي بعلاقات متميزة مع أبنائكن ..