غالباً ما نهمل الإنصات لأعضائنا عندما تحاول أخبارنا شيء حتى تصبح الشكوى مرتفعة الصوت جداً،
وحتى حينها فقط الطبيب بسماعته التقليدية يمكنه أن يسمع بالضبط ماذا تقوله أعضائنا عن
تصرفاتنا غير المسئولة معها. لذا استفيد من هذه الفرصة، لأنها فرصة نادرة من نوعها، حيث سنخبرك بالضبط ماذا سيخبرك ظهرك. هدوء، انصت جيداً.
الساعة السابعة صباحاً،
تحاول النهوض من الفراش بعد أن قضيت الليل نائماً. ولكن ظهرك يقول لك: كلا لم
أخذ كفايتي من النوم، فقد قضيت الليل وأنا أحاول تعديل وضعية العضلات لإبقاء عمودك الفقري
في وضع مناسب على الوسائد الضعيفة التي تصر على النوم عليها، حسناً في الحقيقة، المشكلة
أكبر من حجم الوسادة فهي بحجم السرير نفسه. فالوضع على السرير أشبه بالنوم في حفرة. إذا كنت لا تقدر على تحمل تكلفة فراش جديد، لماذا لا تضع الفرشة على الأرض وتكف عن إرهاقي طوال الليل.
الساعة السابعة وخمس دقائق،
يقول لك ظهرك: شكراً على التمدد اللطيف الذي قمت به، كما أن الهرولة السريعة التي قمت بها للذهاب إلى الحمام كانت مفيدة جداً لي.
الساعة السابعة وخمس وأربعون دقيقة،
هل تسمح بالاسترخاء للحظة، أنت تضغط علي منذ أن خرجنا من المنزل لأحافظ على وضعية قدميك على ناقل الحركة. الوقت مناسب فهذه مجرد إشارة ضوئية مملة.
الساعة الثامنة:
الحمدلله أنك تعمل لدى شركة محترمة الآن، هذا المقعد مناسب ومريح، بعكس ذلك المقعد القاسي الذي كنت تجبرني على الجلوس عليه لساعات.
الساعة التاسعة ونصف صباحاً،
رجاءاً توقف وقف بشكل مستقيم، هل من الضروري أن تنحني هكذا؟ الم تخبرك والدتك بأن تجلس وظهرك مستقيم، ثق بي، أنت بحاجة لذلك الآن وإلا أصبحت البطل الجديد لقصة أحدب نوتردام.
الساعة التاسعة وخمس وأربعون دقيقة صباحاً.
نعم، حرك الشاشة، ولوحة المفاتيح، عدل موقعهما، أنت تجبرني على التمدد للوصول إليهما مع أنهما أخف وزناً مني.
الساعة الحادية عشر وخمس وأربعون دقيقة صباحاً.
أرجوك، أريد أن أتنفس، قم وتمشى قليلاً. أنا أجلس هنا منذ أربع ساعات. لماذا لا تذهب إلى الحمام، أليس كذلك؟ أنه يبعد على الأقل مائة خطوة. تحرك.
الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا.
أخيراً، وقت الغداء، قم وقابل أصدقائك، تمشى في الهواء الطلق، أذهب وأشتري طعامك، دعنا نذهب في نزهة بعيداً عن هذا المقعد الممل.
الساعة الثالثة وأربعون دقيقة مساءاً.
رجاءاً تمدد قليلاً في مقعدك، لا استطيع التحمل أكثر من ذلك، أجل مد رجليك ويديك، جيد جداً. لماذا لا تقف وتعدل ثيابك. هل هذا الموظف الجديد، اذهب وتحدث معه، تحرك قليلاً.
الساعة الخامسة مساءاً.
هل نحن ذاهبان إلى البيت أم إلى النادي الرياضي؟ أرجو أن يكون النادي الرياضي، أنا بحاجة لبعض التمارين لقد أرهقتني جداً اليوم واحتاج لبعض التليين.
الساعة الثامنة مساءاً.
ها قد عدنا إلى الكنبة مجدداً، ولكنني متعب واحتاج لبعض الراحة، ولكن لا تنام على الكنبة
مثلما فعلت من قبل، لقد سببت لي ألم شديداً في الصباح. سأسمح لك بالجلوس لبعض الوقت فقط، بعدها سأبدأ بالشكوى من جديد.
الساعة العاشرة مساءاً.
إلى السرير مرة أخرى. أود لو اشعل النار في هذه الفرشة السيئة، أنها تسبب لي القلق والتوتر
طوال اليوم وأنا أفكر كيف سأستلقي عليها من جديد. حسناً لا تستمع لشكواي نم وأنا سأبقى
مستيقظاً أحاول أن أتأقلم مع هذه الاسفنجة الكريهة. أتمنى لو يسمعنا أحد الأصدقاء ويهدوك فرشة جديدة في العيد القادم.