تفسير لبعض من المواضيع الشائعة التي يحلم بها الأطفال ولكي تعلمين كيف التعامل معها !
الوحوش:
هناك أنواع مختلفة من الوحوش في عالم الطفل. ولكن عندما يختبئ الوحش في خزانة الثياب، أو تحت السرير، أو تحت السقيفة، فهذا يعني بأن الطفل لا يشعر بالأمان في منزله. وعندما يحاول الوحش مطاردة الطفل في الحلم، أو الصراخ عليه وتهديده، فهذا قد يعني وجود شخص يزعج الطفل في الحقيقة يمثله الوحش في الحلم.
تعقيب:إن صراخ وتعنيف الأهل للأطفال خلال اليوم، قد يترجمه عقل الطفل إلى حلم به “وحشِ” أحياناً. وهذا ينطبق أيضا على أي معلم عنيف أو جار مخيف. ولا تشير هذه الأحلام بالضرورة إلى سوء المعاملة البدنية، لَكنها تشير إلى أن طفلَك يواجه موقفا مرهقا، يتعلق بشخص ما قريب منه. إذا تكرر الحلم، انتبه لحيثياته، وحاول ربطه بالمواقف، مثلا خلال الأيام التي يتدرب فيها الطفل على كرة القدم في النادي، أو عندما يزور أحد الأقارب. ولا ننسى أن الأهل يلعبون دورا في إخافة الطفل، فالعديد من الأمهات قد يلجئن إلى الوحش، أو الكلب الشرس أو الجار المخيف لإخافة الطفل وهذا بحد ذاته سبب كاف ليصاب الطفل بالهلوسات في الليل.
السقوط:
الأطفال، مثل البالغين، يحلمون بالسقوط في الأحلام عندما يشعرون بعدم الاستقرار أو خارجين عن السيطرةَ. وغالبا ما تحدث أحلام السقوط عندما يكون هناك إحساس داخلي بالفوضى، أو عدم الاستقرار، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو السفر بعيدا.
تعقيب:
في بعض الحالات، يرتبط الحلم بالسقوط بإصابات الأذن أو التهابات طبلة الأذن. إذا كان الطفل بالفعل قد تعرض لإصابة في الأذن، أو عانى مؤخرا من الزكام فهذا يعني بأن حلمه بالسقوط أمر طبيعي. وبغير ذلك فقد يكون السبب قلة الأوكسجين، بسبب طريقة النوم.
الحشرات:
غالبا ما يحلم الأطفال بوجود حشرات في سريرهم، ومن منا لا يحلم بذلك أحيانا خصوصا بعد مشاهدة فلم وثائقي عن النمل المحارب.
تعقيب:
ترتبط الأحلام المتعلقة بوجود حشرات غريبة في الفراش بمشاكل عائلية مثل الانفصال، أو الانتقال إلى بيت جديد أو قدوم مولود جديد إلى البيت. وبالرغم من عدم وجود مبرر أو سبب لهذه الأحلام، إلا أنها تعكس الشعور بالحيرة وعدم معرفة المجهول. إذا قال الطفل بأنه قد حلم بهذه الحشرات فلا تتواني عن تقديم الدعم والرعاية له، والتأكيد بأن الأمور ستكون أفضل مع التغير الجديد.
القدرة على الطيران أو الألعاب السحرية:
تسمح هذه الأحلام للطفل بالمفاخرة البطولية استناداً إلى قوته السحرية. فقد يخبرك انه حلم بأنه يطير فوق العالم، وينقذ الآخرين.
تعقيب:
هذه أحلام الخيالية الرائعة تسمح للطفل بتجربة النجاح من خلال القوى الشخصية مثل الخيال، والشفقة على الآخرين، والشجاعة والذكاء لحل المشاكل. أنها أحلام رائعة تعلم الطفل كيف يبدع، ويتخيل، ويستعرض مهاراته.
مخلوق أو شيء لطيف يتحول في الحلم إلى شرير:
في هذه الأحلام قد يحلم الطفل بأن قطة أو لعبة أليفة ومسالمة في الواقع تتحول إلى وحش مخيف في الليل. وهذه الأحلام شائعة، حتى أن الطفل قد يستيقظ من الحلم، ويطلب إخراج الحيوان الأليف أو اللعبة من غرفته.
تعقيب:
إن الأحلام التي تتعلق بتحول الأشياء والمخلوقات اللطيفة إلى مخلوقات شرسة في الحلم، له دلائل عميقة في نفسية الطفل، الذي يربطها بشخص غالبا ما كان لطيفا معه، ولكنه أحيانا يتصرف بعنف معه، بحيث لا يستطيع الطفل تفسير السبب. وقد يكون الشخص، صديقا له في المدرسة، أو قريبا في العائلة.
الساحرة:
يحلم العديد من الأطفال بالساحرة الشريرة التي تريد أن تؤذيه. وقد يكون شكل الساحرة، شيئا رآه الطفل في مسلسل للأطفال، أو قصة.
تعقيب:
كما هو الحال بالنسبة للوحوش، والحيوانات الأليفة، والألعاب، الساحرة تعني شخصا في الواقع يتصرف بطريقة لئيمة أو عنيفة مع الطفل. وهذا الأحلام تقول ما يبقى عالقا في ذهن الطفل. لذا لا تتجاهل أحلام الأطفال، خصوصا إذا تكرر الحلم، وحاول البحث عن أمور تربط الواقع بالحلم. حتى لو أدى ذلك إلى التوصل إلى مسلسل كرتوني يسبب الكوابيس للطفل.
العري:
الأطفال، مثل البالغين، يحلمون أحياناً بأنهم في الخارج علناً بدون ملابسهم أو بأنهم يحاولون استعمال الحمام، ولكنهم في مكان مكشوف للجميع.
تعقيب:
عادة ما ترتبط الأحلام التي تظهر العري أو فقدان الملابس بالإحساس بأن الطفل مركز الاهتمام. وتحدث هذه الأحلام عادة عندما ينتقل الطفل إلى بيئة حيث تزداد التوقعات منه، مثل المدرسة. وهذه ليست مشكلة كبيرة، ويمكن للأهل تفسير الحلم للطفل حتى لا يشرد خياله بعيدا.
المحاصرة أو الشلل:
في بعض الأحلامِ، يشعر الطفل بأنه لا يستطيع الحركة أو بأنه محجوز في غرفة أو خزانة.
تعقيب:
تشير الأحلام التي يحاول فيها الطفل الحركة أو الركض إلا أنه يجد نفسه محاصرا أو محجوزا إلى حاجة الطفل إلى الاستقرار وشعوره بالتهديد. كما قد تشير إلى وجود أشخاص أو أشياء تعيق حركة الطفل بحرية في الواقع. فقد يكون هناك مشاكل عائلية يعيها الطفل، ولكنكما تحاولان إخفائها عنه، فيشعر أنه محصور وكأنه يختنق لأنه لا يعرف ما مصيره.
وأخيرا، من المفيد أن نتحدث مع أطفالنا عن الأحلام، وأن لا نستهزئ بها، مهما كانت مضحكة أو مخيفة، بل نوضح للطفل ما هو الحلم، ومن أين يأتي وما هو تفسيره، أن شعور الطفل بالأمان في بيته، ووسط عائلته كفيل بعدم شعوره بالحاجة إلى الهروب إلى عالم الأحلام، كما أن التربية الجيدة، وعدم استغلال مخاوف الطفل يساهم في بناء شخصية أقوى للطفل. ولا داع أن نذكر بان نخفف وجبة العشاء إذا كن نريد حقا للطفل أن ينعم بنوم هادئ، ونحدد أوقات مشاهدة التلفاز، والبرامج التي يسمح للطفل بمشاهدتها.
منقول لاحلى عيون