الوضعية النموذجية لنوم الطفل تكون على ظهره، والاستحمام المسائي ينشط دورته الدموية ويساعده على الرضاعة
عندما تخرج الأم مع طفلها من المستشفى، تصبح المسؤولة المباشرة الأولى والأخيرة عن هذا الطفل. إنها لحظات حلوة حيث تلامس الأم طفلها بحرية تامة، وتتفحص لونه، وبشرته، وعينيه، وأنفه، وتقاطيع وجهه، وشكل رأسه ولون شعره، وكل مافيه من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه. كذلك تتأمل وتتساءل هل يشبه والدته أم والده؟ وماذا فيه مشابه لخاله أو عمه وهكذا.
وتمر الأم في حالات صعبة خصوصا عند أول وليد، اذ تخاف من حمله لئلا يقع أو يصاب بسوء. وكيف تطعمه؟ وكيف تلبسه، وتخلع عنه الثياب؟ الخ… إن معظم النساء تمر في هذه الحالات، ولكن سرعان مايزول الخوف مع مرور الأيام، وسرعان ماينمو الطفل من جميع النواحي. فاذا كانت الأم تراجع في أحد المراكز الصحية النموذجية ستجد معظم الاجابات وكل ماتريده عن كيفية العناية بطفلها من خلال زياراتها المنتظمة، وبرامج التثقيف الصحي للأم في ذلك المركز النموذجي. ولكن هناك كثيراً من النساء لايراجعن إلا مستوصفات صغيرة ولمدة قليلة جدا، وليس هذا المهم أو موضوعنا.
فإلى جميع الأمهات هذه النصائح والتوضيحات التي قد يحتجن اليها:
كيف تحتضن الأم طفلها؟
– ان عظام الطفل لينة جدا، كما هو معلوم وذلك لافتقارها إلى الاملاح، كما ان العمود الفقري طري للغاية، وكذلك عضلات الرقبة ضعيفة جدا وهذا طبيعي في كل الاطفال بعد الولادة.
فكما ان الأم مضطرة لحمل طفلها إما للتأمل، أو بدافع من العطف والحنان، او للقيام بنزهة، او لزيارة الاقرباء او الاصدقاء، لذا يجب عليها ان تحمل طفلها بالطريقة الصحية، وذلك بان تضع يدها تحت رقبة الطفل قبل أن تحمله، من سريره، اذ انها بذلك تسند بيدها قسما من رأسه، وقسما آخر من عموده الفقري، ثم تضع يدها الآخرى تحت الجزء الأسفل من الطفل، وبهذه الطريقة تتجنب أي أذى أو كسر للطفل، وتستمر الأم على هذه الطريقة حتى مابعد سن الثلاثة اشهر، ولامانع من مساعدة طفلها بعد ذلك إذ قويت عظامه، وبدأ يعتمد عليها.
كيف ينام الطفل؟
– عادة في الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة ينام الطفل بين 18و 22ساعة يوميا، إذا حصل على الغذاء المطلوب وكان سليما معافى لايشكو من أي ألم أو خلل في أجهزته العصبية، أو الهضمية، أو أي جهاز آخر وينام الطفل بعد كل رضعة كاملة.
أما إذا لم ينم الطفل كما يجب، فلابد من:
– الانتباه إلى الحفاضات، فربما كانت مبللة، فلذلك يجب تبديلها فورا، فتركها لمدة طويلة يؤدي إلى تهيج الجلد ومن ثم إلى آلام تمنع الطفل من النوم.
اما كيف ينام الطفل فهذا سؤال مهم جداً فالاطفال الذين يشكون من الغازات، يفضلون النوم على بطونهم لان ذلك يساعد على طرد الغازات ويخفف الألم، ولكن يجب على الأم التنبه إلى حركة التنفس عند الطفل، خاصة انه لايستطيع إدارة رأسة لتأمين تنفسه.
أما الوضعية النموذجية لنوم الطفل هي على الظهر ثم على الجنب وتغير وضعية الرأس من حين لآخر، الأمر الذي يؤمن له استدارة جميلة، ووضعا أمينا.
ويحبذ دائما مراقبة الطفل اثناء النوم وخاصة تنفسه وإبعاد كل مايعيق التنفس.
أما أين ينام الطفل فيجب أن ينام في سريره الخاص وأن يكون نظيفا ومعقما، ومغلفا بشراشف نظيفة وغير خشنة.
كذلك لاننسى إبعاد الطفل عن جميع المصابين بالسعال أو الأمراض المعدية الأخرى.
كيف يحمم الطفل؟
– كما أن الغذاء والنوم ضروريان للطفل فالاستحمام ضروري أيضا للطفل.
وليكن يوميا، وذلك لتنشيط الدورة الدموية، ويساعده على الرضاعة والنوم الهادئ. وأن يكون الحمام عند المساء ليساعده على النوم براحة تامة.
1- غلي الماء جيداً لقتل الجراثيم، ثم تركها إلى أن تفتر وتصبح بدرجة صالحة من حيث الحرارة.
2- احضار المنشفة الخاصة بالطفل.
3- استخدام الصابونة الخاصة بالطفل.
4- استخدام الشامبو الخاص بالاطفال.
5- قفل الشبابيك لمنع مرور التيار الهوائي.
6- بعد ذلك يوضع الطفل في المغطس الذي فيه الماء الفاتر ويمسك باليد اليسرى من تحت إبطه الأيمن ثم يصب الماء على رأسه بهدوء ثم على باقي جسده وبعد ذلك يدلك الجسم بالصابونة الخاصة برفق ولين، وبعد ذلك يصب الماء مرة أخرى لازالة الصابون، ثم يلف بالمنشفة الكبيرة، وينشف رأسه جيداً ثم جسده، وبعد ذلك يلبس الملابس الداخلية تليها الملابس الأخرى.
يحبذ طلب مساعدة من أفراد المنزل، ويحذر من استخدام البودرة كما هو دارج ومعروف لأن التجارب اثبتت خطورة بعضها واحتمال دخولها رئتي الطفل.
لباس الطفل
– العادة القديمة، وللأسف مازالت باقية، وهي أن يلف الطفل ليبقى جسمه مستقيما، وليسهل حمله. أما اليوم فإن اللف اصبح خفيفا ماعدا اليدين والرجلين اللتين تبقيان في اللف حتى الشهر السادس من العمر فلماذا رفض اللف الشديد؟ اللف الشديد الذي يؤدي إلى إن يصبح الطفل كالعصا، لايرى منه إلا رأسه، يؤدي إلى تقييد الطفل، وحركته، ويؤذي دورته الدموية، كما يضايق عملية التنفس، كذلك يمكن ان يؤثر سلبا على نمو العظام.
فالحركة ضرورية للطفل، وأن تكون ثيابه واسعة، لاتعيق الحركة، وأن تكون قطنية وبسيطة وحبذا لو تتكون الملابس من:
– قميص داخلي مفتوح من الأمام أو من الوراء ليسهل لبسه ونزعه، وأن يكون مربوطا لابارزا.
– الحفاظات تكون قطنية.
– قميص طويل من القطن، أو بيجاما قطنية.
– عدم الاكثار من الملابس الصغيرة، لان الطفل ينمو يسرعة.
– أن تكون الجوارب قطنية وواسعة ليتمكن الطفل من تحريك أصابع القدمين، ولا يلبس الحذاء قبل ان يصبح قادرا على المشي.
كيف يتم تبديل الحفاظ؟
– أولا يجب معرفة أنه إذا بقي الحفاظ المبلل أو الوسخ على جسم الطفل لفترة طويلة، يتسبب في تهيج الجلد ومن ثم التهابات جلدية سطحية وعادة تكون مؤلمة، لذا يلزم تغير الحفاظ من وقت لآخر ولكن قبل تبديل الحفاظ يجب مسح مقعد الطفل بفوطة، أو بقطنة مبللة بالماء من الإمام إلى الوراء، خاصة بالنسبة للأنثى، لأن العكس يلوث الفتحات التناسلية الأمامية وقد يؤدي إلى اصابتها بالالتهابات. بعد ذلك يتم تنشيفه ثم مسح المنطقة بزيت الزيتون المعقم، ويحبذ تجنب البودرة لأنها ممكن تؤدي إلى الحساسية ولها أضرار أخرى، كذلك يجب معرفة أن بعض أنواع الحفاظات تؤدي إلى نوع ما من الحساسية، وأن بداية تهيج الجلد هو الاحمرار والذي يجب عنده مراجعة الطبيب لأخذ العلاج والنصائح مبكراً.
المصاصة فوائدها ومضارها
– المصاصة أو (اللهاية) هي قطعة مطاطية مصنوعة من البلاستيك تشبه حلمة الثدي، وبها مسكة لتسهيل وضعها في الفم أو سحبها منه، وتستخدم كأداة لتهدئة الطفل ومساعدته خصوصاً في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر من فوائدها:
1- تختلف غريزة المص بين طفل وآخر، فمنهم من يحتاج إلى المص أكثر من غيره خاصة في الأشهر الأولى من حياة الطفل، فعندئذ يمكن اللجوء إلى المصاصة لإشباع هذه الرغبة، مع ان البعض لايحبذ ذلك.
2- إن بعض الأطفال يبكون دون سبب رئيسي، على الرغم من تأمين جميع حاجاتهم (من غذاء ونظافة).
فتكون المصاصة أحياناً نوعا من العلاج لإسكات الطفل من جهة، ولإفساح المجال أمام الأم كي تنفذ بعض اعمالها من جهة أخرى.
اما المضار:
1- يقول البعض من الأطباء إنها تساهم في احداث عاهات في الشفاه، وفي الفك العلوي، ولكن هذا الأمر ليس مؤكدا مائة في المائة.
2- تصبح المصاصة أحياناً وسيلة لنقل بعض الجراثيم والميكروبات والطفيليات إلى الطفل، وبعضها خطير جدا ممكن يؤدي إلى مضاعفات شديدة.
3- ربما تكون إحدى الوسائل لإبعاد الطفل عن أمه وتخفيف العلاقة بينهما خاصة إذا لم تقم برضاعته مما يؤدي إلى مشاكل نفسية للطفل والأم معا.