الوقاية من السحر وعلاجة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة وبركاته.

الحذر من السحرة والمشعوذين :

فليحذر المسلم من أهل الدجل من الكهنة والمشعوذين ،والسحرة والساحرين ، وغيرهم من الماكرين والمبتزين ، واللاعبين بعقول ضعافالمسلمين ، فعليهم من الله ما يستحقون ، فمن اعتمد عليهم خذلوه وما زادوه إلاوهناً ومرضاً ، واعلم والله أنه ما رجا مخلوق مخلوقاً غير الله إلا خذله وما نفعه، وذلك لأنه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فكيف ينفع غيره أو يضره ، فاللهالمستعان وعليه التكلان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” ليس منا من تطيرأو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ” [ حسنه الألباني فيغاية المرام ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : ” من أتى عرافاً فسأله عن شئ لمتقبل له صلاة أربعين ليلةً ” [ أخرجه مسلم ] ، وقال صلى الله عليه وسلم :” من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد “[ صحيح أخرجه البزار واللفظ له ، وأخرجه أبو داود بدون لفظ ساحر ” ، وقال صلىالله عليه وسلم : ” من أتى كاهناً أو عرافاً ، فصدقه بما يقول فقد كفر بماأنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ” [ أخرجه أحمد والحاكم في المستدرك ، وقالصحيح الإسناد على شرط الشيخين ] ، وفي فتح المجيد شرح كتاب التوحيد : [ قال البغوي: العراف : الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالةونحو ذلك ، والكاهن : هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يخبر عما فيالضمير ] انتهى . فمن ادعى علم الغيب فهو كافر بالله تعالى مكذب بالقرآن وسنةالنبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ” قل لا يعلم من في السموات والأرضالغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ” [ النمل 65 ] ، وقال تعالى : “عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول ” [ الجن 26/27 ]، ومن المعلوم أن الرسالة قد انقطعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاتمالنبيين ، فمن أين لأولئك بمعرفة الغيب ، وقد قال تعالى : ” ما كان محمد أباأحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئاً عليماً ” [ الأحزاب40 ] .
فليتق الله أناس عرفوا الحق من الباطل ، وميزوا الخير منالشر واشرأبت نفوسهم أمر الله عز وجل وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام ثم يذهبونيتخبطون في ظلمات أولئك السحرة والدجالين غير آبهين بما أعد الله لهم من عذابوعقوبات من جراء تلك الرحلات إلى أجواء الكذابين والكذابات .

الوقاية من السحر :
ينبغي للمسلم أن يقي نفسه وأهله كل مرض وكل داء ، ولايتأتى ذلك بعد الله تعالى ، إلا بأخذ الأسباب المبدئية ، قبل وقوع البلاء ، وهناكسبل وقائية مبدئية يتبعها الإنسان حفاظاً على نفسه وأهل بيته من شرور الإنس والجن، ومنها :

1- العجوة :
ويستخرج من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ،تعطي الناس من أكلها كل وقت وكل حين بإذن ربها ، ألا وهي النخلة ، قال تعالى:
{ والنخل باسقات لها طلع نضيد * رزقاً للعباد وأحيينا بهبلدة ميتاً كذلك الخروج } [ ق10/11 ] ، وقال تعالى : { وهزي إليك بجذع النخلةتساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقري عيناً } [ مريم 25 ] ، وقال صلى اللهعليه وسلم : ” ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ” [ رواه مسلم ] . وقدكان النبي صلى الله عليه وسلم يحنك الأطفال بالتمر ، لما فيه من مادة سكرية يمتصهاالمولود بسرعة ، فتحافظ على مستوى السكر في دمه ، أو يرفعه إلى مستواه الطبيعي . فعنأبي موسى قال : ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ، فسماه إبراهيموحنكه بتمرة . [ متفق عليه ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : ” من تصبح بسبع تمراتعجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ” [ متفق عليه ] ، من تصبح : أي يأكلهاقبل أن يطعم شيئاً . [ عون المعبود ] ، والعجوة ضرب من أجود تمر المدينة وألينه : قالالداودي : هو من وسط التمر ، وقال ابن الأثير : العجوة ضرب من التمر أكبر منالصيحاني ، وهو مما غرسه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بالمدينة . قال الخطابي : كونالعجوة تنفع من السم والسحر إنما هو ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لتمرالمدينة لا لخاصية في التمر .
وقال صلى الله عليه وسلم : ” من أكل سبع تمرات ممابين لا بيتها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي ” [ متفق عليه ] . وعن عائشة رضيالله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” في عجوة العالية أولالبكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم ” [ أخرجه أحمد] .
وعجوة المدينة أفضل من غيرها لما لها من خاصية وميزة عنبقية العجوة الأخرى ، لأن عجوة المدينة من غراس النبي صلى الله عليه وسلم . ولكنهذا لا يمنع أن تكون كل عجوة من غير المدينة نافعة في مثل ذلك ، للحديث السابقالذكر وأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق في الحديث ولم يقيد ، فدل على أن كل عجوةمن التمر مفيدة للوقاية من السحر والسم .

2- الأذكار :
قد جعل الله لكل شئ سبباً ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل ، فليلهج بذكره سبحانه ، فالذكر باب المحبة ،وشارعها الأعظم ، وصراطها الأقوم ، قال تعالى : ” فاذكروني أذكركم واشكروا ليولا تكفرون ” [ البقرة 152] .

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب من الكلمالطيب : [ أن للذكر أكثر من مائة فائدة ] . وذكر منها :
أ – أن الذكر يطرد الشيطان ويمنعه ويكسره.
ب- أنه يرضي الرحمن .

ج – أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
د- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور .
قال تعالى في سورة الأحزاب : ” والذاكرين اللهكثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً (35) ” .
وقال صلى الله عليه وسلم : ” مثل الذي يذكر ربهوالذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت ” [ البخاري ] ، وعند مسلم : ” مثلالبيت الذي يُذكر الله فيه ، والبيت الذي لا يُذكر الله فيه ، مثل الحي والميت” .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لكل شيء جلاء وإن جلاءالقلوب ذكر الله عز وجل فمن أفضل ما يقي الإنسان الشرور بإذن الله تعالى ، الأذكاروالمحافظة عليها باستمرار ، طرفي النهار ، وموعد الأذكار كما قال الله تعالى :” فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ” [ ق 39] ، أي بعد الفجر وقبل طلوع الشمس ، وقبل غروب الشمس قبل المغرب ، فمن نسي أجزأهبإذن الله قول الأذكار ولو بعد صلاة المغرب .
وهناك أذكار الصباح والمساء موجودة ومطبوعة فما علىالمسلم إلا أن يأخذ واحدة منها ويقوم بمراجعتها دائماً ، وكثرة المراجعة كفيلةبإذن الله تعالى أن تؤدي لحفظها وهذا أمر مجرب .

فمن القرآن :
سورة الفاتحة ، وآية الكرسي ، وخواتيم سورة البقرة ،والإخلاص ، والمعوذتين ، والإكثار من التسبيح والاستغفار ، والحوقلة ، ففيها أجرعظيم ، ومنافع جمة ، لا يعلمها الله تبارك وتعالى ثم من جربها ، وداوم عليها ، فهيحرز حصين ، بإذن الله تعالى ، وهناك أذكار من السنة ، حبذا لو حفظها كل مسلمومسلمة ، وحافظ على ذكرها ليلاً ونهاراً ، لسلمنا من كثير من الأمراض النفسية وغيرالنفسية .

ومن الأذكار التي وردت في السنة وهي نافعة ومجربة ما يلي :

1- { باسم الله أرقيك ، من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل نفسأوعين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك } ( مسلم ) .
2- { باسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شر حاسدإذا حسد ، ومن شر كل ذي عين } ( مسلم ) .
3- { أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق} .
4- { أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كلعين لامة } .
5- { أعوذ بكلمات التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجرمن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شرما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارقالليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يارحمن } .
6- { أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شرعباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون } .

7- { اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شرما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم لا يهزم جندك ولايخلف وعدك سبحانك وبحمدك } .
8- { أعوذ بوجه الله العظيم ، الذي لا شئ أعظم منه ،وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبأسماء الله الحسنى ما علمت منهاوما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذيشر أنت آخذ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم } .
9- { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت ربالعرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا باللهالعظيم ، أعلم أن الله على كل شئ قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شئ علماً ، وأحصى كلشئ عدداً ، اللهم إني أعوذ من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذبناصيتها إن ربي على صراط مستقيم } .
(10) { تحصنت بالله الذي لا إله إلا هو إلهي وإله كل شئ، واعتصمت بربي ورب كل شئ ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حولولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالقمن المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الله هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوتكل شئ وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، وليس وراءالله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} .
(11) { اللهم رب الناسأذهب البأس أشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك شفاءٌ لا يغادر سقماً} .
(12) { بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولافي السماء وهو السميع العليم } . من قال ذلك ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي لم يضرهشيء ، وهناك أذكار أخرى كثيرة موجودة في كتب السنة كما أسلفنا فيما مضى ، فعلىالمسلم أن يجاهد نفسه ، وأن يخسأ شيطانه بالمحافظة على أذكار طرفي النهار.

الوقاية من السحر بعد وقوعه :

إذا وقع السحر وأثر في الإنسان فهناك طرق كثيرة لإخراجهمن الجسد أياً كان موضعه ، ومن تلك الطرق ما يلي :

1- العسل :
والعسل : يُذكّر ويُؤَنّث ، ويستخرج من حشرة نافعة وهيالنحلة ، حيث تتغذى على أكثر أنواع الأزهار والأشجار ذات الفوائد المعلومة عند أهلالتخصص والخبرة ، فهي طيبة ولا تتغذى إلا على الطيب لذلك أخرج الله من بطونهاشراباً وغذاءً يُتغذى به وفيه شفاء من كثير من العلل والأسقام ، قال تعالى : [ وأوحىربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كلالثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إنفي ذلك لآية لقوم يتفكرون ] ( النحل 68/69 ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( عليكمبالشفاءين : العسل والقرآن ) { بن ماجة والحاكم } ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( الشفاءفي ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي ) { البخاري} . وفي حديث آخر : ( وما أحب أن أكتوي ) { رواه البخاري ومسلم } . وفي الحديثينالسابقين إشارة إلى أنه يؤخر العلاج بالكي حتى تدفع الضرورة إليه ، ولا يعجلالتداوي به لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أخف من ألم الكي.

2- الحبة السوداء :
ويكفينا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكمبهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ) والسام هو الموت.
{ البخاري ومسلم } .
قال العلامة بن القيم رحمه الله : ( وهي كثيرة المنافعجداً ) انتهى .
وتسمى الحبة السوداء عند بعض الناس بالشونيز أو الشونير.

3- زيت الزيتون :
شجرة الزيتون ، شجرة مباركة وثمرها مبارك ، قال تعالى :[ شجرة مباركة زيتونة ] ( النور35 ) ، وقد ورد ذكر شجرة الزيتون في عدة مواضع منالقرآن الكريم ، قال تعالى : [ والتين والزيتون ] ( التين 1 ) ، وقال تعالى : [ وشجرةتخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ] ( المؤمنون20 ) ، وذكر العلامة بنسعدي رحمه الله في تفسيره : [ أنها تنبت في أرض الشام ] ، وقال بن كثير رحمه فيتفسيره : [ محلة التين والزيتون وهي بيت المقدس ] ، وقال القرطبي في تفسيره : [ وأقسمالله بالزيتون وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب ، يصطبغون به ، ويستعملونه فيطبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافعكثيرة ]، ولذلك أنفع الزيت زيت الأرض المباركة ببيت المقدس ، قال صلى الله عليهوسلم : ( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ) { الترمذي وابن ماجة وصححهالحاكم } ، وعند البيهقي وبن ماجة والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع ، قالصلى الله عليه وسلم : ( ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة) .
ثم يقرأ على زيت الزيتون الآيات التي قرأت على ورق السدروالتي سأذكرها بعد قليل ، ثم يدهن بها موضع السحر الموجود أو يدهن بها كامل الجسد، وسوف يبرأ بإذن الله تعالى صاحبه .

4- ماء زمزم :
زمزم هو اسم للبئر التي في المسجد الحرام ، وماء زمزمخير ماء على الأرض ، لما روى الطبراني عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعامالطعم ، وشفاء من السقم ) [ صححه الألباني في صحيح الجامع ] ، فماء زمزم طعامالجائع ، وشراب الظامئ ، وشفاء السقيم ، وهذا مع إخلاص النية لله تعالى ، والصدقفي ذلك ، لما حصل لأبي ذر عندما أقام شهراً بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم [ فيالصحيح ] ، وكانوا قديماً يسمون زمزم في الجاهلية ( شِباعة ) لأنها تروي وتشبعوتغني عن غيرها ، ودخل بن المبارك زمزم فقال : اللهم إن بن المؤمل حدثني عن أبيالزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” ماء زمزم لما شرب له” اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة [ ابن ماجة وصححه الألباني وهو فيالإرواء ] ، وسماه بن عباس شراب الأبرار ، وقال بن القيم رحمه الله : [ وقد جربتأنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأتبإذن الله ] .
هذا هو ماء زمزم وبعض ما ذكر فيه من فضائل وفوائد.

5- ورق السدر :
ومما يعالج به السحر ، وكذلك المربوط عن أهله ، بأن يؤخذسبع ورقات سدر ، وتدق بين حجرين أو في النجر ويسميه بعض الناس بالهاون ، أو غيرذلك ، ثم يوضع عليها ماء بنحو عشرين لتراً ، أي ما يكفي للشرب منه والاغتسال ، ثميُقرأ عليها الآيات التالية :
1- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم اللهالرحمن الرحيم { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياكنعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوبعليهم ولا الضالين }[ سبع مرات ] .
2- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {الله لا إله إلا هوالحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفععنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاءوسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم } [ سبع مرات] .
3- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {لله ما في السموات ومافي الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذبمن يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه منم ربه والمؤمنون كلآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعناغفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها مااكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملتهعلى الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمناأنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *}
4- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وأوحينا إلى موسى أنألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالكوانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين}
5- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وقال فرعون ائتوني بكلساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قالموسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق اللهالحق بكلماته ولوكره المجرمون }
6- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قالوا يا موسى إما أنتلقي وإما ن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه منسحرهم أنه تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق مافي يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى * فألقيالسحرة سجداً * قالوا آمنا برب هارون وموسى }
7- بسم الله الرحمن الرحيم {قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد } [ سبع مرات ] .
8- بسم الله الرحمن الرحيم {قل أعوذ برب الفلق * من شرما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد }*[ سبع مرات ] .
9- بسم الله الرحمن الرحيم {قل أعوذ برب الناس * ملكالناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنةوالناس } [ سبع مرات ] .
10- بسم الله الرحمن الرحيم {قل يا أيها الكافرون * لاأعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتمعابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين }[ سبع مرات ] .
11- {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزعالملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [ سبعمرات ] .

12- ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك وأمرك في السماءوالأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت ربالطيبين أنزل رحمة من عندك وشفاء من شفائك على هذا الوجع

[ سبع مرات ] .
13- أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر . [ سبعمرات ] .
14- وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * [ سبعمرات ] .
15- {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعامن خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلاهو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملكالقدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هوالله الخالق البارىء المصور له الأسماء الحسنى – يسبح له ما في السموات والأرض وهوالعزيز الحكيم } [ سبع مرات ] .
16- {أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}
17-{ ربي إني مسني الضر وأنت ارحم الرحمين}

18- اللهم يا رافع السماوات السبع ارفع عني ما أنا فيه.

19- ” ويشف صدور قوم مؤمنين “

20- يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث ومن عذابك نستجير أصلحلنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك .

ملاحظة هامة :
ويمكن أن تقرأ تلك الآيات على المريض مباشرة ، وهذاالأمر أنفع وأفضل حتى يتسنى للقارئ مخاطبة الجني وإخراجه بالتي هي أحسن دون أدنىضرر قد يلحق بالمريض أو الموجودين عنده .
العلاج مطلوب شرعاً ، لقوله صلى الله عليه وسلم : “تداووا ولا تداووا بحرام ” ، لكن من صبر على المرض فأجره عظيم ، وفضل ذلككبير ، قال عطاء بن أبي رباح : قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلتبلى ، قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع، وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : ” إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوتالله أن يعافيك ؟ ” فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها ” [ متفق عليه ] .
6- السنا :
قد يكون السحر مستقراً في المعدة ، فإذا كان ذلك نفع فيهبإذن الله تعالى شربة ( السنا ) وهي مجربة نافعة بإذن الله ، قال النبي صلى اللهعليه وسلم : ” لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان السنا ” [ رواهالترمذي ] .
وطريقة تحضيرها بأن توضع شربة السنا في قدر به لتر منالماء ، ثم تغلى على النار ، وبعد غليها تصفى من التفل ، وتترك لتبرد ، ثم يشربمنها المريض مقدار ثلاثة أكواب على الريق ، ويمكن أن يضاف لها عسل النحل لتحليتها، بعدها يشعر المريض بإسهال شديد وقد يكون مصحوباً بمغص خفيف، ولكن بدون التهاب فيالأمعاء ، فإذا بدأ مفعول شربة السنا في العمل ، فإنه يستفرغ جميع ما في البطن منفضلات ، وبذا تخرج المادة السحرية بإذن الله تعالى ، وهي مجربة نافعة ، ويمكن أنيحضر كوب ماء مغلي ويضع فيه قليلاً من ورق السناء ويخلطه ثم يترك ليبرد ثم يشرببعد ذلك ، والله المستعان وعليه التكلان .

7- الحجامة :
الحجامة ، من الاستفراغات النافعة بإذن الله تعالى فيدفع السحر ، والحجّام المصّاص ، يقال للحاجم حجام لامتصاصه فم المحجم . وأفضلأوقات الحجامة ما ثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولالله صلى الله عليه وسلم : ” من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدىوعشرين كان له شفاء من كل داء ” [ أخرجه أبو داود ، بسند حسن . انظر صحيحالجامع ، وزاد المعاد 4/54 ] . قال ابن القيم رحمه الله : الحجامة في النصف الثانيمن الشهر أنفع من أوله وآخره . قيل في الأثر : ” الحجامة على الريق دواء ،وعلى الشبع داء ، وفي سبع عشرة من الشهر شفاء ” .
وقيل أن الحجامة تكره يوم الأربعاء والسبت ، وقد سئلالإمام أحمد رحمه الله عن الحجامة ، أي يوم تكره ؟ فقال : يوم السبت ويوم الأربعاء، ويقولون : يوم الجمعة . وقد روي في ذلك حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً :” من احتجم يوم الأربعاء ، أو يوم السبت ، فأصابه بياض أو برص ، فلا يلومنإلا نفسه ” [ أخرجه الحاكم والبيهقي ، وفي سنده سليمان بن أرقم وهو متروك ،فلا يصح الحديث ] . وقيل أن أفضل أيام الحجامة يوم الاثنين ، وقد رويت عدة أحاديثفي ذلك ، لكن كلها لا تخلوا من الضعف ، فلا يعول عليها حكم ، والصحيح في ذلك أنالإنسان متى ما احتاج إلى الحجامة ، فله ذلك في أي وقت ، ولكن كل ما ذُكر من بابالاحتياط والحفاظ على الصحة والتحرز من الأذى .
وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم في رأسهلصداع كان به

( البخاري ) ، وأخرج البخاري ومسلم من حديث طاووس ، عنبن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم : ” احتجم وأعطى الحجّام أجره ” ،ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الحجامة في قوله : ” ثمن الحجام خبيث” [ أخرجه مسلم . منة المنعم 3 / 46 ، وابن حبان 11 / حديث رقم 5151 ] ، وفيالصحيحين أيضاً عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” خير ماتداويتم به الحجامة ” .
وأما إذا كان للسحر تأثيراً في الرأس فعلاجه يكونبالحجامة وقد تقدمت الأحاديث الواردة في فائدة الحجامة ، وهي نافعة بإذن اللهتعالى في مثل هذه الحالات .
وكذلك إذا كان السحر في أي عضو من أعضاء الجسد فيمكناستخراج المادة السحرية منه عن طريق الحجامة ، أو أي طريقة استفراغ كانت من أجل أنيتم استخراج مادة السحر فيبرأ المريض بإذن عز وجل .

8- الدعاء :
وهو من أنفع العلاجات ، لجميع الأمراض ، والأسقام ،عضوية كانت أم غير عضوية ، فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم ، يلجأ إلى ربه تباركوتعالى ، لكشف طبه الذي طُب به ، فاستجاب الله له ، فكشف ما به من ضر.
ولكن يجب على المسلم أن يحذر موانع إجابة الدعاء ،ويجتنبها حتى يسلم له دعاؤه ، ومن هذه الموانع ما يلي :
1- أكل الحرام : ومن ذلك أكل الربا ، والرشوة ، وخصوصاًلما

يتوصل به إلى حرام ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وأكلالميتة .
2- شرب الحرام : ومن ذلك شرب الخمور والدخان والمخدراتوالمسكرات ، وكل ما فيه ضرر على الإنسان .
3- لبس الحرام : كمن يلبس ثوباً مسروقاً ، أو ثوب حرير ،أو الثوب الذي يشبه ثياب النساء ، أو ثياب الكفار ، أو الثوب الطويل الذي هو أسفلمن الكعبين ، ومعلوم خلاف العلماء في صحة صلاة من صلى بثوب محرم ، فلينتبه المسلمإلى ذلك الخطر .
4- التغذي بالحرام : وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم :” الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ، ومطعمه حرام ،ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك”
[ رواه مسلم ] .
5- عدم التعجل في إجابة الدعاء : لأن ذلك يجعل الإنسانيتباطأ الإجابة فيترك الدعاء ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يستجابلأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ” [ رواه البخاري] .

منقول للامانة
اختكم في الله الاميره المتفائله

عن

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!