..
ضوء على أمراض الجهاز التنفسي عند الأطفال
تعتبر أمراض الجهاز التنفسي عند الأطفال من الحالات الكثيرة التي تتردد على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والعيادات الشعبية والعيادات الخاصة وخصوصاً في فترة تقلبات الجو والتغيّر في درجات الحرارة، وعموماً فالأطفال يصابون 4ـ6 مرات سنوياً بأمراض الجهاز التنفسي والتي تشمل الأنف، الأذن، الحلق، الحنجرة، القصبة الهوائية، القصيبات وأخيراً الرئــة. ورغم تباين شدة العلامات والأعراض بين الأطفال المصابين الاّ إنها تشمل السعال، صعوبة التنفس، الإمتناع عن الرضاعة أو الطعام، إحتقان الحلق واللهاة، إنسداد الأنف ونزول الإفرازات منه وكذلك آلام ومشاكل الأذنين، ويعتبر إرتفاع حرارة الجسم من الأعراض المهمة في أمراض الجهاز التنفسي الحادة.
إن غالبية هذه الأعراض والعلامات المرضية لاتحتاج الى إستعمال المضادات الحيوية وإنما يمكن معالجتها بالبيت بإستخدام السوائل الدافئة ومضادات السعال والإحتقانات ومهدئات الآلام مع الراحة. إن غالبية أمراض الجهاز التنفسي لدى الأطفال هي أمراض فايروسية وتتباين شدتها وأهميتها بالمعالجة وذلك بالإعتماد على عمر الطفل ونوع الفايروس وعلى المضاعفات التي من الممكن أن تحدث.
ولابد من الإشارة الى ان الكثير من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر يحتاجون الى إستنشاق الأوكسجين أو بإستخدام موسّع القصبات بواسطة جهاز ((البخاخ ))، في علاجهم حينما يصابون بالنوبات الحادة.
ومن الأمور الهامة جداً التي على الأم ملاحظتها لغرض زيارة الطبيب هي:- 1) صعوبة التنفس والإمتناع عن الرضاعة مما يدل على إنسداد الأنف وكذلك لايستطيع الطفل من غلق شفتيه أثناء النوم 2) دخول جدار البطن العلوي القريب من الأضلاع الى الداخل أثناء التنفس، وهذا يدل على إن الطفل يعاني من صعوبة حقيقية بالتنفس. 3) سماع أصوات غريبة صادرة من صدر الطفل أثناء الشهيق. وسماع أزيز من صدر الطفل أثناء الزفير. 4) نوبات السعال المصحوبة أحياناً بالإزرقاق أو التقيؤ، (ومن الأمور المهمة جداً الواجب ملاحظتها هي ظهور بعض الفقاعات الصغيرة البيضاء من فم الطفل أثناء السعال والتي تدل على الإصابة بإلتهاب القصيبات الحاد). 5) إن إستمرار السعال لأكثر من 7ـ 10 أيام وعدم الإستجابة الى العلاجات، وتدهور الحالة الصحية فقد يستدعي أخد الصور الشعاعية لصدر الطفل.
ولابد من الإشارة الى إن الكثير من الأمهات يلجأن الى أساليب خاطئة وبشكل عشوائي وكيفي دون إستشارة الطبيب خصوصاً بالآونة الأخيرة أشيع إستعمال بعض العلاجات وهي ربما في كثير من الأحيان تكون ضارة أكثر مما هي نافعة ومثال على ذلك قطرات (( الفنستيل ))، لذلك أتوجه الى الأم بعدم اللجوء الى إستعمال هكذا علاجات لتسببها بمضار جانبية عديدة. أن الالتزام بتوجيهات ونصائح الجهات الصحية مع إستشارة الطبيب، تساعد بلا أدنى شك من تقليل نسبة الوفيات بين الأطفال بأمراض الجهاز التنفسي. ولكل أطفالنا الصحة والعافية…
تحياتى لك ِ…