![](http://up.arab-x.com/Apr11/mWN69701.png)
كَان الْمَاضِي أَشْبَه بِلَصِقة فَقَدْت مَادَّتِهَا الْلَّزِجَة فَلَم تَعُد تَلْتَصِق عَلَى الْجَرْح فَبَقَي مَكْشُوْفَا دُوْن حِمَايَة مِن أَي دَوَاء
تَمَامَا كَمَا بَقِيَت رُوْحِي أَسِيْرَة وبِجَوفُهَا نَبِض مُحَمَّلا بِكَثِيْر الْعَنَاء ….
فَهـ أَنَا كُلَّمَا وَقَفْت عَلَى أَرْصِفَة الْحَنِيْن يَقِف كُل مَابِي لْيُثرثِر عَنْك
وَعَن مَدِيْنَة اسْتَوَطَنْتَنِي دُوْن أَن يَكُوْن لَهَا أَي تَارِيْخ لِأَنَّهَا لَم تَكُن مُعَمَّرة بِالْطِّيْن وَالْجَحْر وَانَّمَا بِالْرُّوْح وَالْهَجْر ….
فَقَدْتُك نَعَم وَلَكِنَّك لَم تَفَقِدُنِي
وَكَيْف تَفَقِدُنِي وَأَنَا نَبْضَة الْأَصْل فِيْك الَّتِي تَجُر وَرَائِهَا كُل الْنَبَضَات الْأُخْرَى
كَيْف وَأَنَا الْغَيْلَم الَّتِي احْتَكَرَت مَوْطِنُك لِتَجْعَلك عَاجِزَا أَمَام الْنِّسَاء بِأَمَر ذِكْرَى
أَقُوْل هَكَذَا لِأَنَّك يَوْمَا مَضَى هَمَسْت بِأُذُنِي :
أَنِّي ضِيَاء لِدَرْبِك فَبِدُونِي تَصَاب دُرُوْبِك بفُوبيّا الْظَّلام وَلَا شَرْع سَيَسْمَح لَهَا بِتَقَلُّد
الْنُّوْر دُوْن وُجُوْدِي فَتَمُوْت بِهُدُوْء وَبِلَا مَرْسَى …
وَلَم أَنَسَى أَنِّي كُنْت اتَجَّرِع كُؤُوْس الْنَّوْم عَمْدَا لِأَهْرُب مِن سَهَر لَا تَتَحَدَّث فِيْه جِرَاحِك بِدَاخِلِي
فَأَجِدُنِي قَرِيْبَة مِن أَضْلُعِك حَد الِالْتِصَاق فَأُخَالفَك الاتِّجَاه
عَلَنِّي أَنْجَح لِنَكُون ذُو انْعِكَّاسِين لَا يَلْتَقِيَان أَبَدَا …
آَمَنْت أَنَّه عَلِي الْتَّجَرُّد مِن كُل شَيْء وَالأَوْلَوِيَّة سَتَحْظَى بِهَا أَنْت
وَأَنَّه عَلَي أَن أُحِب الْسَّهَر وَعَلَى أَجْزَائِي أَلَا تَرْتَجِف ان قَابَلْتُك أَنْت
فَفرَاقِك بَات مَرْسُوْمُا عَلَى مَلَامِحِي وَمَكْتُوْبا عَلَى أَوْرَاقِي
وَلَازَال غِيَابُك يَخْنِقْنِي حَد الْوَجَع وَأَرْفُض أَن أَصْرُخ بِك أَمَامَهُم
وَلَن يَهِمَّنِي ان خِرَقْتَنِي سِهَامِك وَنَزَف حُبُّك دَمَا وَسَط لُجَج مِن لَهِيْب الانْهِيَار ,,
فَقَد تَعَلّمْت كَيْف أَجْمَع غُرُوْرِي وَان مُت عَلَى يَدَي
وَكَيْف اسْحَق جِرَاحُك وَأَرْحُل وَان كَان مَا بِك هُو مَوْطِنِي
وَلَن يَهِمَّنِي
لِأَنِّي أَعْلَم :
أَنِّي عَن عَيْنَيْك لَن أَغِيْب
وَبِهِمَا سَأَكْتَفِي …